موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٦
إشهار كتاب البابا فرنسيس "اسم الله هو الرحمة" بنسخته العربية
عمّان – المركز الكاثوليكي :

<p dir="RTL">تم اليوم الاثنين في عمّان، إشهار النسخة العربية من كتاب قداسة البابا فرانسيس وعنوانه: &quot;اسم الله المحبة&quot;، الذي قام بترجمته إلى اللغة العربية المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بالتعاون مع جمعية الكاريتاس الخيرية.</p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>وزير الثقافة نبيه شقم</strong></span></p><p dir="RTL">وقال وزير الثقافة نبيه شقم إننا نعيش وسط عالم متناحر متضارب المصالح والأهواء وضجيج يكاد يقضي على كل ملامح الاستقرار والنهوض في سبيل الوصول إلى أهداف مادية وسياسية تخدم من لا يرى في هذا العالم غير مصالحه الخاصة وأنانيته المنفرطة وأحاديته في التفكير بحيث لا يرى غير صورته وأهدافه وغاياته على حساب حقوق وكرامة الإنسان.</p><p dir="RTL">وتساءل &quot;هل نصل إلى عالم معافى من كل مرض وتهميش وكراهية وفقدان حريات وإقصاء للعدالة دون الرجوع إلى القيم الإلهية، في زرع المحبة والاجتهاد والسلام والرحمة والمودة وهي القيم السماوية السمحة التي جاءت على لسان الأنبياء والرسل والكتب السماوية المقدسة؟&quot;.</p><p dir="RTL">أضاف: إن في رسالة عمّان دعوة صريحة وجادة إلى منهج الوسطية والاعتدال، كما نبّهت إلى تحقيق التنمية الشاملة التي تؤكد العناية المتوازنة بالجوانب الروحية والاقتصادية والاجتماعية، والاهتمام بحقوق الإنسان وحرياته وتأكيد حقه في الكرامة والأمن وضمان حاجاته الأساسية، وإدارة شؤون المجتمعات وفق مبادئ العدل والشورى، والاستفادة مما قدمه المجتمع الإنساني من صيغ وآليات لتطبيق الديمقراطية<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL">تابع الوزير شقم: من هنا نرى في كتاب البابا فرنسيس &quot;اسم الله هو المحبة&quot; عنوانًا ساميًا حقيقيًا لعدالة الخالق وغفرانه ومحبته المطلقة للإنسان معززًا ذلك بالدور الإيجابي الذي يقوم به قداسته في السلم العالمي وعلاقاته المتينة والمتميزة بالأردن<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>بطريرك القدس للاتين السابق فؤاد الطوال</strong></span></p><p dir="RTL">وقال البطريرك فؤاد الطوال في كلمة خلال الاحتفال الذي حضره المطران مارون لحّام ورؤساء الكنائس وأعضاء السلك الدبلوماسي وعدد كبير من فاعليات ثقافية وإعلامية، إنه أمام جهالة العنف وحماقة القتل والظّلم، التي تجتاح عالمنا، لم يجد قداسة البابا فرنسيس سلاحًا يحارب به، سوى إعلانه سنة للرحمة، ونشره كتابًا حمل عنوان: اسم الله هو رحمة. فالله رحمن رحيم، حليم بالناس والعباد، يحمل لهم رسالة رأفة ومودة وحنان، بعيدًا عن أشكال العنف والتطرف والإرهاب.</p><p dir="RTL">وأضاف: منذ أن تسلّم قداسة البابا فرانسيس قيادة الكنيسة، وهو يثير دهشة العالم بأسلوبه البسيط في الحياة. وكنت أنا شخصيًا قد التقيت معه أكثر من مرة، ولمست هذه البساطة الكبيرة في التعامل ونمط الحياة. وأوضح أنه تماشيًا مع إصرار البابا المتكرر على أنه يريد كنيسة فقيرة تكون في خدمة الفقراء ومن أجلهم، في كل مؤسساتها من: جامعات ومدارس ومعاهد تربوية ومستشفيات، بدأ بتنفيذ برنامج إصلاحي شامل داخل دوائر الفاتيكان. فكافح الفساد ولاحق المفسدين، وشدد على أن الكنيسة هي بمثابة مستشفى ميداني لكل المرضى والباحثين عن العلاج والدواء، بالإمكانات المتاحة والمتوفرة بين أيدينا<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL">وختم بطريرك القدس للاتين السابق بالقول: &quot;دعونا نغفر الإساءات والأذى اللاحق بنا من الآخرين عن قوة وطواعية، دعونا نواسي ونقف إلى جانب كل مظلوم، كل محتاج، وكل من وقع عليه عنف العالم وقسوته، ليرى كل هؤلاء فينا وجه الله الرحيم، الذي إلى الأبد تدوم مراحمه، لأن اسم الله هو الرحمة&quot;<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>أستاذة الشريعة في الجامعة الأردنية نداء زقزوق</strong></span></p><p dir="RTL">وتحدّثت الدكتورة نداء زقزوق، الأستاذة في كلية الشريعة في الجامعة الاردنية، أن الرحمة هر رقة القلب وانعطافه على وجه يقتضي التفضل والإِحسان. وقولنا بسم الله الرحمن الرحيم في بداية كل عمل وكل قول تأتي أهميته من ضرورة استحضار صفة الرحمة في كل ما يصدر عنا. وصفة الرحمن أشد مبالغة من صفة الرحيم، لأن الرحيم يرحم بسبب منه وبسبب من المرحوم الذي يستدرها أو يستحقها. أما الرحمن فهو الله تعالى فقط، الذي يرحم الجميع رحمة واسعة دونما استحقاق، والدليل أنه تعالى يرحم المؤمن والكافر، المظلوم وحتى الظالم.</p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>مدير المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر</strong></span></p><p dir="RTL">من جهته قال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر إن عنوان هذا الكتاب كافٍ للحديث عن عمق الإيمان بالله الواحد الرحيم؛ اسم الله هو الرحمة. وهو الإله الواحد الذي نعبده ونتبعه ونحاول في كل حين أن نتمم إرادته ومشيئته. إن اسمه تعالى هو الرحمة، وليس أي شيء آخر، وهي التي تشكل جسرًا رابطًا بين مسلمي العالم ومسيحييه لأنهم يعبدون ذات الإله الذي اسمه الرحمة.</p><p dir="RTL">وأوضح الأب بدر بأن هذا الكتاب هو الأول للبابا فرنسيس الذي سبق أن زار الأردن في شهر أيار عام 2014، معربًا عن شكره وتقديره لكل من قام بأي جهد ساهم في إصدار الكتاب بنسخته العربية؛ من مراجعة وتدقيق وإخراج وطباعة وغيره<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>الكاتب المتخصص في شؤون الفاتيكان أندريا تورنييلي</strong></span></p><p dir="RTL">بدوره قال الكاتب الايطالي المخضرم أندريا تورنييلي الذي أجرى مقابلات الكتاب مع البابا فرنسيس باللغة الإيطالية، إن كتاب البابا فرانسيس يوضح حقيقة الكنيسة التي لا تدين الناس لضعفهم ومعاناتهم ولكن تعالجهم بدواء الرحمة. فنحن نعيش في مجتمع يشجعنا على التخلص من عادة الإقرار بمسؤولياتنا وتحملها. فدائمًا الآخرون هم الذين يخطئون والآخرون هم دائمًا من يتميزون باللاأخلاقية. فدائما الخطأ على شخص آخر، وليس خطأنا. إنه الموقف الذي يجعلنا دائمًا مستعدين لإدانة الغير ويجعلنا أقل استعدادًا بقبول ذلك. فنحن جاهزون لإصدار الحكم، ولكن لسنا مستعدين للإنحناء برحمة تعاطفًا مع معاناة الغير. فرسالة الرحمة تزيل بعيدًا كل تلك الصور النمطية.</p><p dir="RTL">وقدّم تورنييلي الذي يعتبر من أكبر المختصين بشؤون الفاتيكان، الشكر لأصدقائه المسلمين الذين تفاعلوا مع أهمية الكتاب منذ صدروه في كانون الثاني الماضي، وقال أنه من بين الأسماء المميزة التي يسم فيها الإسلام الخالق هي &quot;الرحمن والرحيم&quot;، فغالبًا ما يكون هذا الإبتهال على لسان المسلمين المؤمنين الذين يشعرون بأن الرحمة تتملكهم في حياتهم اليومية وترافقهم. وهم يعتقدون أيضًا أن لا يمكن لأحد أن يضع حدًا للرحمة الإلهية لأن أبوابها مشرعه دائمًا.</p><p dir="RTL">وكرر ما قاله البابا فرنسيس في بداية سنة الرحمة هذه: &quot;إنني على ثقة أن يوبيل هذا العام الذي يحتفل برحمة الله سيعزز اللقاء مع هذه الأديان ومع التقاليد الدينية النبيلة الأخرى. أرجو أن يقودنا ذلك إلى حوار أكثر اندفاعًا حتى يتسنى لنا أن نعرف ونفهم بعضنا البعض بشكل أفضل. أرجو أن يزيل ذلك كل شكل من أشكال العقول المغلقة وعدم الاحترام، ويبعد كل شكل من أشكال العنف والتمييز&quot;.</p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>الحفل</strong></span></p><p dir="RTL">وفي الحفل، الذي أدارته في المركز الثقافي الملكي الإعلامية رانيا حداد، ألقت الطالبة تيما مجيد محمدية، من مدرسة راهبات الوردية في الشميساني، مقاطع مؤثرة من كلام البابا حول الرحمة. وقدم الشقيقان جورج وفادي قديس معزوفات موسيقية، فيما قدمت فيوليتا مخامرة فقرة فنية غنائية عالمية. ووزع المطران مارون لحّام الدروع على وزير الثقافة والكاتب تورنييلي، وسلامة جدعون ومحمد بشتاوي تقديرًا لمراجعتهم اللغوية لكتاب &quot;اسم الله هو الرحمة&quot;، الذي يعتبر أول كتاب للبابا فرنسيس ينقل إلى اللغة العربية.</p>