موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١١ ابريل / نيسان ٢٠٢٣
أسقف أوكراني: الحرب تساعدك على أن تكون إما خاطئًا كبيرًا أو قديسًا عظيمًا

فاتيكان نيوز :

 

مضت سنة ونيف على بداية الحرب الروسيّة–الأوكرانيّة، وهو ثاني فصح يحتفل به المؤمنون في العاصمة كييف تحت الحصار، وكان المؤمنون الكاثوليك الذين يتبعون الطقس اللاتيني قد احتفلوا بقيامة الرب يوم الأحد الفائت، موجهين أنظارهم نحو الولادة الجديدة المنتظرة ونهاية المعاناة.

 

وفي مقابلة مع موقع "فاتيكان نيوز"، قال الأسقف المعاون لأبرشية كييف زيتومير المطران ألكسندر يازلوفيتسكي: إنّ المؤمنين يحملون في قلبهم رجاءً أكبر هذا الفصح، خلافًا للفصح الماضي، لأنهم يأملون بأن ينتهي الصراع بعون الله، لافتًا إلى أن الحزن والإحباط خيما على احتفال الفصح العام الفائت، مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا. وأضاف أن الفرح رافق الاحتفالات الفصحيّة لأنّ هذا الفرح يعتمد في المقام الأول على قيامة الرب من الموت، ومن ثم على الظروف التي يعيشها الأشخاص.

 

وأشار إلى أن الشعوب تشعر بقيمة السلام عندما تفقده، تمامًا كالإنسان الذي يشعر بقيمة الصحة عندما يتقدم في السن، ويبدأ بفقدانها. وأكد أن السلام بالنسبة للأوكرانيين لا يعني غياب الحرب وحسب، لأن الجميع أدركوا أنه لا يوجد اليوم السلام الذي كان قائمًا في الماضي حتى إذا توقف القتال وإطلاق النار، موضحًا أنه بالنسبة للمسيحيين السلام هو أن يكون المسيح ملكنا وكي يتحقق هذا الأمر لا بدّ من الصلاة.

 

ولفت إلى أن الفترة الماضية كانت صعبة جدًا بالنسبة للجميع، مؤكدًا أنّ الحرب علمته كيف يقف إلى جانب الناس، وهو يفعل ذلك بالتعاون مع أبناء الأبرشية والرعايا. وأضاف أن هناك العديد من فاعلي الخير الذين يتصلون به من خارج البلاد للاستيضاح عن كيفية تقديم المساعدة. وأشار إلى أن الأوكرانيين تعرضوا للإذلال خلال الحرب القئمة، لكنهم في الوقت نفسه اختبروا رحمة كبيرة. وقال سيادته: إنّ الحرب تساعدك على أن تكون إما خاطئًا كبيرًا أو قديسًا عظيمًا.

 

وأكد المطران يازلوفيتسكي أن المسيحيين ينظرون إلى جراح المسيح خلال عيد الفصح والجمعة العظيمة تحديدًا ويشعرون بالرأفة تجاهه، إذ يدركون الثمن الباهظ الذي دفعه الله كي يخلصنا. وقال: إنّ الأوكرانيين يمكنهم أن يروا الجراح نفسها في بلادهم، وهم يعلمون أن المسيح يتماهى مع الأشخاص المتألمين، معبرًا عن امتنانه لجميع الأشخاص الذين يرون جراح المسيح في الآخرين ويسعون إلى مساعدتهم.