موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٦ يناير / كانون الثاني ٢٠١٧
أبو مازن: آمل أن تحذو بلدان أخرى حذو الفاتيكان وتعترف بالدولة الفلسطينية

بقلم: إياكوبو سكاراموزي ، ترجمة: منير بيوك :

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) خلال لقائه مع البابا: "آمل أن تحذو بلدان أخرى حذو الفاتيكان وتعترف بالدولة الفلسطينية". وبعد الاجتماع، دشن الرئيس رسميًا السفارة الفلسطينية لدى الكرسي الرسولي التي تم افتتاحها في الأشهر الأخيرة بعد أن وقع القصر الرسولي اتفاقًا ثنائيًا يعترف "بدولة فلسطين".

وتم التوقيع على اتفاقية ثنائية مثبته لإقامة علاقات دبلوماسية بين الكرسي الرسولي ودولة فلسطين في شهر حزيران عام 2015. ودخلت الإتفاقية حيز التنفيذ في شهر كانون الثاني من عام 2016. وفي الوقت الذي قابلت فيه إسرائيل هذا القرار بالرفض، لم يحقق الكرسي الرسولي بعد معها نفس الهدف المتمثل باتفاق ثنائي.

وفي حديثه إلى الصحافة باللغة العربية لدى وصوله الى السفارة في طريق بورتا دي أنجليكا، التي تقع على مرمى حجر من ساحة القديس بطرس، قال الرئيس: "لقد التقينا مع قداسة البابا ونأمل أن تحذو بلدان أخرى حذو الفاتيكان وتعترف بالدولة الفلسطينية".

وعندما سئل عن رأيه حول نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، أجاب عباس: "لقد سمعنا عن قرار الرئيس ترامب ولا يمكننا التعليق عليه إلا حين يتم اتخاذه على أرض الواقع، لكن إذا ما تبلور هذا القرار بالفعل فإننا لا نعتقد أنه يقدم أية مساعدة لتحقيق السلام. نأمل أن ذلك لن يحدث".

ولدى وصوله، رفع الرئيس الفلسطيني الغطاء عن لوحة السفارة الجديدة ورفع العلم الفلسطيني على جانب المبنى الذي كان يحيط به طوق أمني. وحضر الحفل الذي تم خلف أبواب مغلقة المونسنيور انجيلو بيكييو، رئيس البروتوكول، الذي ناب عن المونسنيور خوسيه أفيلينو بيتنكورت، مسؤول الشؤون العامة في الفاتيكان.

وصرح السفير عيسى قسيسية أن تدشين السفارة الفلسطينية هو "إنجاز هام للشعب الفلسطيني، علمًا أن البابا قد اتخذ موقفًا أخلاقيًا، وقانونيًا، وسياسيًا بالاعتراف بدولة فلسطين على أساس حدود ما قبل عام 1967". وفي رسالة إلى دونالد ترامب، نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية، حذر أبو مازن المقيم الجديد في البيت الأبيض من أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، كما اقترح سابقًا، سيكون له "عواقب كارثية على عملية السلام، وعلى حل الدولتين، وعلى الأمن في المنطقة بأسرها".

وكان الرئيس محمود عباس قد وصل في وقت متأخر قليلاً من صباح يوم السبت إلى الفاتيكان، وعقد لقاء استمر ثلاثًا وعشرين دقيقة مع البابا فرنسيس، برفقة مترجم، من الساعة 10:12 حتى الساعة 10:35. وخلاله تم تبادل الهدايا، حيث قدم الرئيس الفلسطيني إلى البابا خمس هدايا، وهي: أيقونة تصور وجه يسوع، وكتاب يوثق إعادة تأهيل كنيسة المهد، وكتاب بعنوان "فلسطين والكرسي الرسولي"، وأيقونه مذهبة للعائلة المقدسة، وحجر من الجلجلة المقدسة من موقع كنيسة القيامة في القدس. من جانبه، قدم البابا فرنسيس ميدالية يوبيل الرحمة، والنسخة العربية من الإرشاد الرسولي "فرح الحب"، والرسالة العامة "كن مسبحًا".

وبينما كان يجري تقديم أعضاء الوفد المرافق للرئيس الفلسطيني إلى البابا -علمًا أن الوفد تشكل من نحو اثني عشر شخصًا- قال مسؤول شاب إلى البابا أنه كان متزوجًا من امرأة أرجنتينيو، وروى طرفة حول فريق سان لورنزو لكرة القدم، الذي يشجعه البابا فرنسيس، مما جعل البابا يضحك. وقدم المسؤول إلى البابا قميص كرة القدم بألوان فلسطينية.

وواصل البابا والرئيس الفلسطيني حديثهما لبضع دقائق. ووفقًا للصحافيين الذين كانوا حاضرين ضمن الجمهور، ذكر محمود عباس -في إشارة إلى الاتفاق الثنائي الذي أدى إلى فتح السفارة الفلسطينية لدى الكرسي الرسولي- أن "هذا هو علامة على ان البابا يحب الشعب الفلسطيني ويحب السلام".

وبعد اللقاء، استقبل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الرئيس محمود عباس، برفقة أمين سر العلاقات مع الدول المونسنيور بول غالاغر. ونص البيان الصادر عن مكتب الفاتيكان الصحفي: "كانت الحوارات الودية التي تمت دليلاً في المقام الأول على العلاقات الطيبة بين الكرسي الرسولي وفلسطين، تلك العلاقات التي وثقتها الاتفاقية العامة عام 2015، والمتعلقة بالجوانب الأساسية للحياة وبأنشطة الكنيسة في المجتمع الفلسطيني".

وأضاف البيان: "وفي تلك المناسبة، تمت الإشارة إلى أهمية مساهمة الكاثوليك في تعزيز الكرامة الإنسانية وفي مساعدة المحتاجين بخاصة في مجالات التعليم والصحة وفي تقديم المساعدة. كما ركزت المحادثات أيضًا على عملية السلام في الشرق الأوسط، معربة عن الأمل في استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين من أجل وضع حد للعنف الذي يسبب معاناة غير مقبولة للسكان المدنيين، ومن أجل التوصل إلى حل عادل ودائم. وتحقيقًا لهذه الغاية، فإن الرغبة المؤكدة كانت تدعو إلى اتخاذ تدابير من المجتمع الدولي لصالح دعم الثقة المتبادلة، وللمساهمة بخلق مناخ من شأنه أن يشجع اتخاذ قرارات شجاعة لصالح السلام. كما تم التركيز مرة أخرى على أهمية الحفاظ على قدسية الأماكن المقدسة للمؤمنين التابعين لجميع الأديان الإبراهيمية. وكان هناك أيضًا تركيز خاص على الصراعات الأخرى التي تعاني منها المنطقة".

وفي رسالته الأخيرة بمناسبة عيد الميلاد، أعلن الرئيس الفلسطيني: "قريبًا سوف أحظى بشرف زيارة قداسة البابا فرنسيس في الفاتيكان. مما لا شك به أننا سوف نتناول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك من ضمنها دفع العدالة والسلام في المنطقة، فضلاً عن تشجيع الحوار بين الأديان ليفضي إلى مزيد من التفاهم والاحترام".

وأضاف الرئيس في رسالته: "وفي هذا السياق، فإننا نكرر موقفنا القوي الذي ينص على أنه لا يجب استخدام الكتب المقدسة كذريعة لتبرير أي نوع من الجرائم أو المخالفات. وسنناقش أيضًا الاتفاق التاريخي بين دولة فلسطين والكرسي الرسولي كمثال لبقية دول المنطقة بشأن كيفية تعزيز وجود المسيحيين ومؤسساتهم. فالمسيحيون هم ملح هذه الأرض، ونحن لا نتصور شرقًا أوسط من دون مسيحييها الأصليين. وسوف نستمر بالتعاون مع رؤساء الكنائس في القدس، الذين هم جزء من فلسطين ومن شعبها، لتحقيق هذه الأهداف المتبادلة".