موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٧ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٢

شماغي يدفّيني

بقلم :
يارا حوراني - الأردن

يا أسيادي، لن أزاود على أحد بوطنيتي، ولكن ما أقوله الآن منبعه قلبي الذي تجري فيه مياه الأردن وقداسة نهره وجسدي المجبول بطُهر ترابه... بيقولوا برد، والأسعار مولعة، كيف بدك تتدفى.. بقولهم شماغي يدفيني، بلفه على صدري وبَسنِد فيه ظهري وهو يدفيني.. البنزين بالعلالي.. ببيع سيارتي وبمشي على كعابي من بيتي الذي يقع على حدود رمش عمان إلى عملي الذي يقع في قلبها.. جوع..؟! يكفيني حفنة زيتون من شجراتها ولا يقولوا خنت بلدي وتاجرت فيها... "بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام" المواطن كرامته في بلده.. مش في بلد بتعطيه تأمين ولقمة لولاده وبيعيش على أرضها غريب وولاده أقلية وليسوا أكثر من عمالة وافدة غير مُتجذرين بالبلد.. المواطن جزء من كُلْ، جزء من كيان، كل واحد فينا جزء من كيان أكبر، يبدأ هذا الكيان بالعائلة، يكبر ليصبح طائفة ثم ديانة وأخيرا وطن وهو الكيان الأعظم الذي يوحِّدنا ويلمنا ويحضُنا، نعيش فيه بكرامتنا وعالخبزة والزيتون، أجدادنا كانوا يمشوا على كعوب رجليهم من شمال الأردن لجنوبها، أبوي، رحمة الله عليه، كان سكان الكرك ودرس المرحلة الثانوي في عجلون، عمتي كانت تعجن وتخبز وتروح مشي من الكرك لعجلون توصِّله الخُبزات، كان عمي جنديا بالجيش العربي وكان يخدم في القدس، كان أبي ينزل على قدميه ليطمئن عليه ويعود لعمان.. تاريخ أفتخر وأعتز به، لقد تعبوا آبائنا وأجدادنا لبناء ما نحن عليه الآن، كان أبي يتحدث دائما على قسوة الغربة على الغريب، وكم هي عزيزة وغالية نسمات بلادي، وكم هو عزيز وطني وإن لم ندافع عنه نحن ونقف معه في أزمته من سيفعل؟ آه يا وطني، كثرت السكاكين التي تنتظرك أن تسقط وتَصلَّبت عليك أعين الحاقدين لتُشاهد ذبحك، ولكن لا، سننحت بالصخر إن لزم الأمر، لتبقى شامخا على قدميك ولن نسمح لجهود آبائنا وأجدادنا تضيع سدى، ومثل ما قال الشهيد وصفي التل: "إللي ما يقبل البلد بضيقها . . البلد ما تقبله بعزها" أزمة سنعاني منها جميعا، سنربط الأحزمة ولكننا سنعبرها منتصرين، لا جوع ولا برد ولا وساوس سنجعلها تنتصر علينا وعلى حبنا للوطن ولقائد الوطن، لن نخون عهد الحسين وأبا الحسين، الهاشميون هم من بنو هذه البلد وبهم ستبقى، وكلنا أعضاء في جسد هذا البلد الشامخ وسنقف وقفةً يشهد لها التاريخ، إلي معه رغيفين يقصم لجاره والي عنده صوبتين يعطي للي ما عنده، خففوا دخان ومشروب، بعرف إنها مرات فشة خلق من الخنقة، ولكن خلّي مَعدَّنا الأصيل يظهر ويشع لكل الناس حتى نعدي هالازمة. وسنفعل بإذن الله، الأردن أراضِ مقدسة الله من عالي سماه حاميها ولكن بحاجة لنا حتى تتحقق هذه المشيئة، نقف يدا بيد سدا منيعا وحصنا حصينا، صدقوني أكبر دول العالم قضايا فسادها أضعاف الأضعاف، الفقراء والمشردين أضعاف الأضعاف، وزيادة عليهم قلوبهم القاسية، لأنهم لا يشعرون بالانتماء لتلك البلاد ولا لسكانها، فهم مجرد سكان وليسوا مواطنين، من مختلف المنابت والبقاع، فلا يسألون ولا يهتمون ببعضهم، أما نحن، شبكة واحدة في هذه البلد، حتى مع إختلاف دياناتنا، لمَّا ترجع لجد الجد بتلاقي القرابة وصلة الدم وصلة الصداقة، عشان هيك بتلاقي قلوبنا على بعض وحنيِّتنا على بعض، يمكن هلا خَفَّت بس عايشة فينا وبحاجة لتطلع على السطح هلا من جديد حتى تشع قدام الكل ويتذكروا معدن الأردنيين الأصيل الي ظنوا انه رِخص، بين بعضنا بنحس بالانتماء والدفا والسند، ما تضيعوا هالشي من أجل أمجاد زائلة وفكروا بأبنائكم ماذا تريدون أن تورثوهم؟ وأنهي بقصيدة للشاعر الأردني الأصيل سليمان عويس: "امتطينا صهوة الجوع ومشينا وكل ما برطع الجوع انتشينا عرايا إنّام ونصبح عرايا ولا يقول الزمن إنّا ارتشينا إحنا اللّي لبّسنا للعرب للحرب خضناها وإحنا اللّي رايتنا لغير الله ما مرة خفضناها وإحنا اللّي بسنين المحل جعنا ولا بعنا وإحنا اللّي لقمة مغمّسة بالذل يا حبيب رفضناها وإحنا اللي سمّونا خون وجنودنا كتبت على باب الواد ترنيمة فدا فرغّنا في صدور العدى طلقة إقترضناها ونسورنا ركبت على متون السما وقالت لعين الشاربة من مية العاصي فدوا إلك راسي ودارك حفظناها وإحنا اللي عن دون البشر من عروقنا الخير انتشر حتى نوَر هذا الوطن لو يا حلو في خيمة ربابة إتجمّعوا وتسامروا وكل من يجر فنّه ما فيهم اللي خان الملح و يا حلو بسوق النفاق يتاجر بفنّه كان الوطن يلهب تبا ريح الوتر ويطيّب الونّه الله ياللي اسمك عرار إيش قد كنت رغم المرار تصيح يا أهل الوطن حبوا الوطن حب الوطن سنه يا أهل الوطن حبوا الوطن حب الوطن سنه يا أهل الوطن حبوا الوطن حب الوطن سنه يا أهل الوطن حبوا الوطن حب الوطن سنه شتان شتان بين جبال من رمل وملح وما بين آكام الفدى رم ومؤاب وشتان بين اللي ذبح للضيف صحن مجدرة، تعبوا على صحن مجدرة ربى شباب وبين اللي على صنوف الموائد هالعلي ربى ذباب عرب إحنا جدلنا للحجر من طية الشريان مقلاعه وحطينا بإرادتنا ترى بإرادتنا لجيل الإنتفاضة والأمل طاعة لأن لأن مجرى النهر ما قسم مهر زيتونا نصين ولا قسم رغم كل المحن للمكتوي بالنار أوجاعه لأن آسي الوليد اللي إله قلبين ما يحتاج يعطي كل قلب سماعه لأن ديد الوفى منه رضع أجدادنا ومنه يرضع الأحفاد كل ساعة لأنا للعرب صنا كرامتنا وعلى ظهر الخيل علقنا شهامتنا ولا كنا لدشداش الردح شماعة ولا منا الرزق لو راح لا والله تسمح صوت نواحه ولا عين أم الشهيد اللي طاح فوق الحد دماعه لأن لأن آن الأوان نقول كلمتنا وخلي اللي ما سمع يسمع وخلي كل حنك بدو الحرم يرجع أبد ما كنا في الشدة ورق شدة ولا إحنا الفريق الإحتياط في ساعة إسترجاعه ومساء الخير يا بيت الشريف حسين يا بيت العرب كل العرب يا مشرع أبوابه لأهل المحبة وعلى المحبة مجمع أحبابه مساء الخير ياللي إسمك وطن أحرار يا خيمة همم وأرواح وثابة أحب إيدك من ظلوعي أنا وابني نشد جنزير دبابة وحنجرتي وحقك يا نظر عيني أنا العاشق ثرى الأردن أخليها بإيد الحامل المقلاع شبابة ومساء الخير على القائد وعلى الضابط وعلى الجندي اللي بلا رتبة إذا ورد الوغا بيوم المنايا شهد وكبر ولا في يوم الفدى سمع الندى ورجع الصدى وتقاعس وأدبر ولا خلى الوطن ديوان للغازي ولا خلى المعابر للعدو معبر مساء الخير يا سيف الحجاز اللي كنت في يوم الندى من الصبر أصبر مساء الخير يا ثورة عرب أحرار يا روح الشهيد حسين ياللي من الطهر أطهر مساء اللي ما كبر بالثوب هو الثوب على أكتاف الحسين اللي يشمخ ويكبر مساء اللي ما كبر بالتاج هو التاج على جبين الحسين يقبل العنبر ومساء الخير مسيتك يا حادينا ويا هادينا بسواد الليل كل ما عتمت تظهر الشريف إنت الشريف مولاي ما هو منحة من شاعر ولا هو مكرمة من حد الشريف إنت الشرف مولاي للضاغط على زناد الكرامة يرد الحيف عن أرضه ويحمي الحد الشريف إنت الشرف مولاي ما يمشي براكب جميل ولا بركب من يجحد الشريف إنت الشرف مولاي للي يجمع شمل ربعه ويجعل للمتاهة حد تظل إنت الوفي إلنا ونظل إحنا الفؤاد اللي يلهج بإسمك بعد إسم العزيز الخالق الأوحد تظل فينا ونظل إحنا إذا خيط الإبى مسه قلم جاحد نظل خيط الإبى إحنا ونظل إحنا وجع بغداد عشق الشام نبض القاهرة إحنا ورغم كل الأسى وعل وعسى على بير الجفى والحيف ما وردت أصايلنا ولا جينا ولا رحنا ورغم يا للأسف خنجر قرايبنا وحبايبنا اللي زرع فينا الوجع والآه بكلمة أخ لا والله ما بحنا ولا لما إنقطع عنا حليب أطفالنا بسوق الخنى نحنا موصود موصود بوجوه الثعالب والأرانب والنفط باب السما موصود من حيث علمنا النفط نشلح عباة المرجلة وندوس على كتاب المبادئ والقيم ويصير برميل النفط رب السما المعبود ويصير بسطار الدخيل اللي فتك بأطفالنا أغلى أمل منشود ويصير دفترنا النقي لأطفالنا تلمود ونصير نحلف بالنبي شامير عز أحبابنا وسبط النبي داوود بئس الذهب بئس الغنى يا سيدي لما الشهامة والإبى تسأل عن الغالي الشرف بصدورنا ونقول مش موجود محسود عرشك سيدي من كل تجار المبادئ على الورق محسود وحدك وفيت بكل عهد تحلف بإسمك كل مواثيق الشرف وعهود قال المثل خلي الحسود يبرطع بثوب الحسد تا ييجي يوم بتنقلع عين الحسود بعود مولاي زعيم الجيش حبيب الجيش لبسني شعار الجيش بس مرة وخذ عمري أعيش بخندق الأبطال أرخص للوطن عمري وأخلي لقمة الزقوم بحلوق العدى تهري ولا تمري"