موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٦ يونيو / حزيران ٢٠١٩

حقائق نفسيّة محيّرة

بقلم :
أشخين ديمرجيان - القدس

معظمنا يعيش في عالم مكتظ بالناس، سواء كانوا أسرتنا، وأصدقاءنا أو زملاءنا في الدراسة أو العمل. علم النفس هو دراسة الفرد الإنساني والكينونة المستقلّة التي يشكّلها. لذلك معرفة الحقائق النفسية الجوهرية مفيدة جدًا في عالم اليوم عند التعامل مع الآخرين، وإنها تجعل الموضوع ممتعًا للاستماع أو للقراءة ! فيما يلي حقائق نفسية وعلمية مفاجئة لا يبدو أنّنا سمعنا عنها من قبل! تُظهر الدراسات النفسية أنّك اذا أعلنتَ عن "أهدافك" للآخرين أصبح الاحتمال في تحقيقها ضئيلاً والسبب هو فقدانك "للحافز" (أي الدّافع الذي يدفع الإِنسان ويَحُثُّه على القيام بعمل ما) حال كشفك عن الأهداف. هناك "جينات" يمكن أن تسبّب لك أن تكون "سلبيَّا" في معظم الأوقات. لأنّ هذه الجينات (المورثات) هي التي تحدّد تشكيل الكائن الحيّ وتطوّره وسلوكياته. مع العلم أنّ الفوارق الجسدية وبعض الفوارق النفسية بين الأفراد تعود لفوارق في المورثات التي تحملها هذه الأفراد. عقلك يُعيد كتابة خطاب "رتيب" لأناس يبعثون على السأم والملل في حديثهم، لجعلها تبدو "مشوّقة". الأغنية المفضّلة لديك على الأرجح مفضّلة ولطيفة لأنها تربطك بحدث "عاطفي" في حياتك وتُثير لديك الأحاسيس. لنوع الموسيقى التي تستمع إليها تأثير مباشر على الطريقة التي "تنظر" من خلالها إلى العالم. إنّ إنفاق "المال" على الآخرين وفي وجوه الخير المختلفة يبعث في النفس "السعادة" أكثر من إنفاقها على ذاتك. وكذلك جني الأموال لا يولّد السعادة إنّما صرفها على الغير وعلى الأعمال الخيرية. وهذا يؤكّد أن المال لا يشتري السعادة ولا يولّدها. ووفقًا للدراسات في مجال علم النفس، مفتاح "السعادة" هو: أن تصرف أموالك الخاصة على "تجارب" بدلاً من صرفها لاقتناء الممتلكات. قد يكون خوف الناس من بعض الأشياء ناجمًا عن خبرة موروثة من الأجداد: الرهاب أو الـphobia هو مرض نفسي يؤدّي إلى خوف متواصل من أناس محدّدين أو نشاط ما أو موقف معيّن. وقد يكون الرهاب عبارة عن خبرات وذكريات مورّثة تنتقل عبر الأجيال من خلال التغيّرات الكيمائية في الـDNA "الحمض النووي"، وفقًا لأبحاث جديدة في علم النفس. على سبيل المثال لا الحصر: رهاب ركوب الطائرة أو المصعد، رهاب المرتفعات، رهاب البحر، الخوف من العنكبوت أو من بعض الحشرات أو الحيوانات وغيره كثير. يتعامل الدماغ في تخفيف الألم الناجم للإنسان من "الرفض الاجتماعي" تمامًا كما يتعامل مع الآلام الجسدية، أي أنّ الدماغ يفرز مسكّنًا للألم في كلتا الحالتين، وفقًا للعلماء في كلية الطب في جامعة ميتشيغان الأمريكية. باحثون في نفس الجامعة سالفة الذكر يقولون أنّ حوالي 70 في المائة من حاملي الهواتف الخليويّة يعانون من "متلازمة اهتزازات المحمول الوهمية" (وسواس الرنين)... يشعرون باهتزازه في حين أنّه لم يستقبل أية رسالة أو مكالمة والسبب أنّ أدمغتهم تنتظر تلك الاهتزازات. مسك الختام لا يتعارض العلم مع الإيمان وفوائد الورع سامية وفضل العلم كبير وإنجازاته كثيرة على الإنسان وعلى رقيّ المجتمع بأسره، فقد "علّم الله الإنسان بالقلم، علّمه ما لم يعلم". ويقول الكتاب المقدّس: "عَلِمَ الربّ كلّ علم، واطّلع على علامة الدهر، مخبرًا بالماضي والمستقبل، وكاشفًا عن آثار الخفايا. لا يفوته فكر، ولا يخفى عليه كلام. وقد زيّن عظائم حكمته، وهو الدائم منذ الدهر وإلى الدهر. ولم يُزَدْ شيئًا" (يشوع بن سيراخ 42: 19-21).