موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٦ يونيو / حزيران ٢٠١٩

الحواجز النفسيّة أمام السعادة

بقلم :
أشخين ديمرجيان - القدس

<p dir="RTL">ما هي العوائق التي تقف لنا بالمرصاد وتمنعنا من التمتّع بحياة سعيدة؟ في أكثر الأحيان هي الحواجز النفسية والأفكار السلبية من قلق وخوف وعدم الثقة بالنفس والرهاب الاجتماعي وارتباك المشاعر. وكذلك ضيق الأفق أو التفكير المحدود حتى لدى أفراد يحملون مؤهلات علمية. للتخفيف من الحالة المزاجيّة ولكسر الحلقة المُفرغة علينا بالمطالعة، إمّا مطالعة المواضيع الكلاسيكية أو الخيال العلمي أو الكتب الروحانيّة لأنّ مصدر الإلهام الوحيد لكلّ إنسان هو القراءة.</p><p dir="RTL"><strong>البحث عن الطريق المستقيم </strong></p><p dir="RTL">لا تعني الخط الرتيب الضيّق ولا التوفيق الدائم بل التنوّع في الخير. أي أن نضع في اعتبارنا أنّ الطريق المستقيم (أو بالأحرى سواء السبيل) الذي نودّ أن نسلكه في حياتنا قد لا يكون دائمًا سهلاً، في حين أنّنا نرغب أحيانًا ونرجو أن تكون حياتنا سلسة، ولكنّها ليست بهذه البساطة وليست مرسومة في خط مستقيم. مثال على ذلك: تخيّل أنك ترغب في النزول من الطابق الثلاثين إلى الطابق الأرضي. أسرع طريقة لتحقيق رغبتك تلك هي الهبوط في خط مستقيم من النافذة. ولكن الخيار الأمثل والأكثر حكمة هو استخدام المصعد أو الدرج.</p><p dir="RTL"><strong>السعادة هي نتيجة لحياة منظّمة تنظيمًا جيدًا</strong></p><p dir="RTL"><em>تؤدّي الحياة المنظّمة جيدًا</em>إلى الإنجاز والنجاح والفرح والسعادة. ولا يخفى علينا أنّنا نحتاج إلى مجهودات كثيرة من أجل التوصّل إلى هذه الأحاسيس والتنعّم بهذه الحالات النفسية. على النقيض من ذلك، إذا كان هدفنا التمتّع بهذه المشاعر من غير طموح أو كدّ، على الأرجح أنّنا لن نحصل عليها، لأنّه يستحيل الوصول إليهامن غير جهد أو تعب.</p><p dir="RTL"><strong>يقول السيّد المسيح: &quot;من ثمارهم (أي من أعمالهم) تعرفونهم&quot; (متّى 7: 16)</strong></p><p dir="RTL">يتمّ الحكم على الإنسان من أعماله لا عن طريق أقواله. ولا يمكننا أن نتوقّع مساعدة الآخرين لنا ودعمهم، في أي عمل نقوم به، من غير أن نبذل الجهد بأنفسنا أوّلاً وقبل كلّ شيء.</p><p dir="RTL"><strong>الهدف يشحذ الرؤية</strong></p><p dir="RTL">تكون اهتماماتنا الفرديّة عادةً محدودة. وهذا يعني أنّ عقولنا تنتبه فقط إلى الأشياء التي نحن بحاجة إليها. وهذا ما يحدث عندما نحدّد هدفا. ويُشبه تحديد الهدف تركيز المصوّر على عدسة الكاميرا لدى التقاط الصورة. إذا ركّز العدسة بطريقة خاطئة، فلن يرى في الصورة المشهد الذي أراد التقاطه. ويُعَدّ الهدف من غير خطة مدروسة مجرّد رغبة عابرة.</p><p dir="RTL"><strong>تختفي الأحقاد عندما نتذوّق النجاح</strong></p><p dir="RTL">تتشكّل الأحقاد في داخلنا عندما لا نكون راضين عن أنفسنا. وعندما نحمل الضغينة لإنسان ما، نعتقد أنّ الوحيد الذي يستطيع إصلاح أمرنا هو ذاك الذي غضبنا منه. ولكن لنكن على ثقة تامّة أنّ النجاح يتفوّق على الأحقاد. لذا، فلنُنجزما نُحب، ولنعمل بجدّ كي نحقّق النجاح. وحينئذٍ سنلاحظ اختفاء جميع الأحقاد.</p><p dir="RTL"><strong>ابتغاء الشيء وتحقيقه يجلبان السعادة</strong></p><p dir="RTL">لنعمل قائمة لخمس نقاط من طاقاتنا الشخصية على الأقلّ: ولنستخدمها كلّما سنحت لنا الفرصة بذلك. نحن بحاجة ماسّة إلى تطوير تلك النقاط كي نشعر بالسعادة .</p><p dir="RTL"><strong>مَن هو أكبر عدوّ لنا؟</strong></p><p dir="RTL">يميل معظم الناس إلى محاربة شياطين الآخرين، ولكن في واقع الأمر، ينبغي أن يقاتلوا عدوّهم. عدوّنا وعدوّهم الأوّل حقًا هو أنفسنا بلا منازع ، كما قال الشاعر: &quot;ولم أرَ غير نفسي من صديق، ولم أرَ من عدوّ غير نفسي&quot;. ولا يمكننا الخروج من هذا الوضع من غير تحطيم الحواجز (نقائصنا وعيوبنا وضعفنا) التي تمنع تطوّرنا في ركاب الحياة.</p><p dir="RTL"><strong>خاتمة</strong></p><p dir="RTL">المقدرة على الحب وتقبّل الشعور بالعيش وحيدًا هما من علامات نضج الإنسان فكريًا وعاطفيًا. والذي لا يستطيع العيش بمفرده هو إنسان غير ناضج. وكثيرًا ما يعتقد أنه بتواجده مع الغير سيكون على أفضل حال. ويستخدم الإنسان الناضج وقته الحرّ في وحدته للتنمية الذاتية ولجمع معلومات يمكنه مشاركتها مع الآخرين في وقت لاحق. لا يعني التواصل مع الآخر الأخذ، بل أيضًا العطاء: عطاء شيء قد يكون مفيدًا للغير. ومن أقوال السيّد المسيح: &quot;مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ&quot; (أعمال 20: 35).</p>