موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢ مايو / أيار ٢٠١٣

أين أختبئ يوم الحساب؟

بقلم :
يارا حوراني - الأردن

أين أختبئ من وجهك يوم الحساب، يوم أركع في حضرتك، تسألني عن الوزنات التي أعطيتني، تختبرني كم عددها، تفحص معي ما فعلت بها وكيف استثمرتها، تفتح كتاب حياتي أمامك وتراجعه معي، ويا ويلتي من تقصيري الشديد.. لا خوفا منك، ولكن خجلا ورهبة.. فأنت الذي قلت: ‎"فَ?لعَبدُ ?لَّذي عَلِمَ مَشيئَةَ سَيِّدِهِ وَلَم يُعدِد، وَلَم يَفعَل بِحَسَبِ مَشيئَتِهِ، يُضرَبُ كَثيرًا.وَ?لَّذي لَم يَعلَم وَعَمِلَ ما يَستَوجِبُ ?لضَّربَ يُضرَبُ يَسيرًا. وَكُلُّ مَن أُعطيَ كَثيرًا يُطلَبُ مِنهُ كَثيرٌ، ومَن أُودِعَ كَثيرًا يُطالَبُ بِأَكثَر." لوقا .48-42: 12، لست خائفة من الضرب لأني استحقه، بل خائفة لأني لن أستطيع تبرير تقصيري وإهمالي، فقد أعطيتني النعم اللازمة، وسهلت لي الطرق ولكني أنا المذنبة، وأقر وأعترف بذنبي.. ويا له من ذنب عظيم.. وعدتني بالخير والصلاح، وأوضحت لي مشيئتك في خلاصي، وصوّرت لي الفرح والمكان العظيم الذي أعددته لي، وفهمت حكمتك وعدلك، وبرغم محبتك الكاملة، فأنت عادل كامل أيضا، ولي أن أنال ما استحقه، فلن أطمع بأكثر من ما استحق، وأعرف وأؤمن بأنك لن تظلمني.. فاقبل اعتذاري وتوبتي.. اقبل اعتذاري وتوبتي لأني لم أكن ابنة مُحِبة كما أردت. اقبل اعتذاري وتوبتي لأني يئست أحيانا وفقدت الأمل وعاتبتك ولمتك. اقبل اعتذاري وتوبتي لأني أحيانا فقدت رشدي وغضبت وخطئت. اقبل اعتذاري وتوبتي لأني لم أستطع أحيانا عد النعم التي اغدقتها علي. اقبل اعتذاري وتوبتي لأني قصرت في عملي الذي طلبته مني وتقاعست. اقبل اعتذاري وتوبتي لأني كنت أرفض أحيانا عملا مقدما لك لتركيزي على أمور تخصني. اقبل اعتذاري وتوبتي لأني ركزت على ذاتي وتمحورت حولها فصرت كمن يدور في دائرة مفرغة لا يجد السلام ولا الراحة. اقبل اعتذاري وتوبتي لإهمالي كل الأفكار والأعمال التي تطلبها مني، فلا أنا أرتبها لأنفذها ولا أتابع غيري ليقوم بها. اقبل اعتذاري وتوبتي لأني شككت، مللت، حزنت، تركت، تقوقعت، غضبت منك، ولمتك. اقبل اعتذاري وتوبتي لأني خفت من الألم، والموت، ولم استسلم لهما كما استسلمت انت على الصليب، وكما قبلته أمك. اقبل اعتذاري وتوبتي لأني ضعفت بعد قوة، يئست بعد معجزاتك معي، تمردت بعد اختبار حنانك ورحمتك، حزنت بعد الفرح الذي منحتني إياه، لأني قلت "لا" بعدما وعدتك بأن أقول "نعم" دائما لكل ما يخصك، لأني بحثت عني وأهملتك بعدما ضمنت بأني وجدتك ثم أضعتك بسبب أنانيتي. اقبل اعتذاري وتوبتي لأني لم أكن أحيانا المثل الصالح الذي يعكس صورتك كما يجب وكما يليق بها. أهِلني يا رب، بأن أقف أمامك وقفة الأَمَة الصالحة يوم الدينونة، وتكون صفحتي كصفحة العبد الصالح أمامك وتفتخر بي وباختيارك لي من ضمن شعبك وخاصتك... آمين