موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٨ يونيو / حزيران ٢٠١٩

أساليب التحرّر من الإجهاد والتوتّر

بقلم :
أشخين ديمرجيان - القدس

يتخصّص علماء النفس في كيفيّة التعامل مع مشاكل الحياة المختلفة، والتغلّب على المخاوف مع إدراكهم للعواطف والمشاعر التي تهيمن على الكثير من الجوانب في حياة الإنسان. وقد يحتاج كلّ فرد إلى النصح والإرشاد من طبيب نفساني من حين إلى آخر. مع أنّ لدى علماء النفس القدرة على مساعدة الآخرين، فهذا لا يعني أنهم لا يساعدون أنفسهم أيضًا من وقت إلى آخر، لأنّهم يواجهون في كثير من الأحيان مواقف حياتية تتركهم تحت ضغوطات عصبية، وتجعلهم عاجزين لا حول لهم ولا قوّة. الفرق بين الناس وبين علماء النفس هو أنّ الأخصائيين فعلاً يعرفون كيفية التعامل مع الإجهاد. فيما يلي بعض النصائح من أجل التغلّب على الإجهاد والتوتر والقلق، وفقًا للأساليب التي يستخدمها علماء النفس. 1. إرخاء العضلات وسيلة ممتازة للاسترخاء تمّ تطوير هذا الأسلوب في "تهدئة العضلات" في العشرينات من القرن الماضي، والفكرة من وراء ذلك بسيطة جدا: بعد المجهود المكثف يأتي الاسترخاء الطويل. وهذا يعني أنّ عليك أن تشدّ كلّ مجموعة من المجموعات العضلية الأربع في جسمك لمدة عشر ثوان فقط، ثمّ ترخيها لمدة عشرين ثانية. مع الممارسة قد تحتاج إلى وقت أقلّ لشد العضلات وإرخائها. إذا كنت تعاني الكثير من الإجهاد، فمن المستحسن أن تستخدم هذا الأسلوب لكلّ مجموعة من العضلات على حدة- إرخاء العضلات سوف يؤثر في نهاية المطاف على عقلك ويخفّف عنه الضغط. 2. اختر بانتباه المكوّنات الغذائية التي تستعملها عندما يُصيبنا الاكتئاب، نفضّل تناول الأطعمة اللذيذة والمريحة، ولكنّنا نُدرك تمامًا أنّ اتّباع النظام الغذائي الصحي المتوازن يحتّم علينا انتقاء المأكولات الصحية. لذلك يجب أن تتمّ عملية شراء المواد الغذائية من البقالة بعناية، وكذلك إعداد الأطعمة الجديدة، على مهل . هذه أفضل طريقة كي نكون راضين حقًّا عن الطعام المغذي الذي نقوم بإعداده ، والتركيز على الطبخ والشؤون الصحية سوف يساعدنا على نسيان المشاكل التي تقضّ مضاجعنا. 3. ردود الفعل بشكل صحيح تقول الطبيبة النفسية ويتبورن من ولاية ماساتشوستس " لا أحاول محاربة التوتر. بدلاً من ذلك وضعتُ لنفسي شعارًا أكرّره في الأحوال الصعبة الضاغطة. وشعاري: لا أستطيع تغيير الحالة ولكن أستطيع تغيير ردّة فعلي". الردّ الإيجابي في الظروف السلبية يساعدنا على تجنّب الإجهاد، وسوف نكتشف بسرعة أنّ الأمر سهل جدًا ، رغم المظهر والمعتقدات. نحن بحاجة إلى ترداد الشعار الذي نختاره باستمرار إلى أن يُصبح عادة لا غنى لنا عنها. 4. تحديد الجدول الزمني يوصي العديد من علماء النفس بهذه الطريقة الشعبية لتنقية الذهن -- كلّ ما على المرء القيام به هو التصفيق والقول: "كفى! سوف أفكّر في الموضوع فيما بعد!" مع تعيين الوقت المناسب لمحاولة حلّ المشكلة. نعم، الأمر بسيط ، طالما أنّ الإنسان سيقوم حقًا بمراجعة تلك المسألة الصعبة في الزمن المحدّد. وبإمكانه وضع ربطة مطاطية (مُغّيطة) على معصمه يشدّها ويرخيها (فتؤلمه) كلّما فكّر في أمور لا يريد أن يفكّر فيها - الألم المفاجئ الذي تسبّبه المغّيطة يساعده على التخلّص من الأفكار المدمّرة. 5. القيام بشيء مفيد هذه التقنية تساعد على تجنب التعامل مع مصادر الإدمان. اذا أردنا عدم التفكير في المسألة التي تضغط على أعصابنا ، وجب علينا القيام بشيء إيجابي يؤدي إلى نتائج إيجابية، مثلاً غسل الصحون أو ترتيب الغرفة في المنزل. أحيانًا التوتر الذي يُصيبنا ينبع من واجبات كثيرة نودّ إنجازها ، وإذا أنهينا مهمّة صغيرة من المهام المدوّنة في اللائحة الطويلة التي تنتظرنا، يمكننا حينئذ التخفيف من حدّة الضغط الذي نعاني منه. 6. ممارسة هواية مفضّلة من المستحسن قضاء الوقت في شيء يزيد من إحساسنا بالهدوء على الأقلّ مرة في الأسبوع لمدة ساعة أو أكثر. أي نشاط يساعدنا على الاسترخاء وعلى نسيان جميع المشاكل مثل أنشطة: المطالعة والرسم والطبخ أو الرياضة أو تعلّم الأعمال اليدوية أو العزف على آلة موسيقية الخ-- أي هواية تُدخل السعادة إلى قلوبنا. في الوقت نفسه، ينبغي أن لا تكون للهواية علاقة بالعمل، أوالمسؤولية أو الأفكار السلبية. وأن لا تسبّب لنا الإرهاق بتاتًا في برنامج حياتنا. 7. تحفيز الأعصاب يقدّم الدكتور طوني برنهارد، وهو طبيب نفساني متقاعد في جامعة كاليفورنيا، طريقة غير تقليدية ولكنّها فعّالة للغاية في تخفيف الضغوطات، ترتكز على علم وظائف الأعضاء (الفيزيولوجي) في جسم الإنسان. ويوصي بتمريرالسبابة على الشفتين - يسارًا ويمينًا -- لبضع دقائق. هذه الحركة تُحفّز الأعصاب في الشفاه وعمل النظام العصبي الذي ينشط فقط عندما يكون الجسم في حالة من الهدوء. خاتمة غنيّ عن القول أننا بحاجة إلى أخذ قسط من الراحة،‏ وعطلة من العمل بين الحين والآخر،‏ وإمضاء الوقت مع العائلة والاصدقاء والمعارف. وبيت القصيد هو في صلتنا بالله عن طريق الصلاة والأدعية . وبعد ذلك كلّه: "أن نُلقي كلّ همّنا على الله، لأنّه يهتم بنا" (1 بطرس 5 : 7 ).