موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣٠ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠

كنائس القدس ترفض «صفقة القرن»

مدينة القدس

مدينة القدس

الأب د. رفعت بدر :

 

غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطته الجديدة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، المعروفة إعلامياً وشعبياً باسم «صفقة القرن»، رفضت الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة الخطة المقترحة، وأكدت بأن أي اقتراح أو حلّ جاد للسلام يجب أن يتم بتوافق الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، على أساس المساواة في الحقوق والكرامة.

 

وقالت إن الخطة التي قدّمت لا تقوم على هذا الأساس. فهي لا تعطي الفلسطينيين لا كرامة ولا حقوقًا. إنما هي مبادرة أحادية الجانب، تؤيد تقريبًا جميع مطالب جانب واحد، هو الجانب الإسرائيلي، وبرنامجه السياسي. ولا تأخذ حقًا بالاعتبار المطالب المحقّة للشعب الفلسطيني في وطنه وحقوقه وحياته الكريمة، مشيرة إلى أن الخطة لن تؤدي إلى حل، إنما ستكون سببًا في المزيد من التوترات والعنف وإراقة الدماء.

 

إنها لحظة تاريخية، لا تنسى فيها كنائس القدس، أن أتباعها قدموا شهداء، وناضلوا مع إخوتهم المسلمين، على مدار أعوام الصراع المريرة، وقد تهجّر منهم الكثيريون، لذلك شددت كنائس القدس في بيانها على ضرورة احترام الاتفاقيات السابقة الموقعة بين الطرفين، وأن تُكمَّل على أساس المساواة الإنسانية الكاملة بين الشعوب، داعية جميع الكنائس المسيحية في العالم إلى الصلاة من أجل الأرض المقدسة، كما والعمل من أجل تحقيق العدل الحقيقي والسلام، وأن تكون هي صوت من لا صوت له.

 

أما في الأردن فإن الكنائس تقف أيضًا خلف القيادة الهاشمية الحكيمة في رفض هذا المخطط الذي يحمل أي شيء إلا السلام، وبالتالي فإن السلام هو نتيجة الوفاق بين الأشخاص وليس قرارات أحادية تتخذ في الأماكن البعيدة، ويجب أن يحترم أساس كرامة الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير، وثانياً أن يحفظ حقّ العودة للاجئين، وثالثاً أن تكون القدس عاصمة الأديان في العالم، وأن تحترم الوصاية الهاشمية على المقدسات بنصوص صريحة تؤكد على هذا العمق التاريخي للهاشميين الذين أولوا الأماكن المقدسة جلّ اهتمامهم ورعايتهم في الماضي والحاضر والمستقبل بإذن الله.

 

واختم هنا بنداء البطريرك الفلسطيني ميشيل صبّاح الذي قال: هذه الأرض لم تخلق للشر، بل خلقت لفداء البشرية كلها، فلا بدّ من حكماء بين الأقوياء يعيدونها إلى طبيعتها، ويعرفون أنها لن تستريح إلا بالمساواة الكاملة بين أهلها. والأمر ممكن. نصلي ونسأل الله تعالى أن يشفي ويبدّل قلوب الأقوياء حتى يتحولوا ويؤمنوا بقوة الخير والمودة والعدل والمساواة بين خلائق الله كلها، في هذه الأرض المقدسة.