موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٨ فبراير / شباط ٢٠٢٤

في السياحة الفرنسية إلى الأردن

الأيام الدولية لمدينة لورد السياحية

الأيام الدولية لمدينة لورد السياحية

الاب رفعت بدر :

 

بدعوة من رئاسة مزار سيدة لورد في فرنسا، وإشراف هيئة تنشيط السياحة الأردنية، تشرفت بالمشاركة برفقة السيدة الفاضلة سامية أنسطاس، مسؤولة ملف السياحة في السفارة الأردنية في باريس، بالأيام الدولية لمدينة لورد السياحية الواقعة في الجنوب الغربي من فرنسا، وبمحاذاة جبال البرينيه التي تكسوها الثلوج الكثيفة.

 

وبالرغم عن الطقس البارد جداً، والشتاء الكثيف، جاء 15 ألف حاج وحاجة لإحياء عيد سيدة لورد، ومنهم قرابة ألف مدير للحج المسيحي من فرنسا ومن العالم. علا الفخرُ وجوهَنا حين تم إعلان الأردن كضيف شرف لهذا اللقاء السنوي الجامع. وذلك لسببين: الأول أن الأردن أرض مقدسة، وبالتالي هي من أوائل وكبائر الدول الحاضنة لمواقع الحج المسيحي، بعد القدس وبيت لحم والناصرة. وكم حاولنا في السنوات الماضية، في فرنسا وايطاليا، ان نغيّر المصطلحات المستخدمة: من زوروا الاردن «و» الارض المقدسة، الى زوروا الاردن «كــ» أرض مقدّسة، والحمد لله نجحنا في هذا المسعى. والسبب الثاني إن الفعاليات السياحية في بلدنا الحبيب، وعلى رأسها وزارة السياحة والآثار، وهيئة تنشيط السياحة، قد استضافت العام الماضي ومطلع العام الحالي عدداً من الضيوف الفرنسيين وأحسنت استقبالهم والترحيب بهم، والتشبيك معهم من أجل دعم السياحة الفرنسية إلى الأردن، وأحياناً كثيرة بدعم وتشجيع السفارة الفرنسية في الأردن. ومن أهم تلك الزيارات زيارة حج قام بها أسقف لورد المطران جان مارك ميكاس برفقة عدد من الصحفيين الذين كتبوا عن الأردن المقدسة في عدد من الصحف الفرنسية الكبرى في نيسان 2023، والمؤتمر الدولي الذي نظمته مؤسسة عمل الشرق Oeuvre d'Orient حول الفرانكفونية في الشرق في حزيران 2023. لكن الحدث الأهم كان عقد الجمعية العمومية لمؤسسة مدراء الحج الفرنسية في الأردن بمناسبة العيد ال75 لتأسيسها، وقد عقدت الجمعية في تشرين الثاني الماضي، بعد تردّد كثير بسبب الحرب على غزة، لكنها حصلت وكانت من الأيام التاريخية والتي ستمد رحلات الحج بزخم كبير بإذن الله.

 

ووفاء لحسن الضيافة والكرم الأردني، تم اعتبار الأردن البلد الوحيد كضيف شرف لهذا العام، وهذا ما يسعدنا ويشرفنا ويعمق لدينا الثقة بالنفس، والتخطيط أكثر فأكثر لاستقبال الحجاج من فرنسا ومن مختلف أنحاء العالم. وقد أتيح لي شخصياً وللسيدة سامية، بعد الترحيب الحار من المشاركين أن نتحدث في الجلسات الإفتتاحية وأن نطمئن مدراء الحج في الغرب، بأن الأردن بلد سلام واستقرار، وبإمكانهم تسيير رحلات الحج المكثفة إلى الأردن، رغم أن الحرب على غزة تؤلمنا وجعلتنا نقلص احتفالات عيد الميلاد هذا العام.

 

فالأردن بقيادته الرائدة في الدبلوماسية الدولية التي يقودها جلالة الملك، في عواصم العالم المؤثرة في القرارات الأممية لوقف الحرب، وباتحاد الشعب وتضامنهم وتلاحمهم، وبالمساعدات الإنسانية والطبية التي يدعم بها صمود الشعب الفلسطيني، سيكمل مساعيه النبيلة في استضافة وفود الحجاج من مختلف أقطار العالم. وقد قلت لمدراء الحج الدوليين، في القاعة الكبرى للإحتفال: لا تخافوا! تعالوا إلى الأردن، إنه بلد الحوار والإستقرار والسلام! لن تندموا وسوف تحصلون على الخبرة الروحية المرجوّة، وستعودون إلى بلدانكم بصفتكم للأردن سفراء.