موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٨ يونيو / حزيران ٢٠٢٠

عام على مؤتمر ووثيقة الإعلام في خدمة الحقيقة

منظر عام للجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي: "الإعلام ودوره في الدفاع عن الحقيقة"

منظر عام للجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي: "الإعلام ودوره في الدفاع عن الحقيقة"

الأب د. رفعت بدر :

 

قبل عامٍ من اليوم، في الثامن عشر من حزيران 2019، كان مؤتمر المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام بعنوان: "الإعلام ودوره في الدفاع عن الحقيقة". جاء مؤتمرًا دوليًا رعاه وزير الدولة لشؤون الإعلام آنذاك جمانة غنيمات، وشارك به عدد من الإعلاميين من مختلف أنحاء العالم. وعُقِد بتنظيم من المركز الكاثوليكي، بالتعاون مع مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، وكذلك منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي.

 

لماذا نتذكر هذا المؤتمر في هذه الأيام؟

 

نتذكره لأن فيه تم التوقيع على شرعة أخلاقيّة، وهي الإعلام في خدمة الحقيقة. وتضمنت عشر بنود، ونصّت على واجب أن يكون الإعلام خادمًا للحقيقة، ومدافعًا عنها، وناشرًا لها، ذلك أن الإعلام تحوفه مخاطر عديدة، منها المصالح الماديّة والتحزّبات السياسية، وينسى الإنسان أحيانًا كثيرة أن الإعلام غير ذلك، أنه لا يتقوقع على نفسه، ولا ينظر فقط إلى نفسه، إنما هو خادم وأداة، وهذه الأداة هي لصنع السلام والخير والدفاع عن الحقيقة.

 

هل تغيّر الأمر من ذلك الوقت إلى اليوم؟

 

لم يتغيّر شيء! ولكن الشيء الأهم هو أن البشرية قد مرّت بأزمة، ما زالت، خانقة، وهي أزمة الكورونا. وكذلك لحقها أزمة أخرى بالأخص في الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبيّة، وهي أزمة العنصرية. أين وقف الإعلام؟

 

لربما كان هنالك تهويل في الإعلام، ولربما كان هنالك أيضًا تخفيف من وطأة المرض. فمن الإعلام ما كان يقول بأن المرض ليس مدعاة للحيطة، وهو أمر بسيط للغاية، وهذا ما جعل الناس وبالأخص في بعض البلدان في بداية أزمة الكورونا أن يقولوا أن الإجراءات المتخذة من دولنا ليس لها ضرورة، وبالتالي يجب أن نعيش لا مكترثين ولا مبالين.. ووقع الكثير من المصائب جرّاء ذلك الاستهتار.

 

ومن الإعلام ما هوّل الأمر، وما أخاف الناس وجعلهم في حالة ذعرٍ شديد.

 

هل وقف الإعلام مبشرًا بالأمل والخير، داعيًا الناس إلى التقيّد بالإجراءات الاحترازيّة؟

 

هذا دور أساسيّ لعبته الكثير من وسائل الإعلام هذا العام، والحمد الله. لكنّ بعض وسائل الإعلام لم تكن مؤثرة ايجابيا .

 

أما في مجال العنصريّة التي حدثت فكان الإعلام هو الناقل الرئيسي لعملية القتل التي حدثت لجورج فلويد، وبالتالي هو الذي جعل العالم هنالك يستيقظ ويتأكد بأنّ العنصرية ما زالت موجودة. وهكذا نقول بأن الإعلام هو خادم للإنسان والإنسانية، والدفاع عن كرامة الإنسان وحقوقه الأساسيّة.، وأهمها العدالة الاجتماعية وعدم التمييز على أساس ديني أو عرقي أو لون البشرة... وغيرها. وقد عقب المؤتمر العام الماضي ورشات تدريبية لشباب جامعيين على مدار يومين، بعنوان: كيفية استخدام وسائل التواصل لتكون بحق وحقيقة "خادمة لثقافة اللقاء".

 

دعونا ننشر من جديد الشرعة الأخلاقية لوسائل الإعلام التي وقعها مع المركز الكاثوليكي عدد كبير من الإعلاميين الحاضرين. ودعونا نستذكر بأنّ المسيرة ما زالت أمامنا طويلة، وكنا نودُّ أن ننظم هذا العام مؤتمرًا مماثلاً يحمل عنوانًا آخر، ولكن ظروف العالم والوباء جعلتنا نرجىء ذلك إلى إشعار آخر.

 

فإلى المزيد من مؤتمرات المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، وهذه تحيّة نزجيها إلى كلّ من شاركنا، وساهم معنا في إنجاح المؤتمر العام الماضي، وإن شاء الله يتكرّر بشكل أوسع في الأعوام المقبلة.

 

ابقوا سالمين، وإلى لقاءات أخرى، باذن الله!