موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٤ أغسطس / آب ٢٠٢٣

المليك في أرض «التلفريك«

الملك خلال لقائه عددًا من وجهاء وأبناء وبنات عجلون (الديوان الملكي الهاشمي)

الملك خلال لقائه عددًا من وجهاء وأبناء وبنات عجلون (الديوان الملكي الهاشمي)

الأب رفعت بدر :

 

صعدت عجلون الجبلية جبالا جديدة من الزهو والفرح والكبرياء حين زار الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المحافظة من جديد، يرافقه سمو ولي العهد الأمير الحسين الذي دشن مع جلالة الملك عددًا من المشاريع، وأهمها في هذه الزيارة مشروع التلفريك.

 

وفي اللقاء الذي تشرفنا نحن أبناء محافظة عجلون بالمشاركة فيه والإصغاء إلى توجيهات جلالته وتقارير الحكومة، قد لمسنا من جلالته أن التلفريك ليس الهدف الأخير، وإنما هو وسيلة للربط ما بين المواقع السياحية الأخرى. فمحافظة عجلون زاخرة بالطبيعة الساحرة، والمناخ الجبلي الرائع، والتاريخ، والإرث الحضاري، والديني. ففي عجلون، عدد لا يستهان به من المواقع الأثرية والدينية الشاهدة على عمق هذا التاريخ وصلابة أهله الذين استطاعوا أن يصنعوا الحضارة والتاريخ ماضيا وحاضرا ومستقبلا مع الهاشميين.

 

ما قاله جلالة الملك هو أن يكون التلفريك رابطًا ما بين المواقع السياحية، وهذا يحتم على المسؤولين في المحافظة، وعلى كل من يستطيع أن يرشد ويوجه الدفة السياحية في هذه المحافظة الفريدة، إلى أن يتم أولا فتح باب الاستثمار على جانبي التلفريك، لكي لا يكون فقط زيارة عابرة وصعودا في العربات الهوائية، دون أن يتمكن السائح أو الزائر أو الحاج لهذه المحافظة، من الاستفادة من الاستثمارات والخدمات المقدمة على جانبي الانطلاق والوصول.

 

وعلى سبيل المثال أفكر بنقطة انطلاق التلفريك من ناحية قلعة الربض أو قلعة عجلون، أن يكون هنالك صله ما بين مكان الانطلاق لزيارة هذه القلعة الشاهدة على التاريخ المتجذر، وعند نقطة الوصول إلى منطقة اشتفينا القريبة من منطقة مار الياس، أن يكون هنالك باصات تقل الزائرين فورا لزيارة مار الياس، أي في لستب بلد النبي ايليا المبجل في الكتاب المقدس والقرآن الكريم، ومن ثم العودة بهم إما في التلفريك أو بسيارتهم التي تنتظرهم. هذا ما لمسته من اللقاء ومن رؤية جلالة الملك في أن يكون التليفريك وسيلة للربط السياحي ما بين مواقع عجلون.

 

وكذلك، ولدى الاستماع إلى عدد من الكلمات، لمست الإيجابية والتفاؤل لدى المسؤولين أو المتحدثين، ذلك أننا لا نستطيع أن نخفي الإنجازات التي حصلت، بالمجالات السياحية والزراعية وهما عصب الحياة في عجلون. وهنالك طبعا برزت بعض الخدمات الناقصة أو الأمور الأساسية التي تحتاج إلى دراية وعناية، وقد رأينا في إصغاء جلالة الملك وفي تعابير وجهه مع مساعديه بأن هنالك جدية في حل هذه المعضلات، وبالأخص موضوع المياه التي لا تصل عجلون بطريقة دائمة وكافية، وكذلك الطرق وبالأخص إنشاء طريق بين عمان وعجلون يكون متعدد المسارب وسهلا ويقلص الوقت والمسافات.

 

هنيئا لعجلون بهذه الزيارة، وشكرا لمحافظ عجلون الدكتور قبلان الشريف ومعاونيه الذين ابدعوا بالتحضير مع الديوان الملكي والجهات الحكومية، لتكون زيارة ملكية بامتياز، وشكرا لمن تحدثوا عن الإيجابيات في عجلون، وكل من كان صريحا وقدم مطالب لهذه المحافظة العزيزة، وإنني لمتأكد بأن ما بعد الزيارة سيكون هنالك متابعة حثيثة من قبل الديوان الملكي والحكومة لكل ما قيل، وكذلك من قبل القوات المسلحة وهذا أمر مشرف حين طالب السكان بأن يتضاعف أعداد المقبولين في التجنيد في القوات المسلحة والأمن العام، وهذا طبعا يدل على أن أبناء المحافظة مستعدون لخدمة وطنهم في هاتين المؤسستين اللتين تشكلان عصبا أساسيا في هيبة الدولة وأمنها واستقرارها.