موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٨ ابريل / نيسان ٢٠٢١

7 دول عربية على لسان البابا فـي يوم العيد

جانب من احتفال عيد الفصح في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان

جانب من احتفال عيد الفصح في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان

الأب رفعت بدر :

 

في الكلمة المعروفة بـ"إلى المدينة والعالم (URBI ET ORBI)"، أي إلى مدينة روما والعالم أجمع، والتي يُلقيها البابا عادة يوم انتخابه رأسًا للكنيسة الكاثوليكية، كما وفي يومي عيد الميلاد المجيد وعيد الفصح السعيد، تطرّق قداسة البابا فرنسيس إلى العديد من المواضيع الإنسانيّة العامّة التي تخصُّ الأسرة البشريّة بشكلٍ عام، وأهمّها طبعًا في هذه الأيام همّ الجائحة، التي ما تزال تُثقل كاهل العالم. وقد صلّى قداسته من أجل جميع المرضى والذين فقدوا أحباءهم، عسى أن يمنحهم الرّب العزاء، ويعضُد جهود الأطباء والممرضين. وقال إنّ هنالك أشخاصا بحاجة أكثر من غيرهم إلى الرعاية اللازمة. وحثّ طبعًا على مواصلة الجهود الطيبة التي تدعو إلى محاربة الجائحة، وبالأخص في شأن اللقاحات التي تشكّل أداة أساسيّة لهذه المعركة. وحرصًا على انتشار دولي للقاحات، حثّ قداسته المجتمع الدولي بأسره على التزامٍ مشترك من أجل التغلّب على التأخير في توزيعها، وتسهيل مشاركتها، لا سيما مع البلدان الأشد فقرًا.

 

يخصنا في هذا المجال أن نذكر بأنّ سبع دول عربيّة قد جاءت على لسان البابا في كلمته الرسميّة يوم عيد الفصح الذي تمّ الاحتفال به الأحد الماضي. حيث وجه تحية خاصة للبنان الشقيق ولبلدنا الأردن، وذلك بأنهما يستضيفان العديد من اللاجئين الذين هربوا من الصراع في سورية. وبعد كلام عن التضامن والأخوّة الإنسانيّة، شكر من قلبه البلدان التي استقبلت بسخاء الذين يعانون ويبحثون عن ملجأ. ونفخر في الأردن بأن بلدنا الحبيب قد جاء من ضمن الدول التي شكرها البابا في يوم الفصح.

 

ثمّ تحدّث عن الشأن اللبناني، وبالأخص في هذه الفترة من الصعوبة وعدم اليقين، وكرّر أمله بأن يبقى لبنان أرض لقاء وتعايش وتعددّية. ثم تطرّق بالحديث عن سورية، وكما يصفها دائمًا بـ«الحبيبة» و«المعذبّة» وحيث يعيش ملايين الأشخاص في ظروف غير إنسانيّة. وكذلك توقف عند اليمن «الذي يحيط بأحداثه صمتٌ مشين يصمّ الآذان» على حد قول رأس الكنيسة الكاثوليكية.

 

وتوجّه إلى ليبيا حيث قال إنّنا نرى أخيرًا بصيص مخرج من عَقدٍ من الاختلافات والاشتباكات الدمويّة، وحثّ جميع الأطراف المعنيّة أن تبذل جهودًا فعّالة من أجل وضع حدٍّ للنزاعات، فتسمح للشعوب التي انهكتها الحروب من أن تعيش بسلام وتبدأ في إعادة بناء بلدانها.

 

كما تطرّق البابا إلى العراق، وهو غالٍ على قلبه في هذه الأيام حيث مرّ شهر على زيارته التاريخيّة التي كانت محفوفة بالمخاطر، سواء المخاطر الأمنية أو المعضلة الصحية. وقال إنّه سُرّ بزيارته الشهر الماضي وطلب أن يستمرّ العراق في مسيرة السّلم التي باشر بها حتى يتحقّق حلم الله بعائلة بشريّة مضيافة وسخيّة تجاه جميع أبنائه.

 

وبما أنّ القيامة تحملنا بطبيعة الحال إلى القدس، فقد طلب البابا من أجل هذه المدينة السلام والأمان حتى تستجيب للدعوة لأن تكون ملتقىً يشعر فيه الجميع بأنّهم إخوة، وحيث «يستعيد الإسرائيليون والفلسطينيون قوّة الحوار حتى يتوصلوا إلى حلّ دائم». وأكد البابا على ثوابت الكرسي الرسوليّ (أو الفاتيكان) في الدعوة إلى حلّ الدولتين، وإلى أن تعيشا جنبًا إلى جنب في سلامٍ وازدهار.

 

نهاية، نطلب الشفاء للبشريّة من الكورونا، ونطلب الشفاء لبلداننا العربيّة مما حلّ بها منذ عشر سنوات مما يُسمى تبعات الربيع العربي، وقد لخصها البابا فرنسيس في عيد الفصح هذا العام. نطلب الهدوء للجميع، ونطلب الطمأنينة والاستقرار لبلدنا لحبيب لكي يُكمل مسيرته الإنسانيّة التي تحظى بشكر وتقدير وعرفان من الأسرة الدوليّة برمتها.