موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١١ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢
الكاريتاس الأردنيّة تحتفل بمرور عشرين عامًا على إطلاق برنامج المتطوعين
قداس الكاريتاس الأردنيّة لمناسبة مرور عشرين عامًا على تأسيس برنامج المتطوعين (تصوير: أسامة طوباسي / أبونا)

قداس الكاريتاس الأردنيّة لمناسبة مرور عشرين عامًا على تأسيس برنامج المتطوعين (تصوير: أسامة طوباسي / أبونا)

أبونا :

 

احتفلت الكاريتاس الأردنيّة، مساء الثلاثاء، بمرور عشرين عامًا على إنشاء برنامج المتطوعين، وذلك خلال القداس الاحتفالي الذي ترأسه بطريرك القدس للاتين ورئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، في كنيسة الراعي الصالح، في عمّان.

 

وشارك في القداس رئيس أبرشيّة الروم الكاثوليك في المملكة المطران جوزيف جبارة، والنائب البطريركي للاتين في الأردن الأب جمال خضر، والنائب البطريركي للسريان الكاثوليك في الأرض المقدسة المطران يعقوب سمعان، والقائم بأعمال السفارة البابويّة في المملكة المونسنيور ماورو لالي، وراعي الكنيسة المارونيّة الأب جوزيف سويد، ولفيف من الكهنة من مختلف الكنائس الكاثوليكيّة، ورهبان وراهبات من شتى مؤسسات حياة التكريس، وعائلة الكاريتاس من إدرايين وموظفين ومتطوعين وأصدقاء.
 

عظة الاحتفال

 

بعد إعلان الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك بيتسابالا عظة استهلها بداية لمعاني العطاء والمحبّة المجانيّة. وقال: لا توجد عبادة تقدّم لله تعالى من دون أن تمرّ محبّة الآخر، وأنّه في كلّ مرة تأتي نصوص الإنجيل المقدّس على ذكر العبادة فإنها تكون مصحوبة بالتقرّب من الرب الموجود في الأخ المتألم، وفي مصالحة الإخوة، وفي الاقتراب من كلّ إنسان لاسيّما في معاناته وأشد حاجاته.

 

وقال بطريرك القدس للاتين إنّ المتطوّع هو الشخص الذي تحرّكه الرغبة في فعل شيء ملموس تجاه الآخرين، حيث يقرّر التبرّع بوقته وأفضل ما عنده من طاقات وشغف لمساعدة قريبه، دون انتظار مقابل أو منفعة شخصيّة. كما أنّه الشخص الذي يدرك بأنّ حياة الآخر هي ثمينة ووجب دعمها. والمتطوّع أيضًا من يؤمن بأنّ حياته لا تكمن فقط في ذاته، ومن يقرّ بأنّ خيره مرتبط بالآخرين وخيرهم.

وشدّد غبطته بأنّ برنامج التطوّع من كاريتاس الأردن، وبالتالي الكنيسة في المملكة، هو برنامج يقول الكثير عن واقع هذا البلد المعطاء، والكنيسة المُحبّة فيه. وقال: "لا توجد كنيسة من دون كاريتاس، ولا توجد كاريتاس من دون كنيسة"، لافتًا إلى إنّ المتطوعين ليسوا جماعة تتوقّف أمام الصعوبات، إنما جماعة تشمّر عن سواعدها وتعمل جاهدة وبإصرار للصالح العام، مستمدّة القوة من مبادئها الروحيّة والإنسانيّة النبيلة.

 

وخلص البطريرك بيتسابالا عظته مقدمًا الشكر لكاريتاس الأردن على برنامج المتطوعين المستمرّ منذ عشرين عامًا، كثمرة من سينودس الكنيسة الكاثوليكيّة في الأرض المقدسة، كما ودعمه وتشجيعه لهذا البرنامج التطوعيّ. وأشار إلى أن احتفال اليوم لا يعني النظر إلى الماضي فحسب، إنما التطلّع أيضًا نحو المستقبل المتغيّر، سائلاً الرّب القدير الاستمرار بمباركة هذه الجهود الطيّبة لما فيه خدمة المجتمع والكنيسة، لأنهما في حاجة لهذا العطاء الذي لا ينضب، ولهذه الشهادة الأصيلة للمواطنة الحقّة.

رسالة البركة البابويّة

 

وقبل ختام القداس، تمّ قراءة رسالة البركة التي وجّهها قداسة البابا فرنسيس، والموقعّة من أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان (رئيس الوزراء) الكاردينال بييترو بارولين. وجاء فيها: "سُرّ قداسة البابا فرنسيس عندما علم أنّ كاريتاس الأردن تحتفل بالذكرى العشرين لإطلاق مشروع التطوّع المستوحى من السينودس الأبرشيّ في الأرض المقدّسة، الذي تحقّق بتعاون جميع الكنائس المشاركة. في فرح زمن الميلاج المجيد، زمن الرجاء والسلام، يرسل قداسته أطيب التمنيات إلى جميع المشاركين في هذا المشروع الجدير بالثناء".

 

وأضافت الرسالة المؤرخة في 7 كانون الثاني 2022: "وقد سرّ قداسته عندما علم أن مشروع المتطوعين يضمّ اليوم حوالي ثلاثة آلاف متطوّع، من المسيحيين والمسلمين على حدٍ سواء، ومن الأردن وفلسطين وسورية والعراق، ويقدّم خدمته في الرعايا المتنوعة، الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة والأسقفيّة العربيّة واللوثريّة، وكذلك في عدد من مخيمات اللاجئين. ويسعى المشروع، من خلال العمل على نشر ثقافة العمل التطوعيّ القائم على شبكة اللجان المنتشرة في الأردن، لخدمة أفقر إخوتنا وأخواتنا. ويُجسّد هذا المسعى القيم الروحيّة الشاملة، قيم المحبّة والتضامن والخدمة واللطف والكرم من دون استثناء أحد، لأنّنا جميعًا أعضاء في عائلة بشريّة واحدة".

 

وتابعت: "مع التقدير العميق، يشكر الأب الأقدس غبطة البطريرك وأساقفة كنائس الأرض المقدسة على الدّعم المقدّم لمشروع التطوّع، وعلى تربية المتطوعين وتنميتهم المسيحيّة والإنسانيّة. ويُصلي حتى يثابر الجميع ويصمدوا في خدمتهم للمحتاجين، في وسط الصعوبات والتحديات، بما في ذلك تلك الناتجة عن الجائحة الحالية، بنفس الروح الأخويّة، روح الرعاية والقرب التي ميّزت شخصيّة السامري الرحيم في الإنجيل (را. كلّنا أحوة 79) يوكل الأب الأقدس جميع المشاركين في عمل هذا المشروع إلى حماية وصلاة الطوبايّة مريم العذراء، ويرسل إليكم بركته عربون فرح وسلام في الرب يسوع".

كلمة كاريتاس الأردن

 

ووجّه مدير كاريتاس الأردن السيد وائل سليمان كلمة شكر ومحبة، استهلها بكلمات شفيع الكاريتاس الدوليّة، القديس المطران أوسكار روميرو، "الذي ألهم عملنا ووجه خطواتنا الأولى للبدء بمغامرة المحبة والتجاوب مع إحدى مخرجات اختتام أعمال السينودس الأبرشي للعام 2000، بتأسيس لجان عمل تطوعيّة في الرعايا، لتكون الذراع اليمنى للكنيسة في العمل الاجتماعي والإنساني، وفي خدمة المجتمعات المحلية".

 

وقدّم سليمان الشكر للرّب على محبته ومرافقته طوال العشرين عامًا، ولمجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة، وللسفارة البابويّة في الأردن، وللكهنة والراهبات والفعاليات الرعوية، والمركز الكاثوليكي للدرسات والإعلام، ولرابطة كاريتاس لبنان، ولهيئة كاريتاس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على دعمهم المستمرّ. كما وجّه كلمة تقدير لكل من وضع حجر في لوحة فسيفساء مشروع المتطوعين: فادي متيا، سعد النمري، وفاء أبو خضر، لمياء زوايدة، تيسير سهاونة، مروان النبر، بسام عبوي، غابي حداد، ولجميع المتطوعين الذين هم العامود الفقري لكاريتاس الأردن مقدمين تضحيات كبيرة في سبيل الإنسان لاسيّما خلال فترة كورونا.

 

وقال: "نبدأ العام بعد العشرين، فيما يبدأ وطننا الأردن الحبيب عامه الأول في مئويته الثانية. وتستمرّ المسيرة"، مقدمًا الشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي كلّل مسيرة كاريتاس، قبل عامين، بوسام الاستقلال من الدرجة الأولى، وأعطى جلالته دفعة جديدة وجميلة للعمل بإخلاص متجدّد يومًا بعد يوم. كما شكر السيد سليمان وزارة التنمية الاجتماعيّة وجميع المؤسسات الحكوميّة والخاصة التي تعمل معها الكاريتاس يدًا بيد من أجل خير المجتمع الأردني، وكلّ إنسان يطأ أرض المملكة الحبيبة، وبالأخص الأخوّة والأخوات من المهجّرين.

هذا، وتمّ عرض فيلم وثائقي يلخص عشرين عامًا لمشروع المتطوعين، منذ التأسيس ولغاية اليوم، وأبرز ما قدّمه المشروع من خدمات على الصعد الإنسانيّة والاجتماعيّة. وقدّم السيد وائل سليمان درع كاريتاس للبطريرك بيتسابالا. كذلك، ألقى أمين عام كاريتاس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، السيد كرم أبي يزبك، كلمة تقدير لجهود الكاريتاس الأردنيّة ولبرنامجها التطوعيّ، وأوضح بأنّه شهد للمحبّة في كاريتاس الأردن، مقدّمًا من جهته دروعًا تقديريّة لكل من المدير العام السيد وائل سلمان، ولمدير البرامج السيد عمر عبوي، ولرئيسة القسم الإداري واللوجيستي السيدة فريال عيد.

 

 

للمزيد من الصور