موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الأربعاء، ٣ أغسطس / آب ٢٠٢٢
هل تغيرت نظرة الرأي العام الأميركي إلى الفلسطينيين؟
61 في المئة متعاطفون مع القضية و3 قرارات كنسية تدين إسرائيل ومراقبون: لا تحولات جذرية في السياسة
يأمل الفلسطينيون بتزايد دعم الأميركيين لهم للضغط على صناع القرار في البيت الأبيض والكونغرس

يأمل الفلسطينيون بتزايد دعم الأميركيين لهم للضغط على صناع القرار في البيت الأبيض والكونغرس

خليل موسى – اندبندنت عربية :

 

لم يتوقف مسؤول ملف المتابعة مع المجتمع المدني الأميركي في "منظمة التحرير الفلسطينية"، أسامة القواسمي، عن اللقاء منذ سنوات برجال الدين وطلبة الجامعات الأميركية، سعيًا لكسب تأييد الرأي العام الأميركي.

 

يسافر القواسمي منذ سنوات إلى الولايات المتحدة، ويستقبل العشرات من الوفود الأميركية في فلسطين، سعيًا كما يقول إلى "تغيير الصورة النمطية لديهم عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإطلاعهم على أوضاع الفلسطينيين، ونظام الفصل العنصري الذي تفرضه إسرائيل ضدهم".

 

ويضيف القواسمي، "الولايات المتحدة الأميركية هي صاحبة التأثير الأكبر على إسرائيل، ونرغب بالوصول إلى صناع القرار فيها للضغط على إسرائيل لمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة".

 

 

تغيير إيجابي.. ولكن

 

ظل الأميركيون يحملون مشاعر إيجابية تجاه الإسرائيليين أكثر بكثير من تلك التي يحملونها للفلسطينيين، لكن ذلك بدأ بالتغيير خلال السنوات الثلاث الماضية.

 

أصبح الأميركيون ينظرون إلى الإسرائيليين والفلسطينيين بشكل أكثر إيجابية وفقًا لاستطلاع حديث للرأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث في آذار الماضي. فأكثر من 61 في المئة من الشبان الأميركيين ينظرون بإيجابية إلى الفلسطينيين، فيما تبلغ النسبة تجاه الإسرائيليين 56 في المئة.

 

لذلك فإن الفلسطينيين يأملون بتزايد دعم الأميركيين لهم خلال السنوات المقبلة، ويعولون على انعكاس ذلك على صناع القرار في البيت الأبيض والكونغرس الأميركي. لكن محللين يستبعدون وجود تغيير جذري في موقف الرأي العام الأميركي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مقللين من شأن تلك "التغييرات المحدودة" من وجهة نظرهم.

 

 

ثلاث كنائس وثلاثة قرارات

 

خلال تموز الماضي، اتخذت ثلاث كنائس أميركية صغيرة قرارات لمناصرة الفلسطينيين وضد إسرائيل.

 

ففي حدث غير مسبوق صوت المؤتمر العام للكنيسة المشيخية الأميركية لصالح قرار يصنف إسرائيل "دولة فصل عنصري"، مشيرًا إلى أن "قوانينها وسياساتها وممارساتها ضد الشعب الفلسطيني تطابق تعريف القانون الدولي للفصل العنصري".

 

ويعتبر قرار الكنيسة، التي يبلغ عدد أتباعها نحو مليوني شخص، الأول من نوعه داخل الكنائس البروتستانتية الرئيسة في الولايات المتحدة.

 

المؤتمر العام للكنيسة المشيخية قرر أيضًا إدراج ذكرى ما سماه "نكبة الشعب الفلسطيني" بين الأيام التي تحييها الكنيسة في تقويمها. وأشار مدير جلسة التصويت بالكنيسة هيث رادا إلى أن "القرار لا يعكس بأية حال من الأحوال عدم حبنا لإخواننا وأخواتنا اليهود".

 

لكن الرئيس التنفيذي لمؤسسة "المنتدى القانوني الدولي" أرسن أوستروفسكي رفض قرار الكنيسة، واتهمها "بتبني أفكار معادية للسامية"، مضيفًا أن القرار "يتجاوز كل الحدود المقبولة، وينحدر إلى كراهية شاملة لليهود". وأوضح أن تلك القرارات "لن تؤدي إلا إلى التحريض على مزيد من العنف ضد اليهود وإذكائه".

 

لكن الكنيسة المشيخية اعتبرت أن وصف إسرائيل بدولة الفصل العنصري "يتسق مع مبادئها"، إذ صوتت في خمسينيات القرن الماضي ضد الفصل العنصري في الولايات المتحدة ثم في جنوب أفريقيا.

 

بعد أيام على القرار أقر مؤتمران إقليميان للكنيسة (الميثودية) الأميركية يمثلان ثماني ولايات قانونًا يعتبر إسرائيل "دولة فصل عنصري". وأكد قرار الكنيسة أن "الفصل العنصري يتعارض مع رسالة الإنجيل الذي أعلن مقاومة الشر والظلم والقمع بأي شكل".

 

ودعا القرار البيت الأبيض إلى "ربط التمويل الأميركي لإسرائيل باستعداد الأخيرة لتفكيك نظام الفصل العنصري وتنفيذ جميع الحقوق المستحقة للفلسطينيين بموجب القانون الدولي". وحث القرار جميع رجال الدين والعلمانيين (الميثوديين) على الاستماع إلى أصوات الفلسطينيين في ما يتعلق بأوضاعهم من خلال الاجتماع معهم في وطنهم.

 

ويبلغ عدد أتباع الكنيسة (الميثودية) في الولايات المتحدة نحو ثمانية ملايين عضو.

 

 

الحقوق مقابل المساعدات

 

إضافة إلى قراري الكنيستين (المشيخية) و(الميثودية)، طالب المؤتمر العام للكنيسة الأسقفية الأميركية بإدانة ووقف تهويد مدينة القدس، وربط المساعدات العسكرية لإسرائيل باحترامها لحقوق الإنسان الفلسطيني، ورفض القوانين التي تعاقب مقاطعي إسرائيل.

 

ودعا المؤتمر إلى اتخاذ إجراءات لمعارضة القوانين والممارسات الإسرائيلية التي تؤدي إلى "عدم المساواة في الحقوق لشعبين"، كما دعا هيئات الكنيسة إلى "معارضة المساعدة العسكرية لإسرائيل، بما في ذلك بيع أو توفير الأسلحة والتقنيات ذات الصلة مثل معدات المراقبة إلى البلدان التي أظهرت انتهاكات موثقة جيداً ومستمرة وفظيعة لحقوق الإنسان".

 

ويبلغ عدد أتباع الكنيسة مليونًا ونصف المليون أميركي، ولديها نحو سبعة آلاف رعية في الولايات المتحدة.

 

الكاتب المتخصص في الشأن الأميركي، جو معكرون، قلل من شأن قرارات الكنائس الثلاث، واستبعد أن تشكل تأثيرًا كبيرًا في الرأي العام الأميركي خلال الفترة المقبلة. وقال معكرون إن "السياسة الخارجية للولايات المتحدة تصنع في البيت الأبيض".

 

في المقابل، اعتبر القواسمي الذي تولى حديثًا رئاسة لجنة المغتربين والجاليات في "المجلس الوطني الفلسطيني" أن "قرارات الكنائس في غاية الأهمية، وتشكل بداية الطريق لكسب الرأي العام بالولايات المتحدة على طريق التأثير في صناع القرار الأميركي".

 

وأشار القواسمي إلى أن "تلك الكنائس تحظى بالصدقية لدى الأميركيين، وتتمتع بتأثير مباشر وغير مباشر في الرأي العام بسبب الطبيعة المحافظة للأميركيين". وأوضح أن "توالي تبني مؤسسات حقوقية ودينية وحزبية أميركية مواقف وقرارات تعتبر إسرائيل عنصرية يدل على الفهم العميق من جانب المجتمع الأميركي لحقيقة ما يجري على الأرض، وما يواجهه شعبنا الفلسطيني من ظلم واضطهاد وحرمان".

 

 

تأييد قوى لإسرائيل

 

المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، اعتبر أن "الساسة الأميركيين الحاليين مؤيدون بقوة لإسرائيل على الرغم من وجود تغيير طفيف في الرأي العام الأميركي"، مشيرًا إلى أنه "ما دام الجيل القديم ممسكًا بمقاليد الحكم في الإدارة الأميركية فسيبقى ذلك التأييد".

 

وأشار نيسان إلى أن من يتهم إسرائيل بأنها "دولة فصل عنصري عليه القدوم إليها، ورؤية كيف يعيش الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي معًا".

 

وترفض إسرائيل بشكل قاطع وصفها بالدولة العنصرية، وتصفها بـ"أكاذيب لا أساس لها من الصحة، ومحاولة لنفي حق دولة إسرائيل في الوجود كدولة قومية للشعب اليهودي" بحسب بيان للخارجية الإسرائيلية.