موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الجمعة، ١٦ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢
ملاك طفلة رضيعة أفرحت الأردنيين بخروجها سالمة بعد يوم كامل تحت أنقاض مبنى منهار
عمال إنقاذ بين انقاض مبنى منهار في عمان في 14 أيلول 2022

عمال إنقاذ بين انقاض مبنى منهار في عمان في 14 أيلول 2022

أ ف ب :

 

كاد الأردنيون لا يصدقون الخبر الذي وصفه كثيرون بـ"المعجزة" عندما رأوا الطفلة الرضيعة "ملاك"، ذات الأربعة شهور تخرج على أيدي عمال الإنقاذ من بين ركام مبنى منهار في عمان، ظلت عالقة تحته لأكثر من 24 ساعة. وتسبب سقوط المبنى بمقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص، بينما لا يزال العمل جاريًا على محاولة انتشال جثث أو أحياء.

 

وتروي والدة الطفلة إسراء رائد (26 عامًا) الخميس لوكالة فرانس برس فرحتها لدى رؤية طفلتها "عندما أخرجوها، عرفتها من بيجامتها الزهرية... كانت فرحتي واضحة جدا ولا توصف... زغردت ودعوت الله أن ينجي الآخرين". وقصدت الوكالة الخميس مستشفى لوزميلا، القريب من موقع الحادثة، حيث ترقد الطفلة وحيدة والديها وتعاني من بعض الرضوض فحسب.

 

وكان مقطع فيديو وزعته قوى الأمن أظهر عمال الانقاذ وهم يخرجون ملاك من فتحة ضيقة بين أنقاض المبنى الذي انهار الثلاثاء بينما كانت تجري فيه أعمال صيانة. وبدت الطفلة في حالة جيدة، ثم أدخلت في سيارة إسعاف أسرعت بها الى المستشفى.

 

وتقول إسراء رائد من أمام المستشفى بتأثر "كان لدي إحساس في داخلي أنها على قيد الحياة، وكان زوجي يطمئنني هو الآخر قائلا إن ابنتنا بخير وهي بانتظارنا". وتضيف "أنا سعيدة جدا وأحمد الله على سلامتها. الطبيب قال لي إنها معجزة أن تكون خرجت بسلام من تحت حطام بناية ذات أربعة طوابق".

 

وكانت إسراء تركت طفلتها عند صديقة لها تقطن المبنى لتنجز عملا.

 

وتقول "أنا لا أسكن هذه العمارة. تعيش في العمارة صديقتي التي (...) تركت طفلتي لديها، لأوصل طلبية، فأنا أعمل في تصميم العطور والماكياج. بعد نحو ساعة، رنّ هاتفي، وأُخبرني أحدهم أن ابنتي سقطت فعدت مسرعة كالمجنونة. ظننت أنها قد تكون سقطت من فوق السرير، لكن عندما وصلت رأيت أن عمارة كاملة سقطت فوق ابنتي".

 

وتتابع "كنت أصرخ وأنادي أين ابنتي؟ اين ابنتي؟... بعد مرور أكثر من 24 ساعة "أخبرني رجال الإنقاذ أنهم سمعوا صوت طفلة. قلت +يا رب تكون طفلتي+". وتوضح أن عمودًا بقي صامدًا قربها على الأرجح "هو الذي حماها"، بالإضافة الى "متنفس صغير" بقي يجلب لها الهواء.

 

 

فرحة لم تكتمل

 

لكن فرحة إسراء لم تكتمل. وتؤكد "ينتابني شعوران: شعور جميل لأن ابنتي خرجت بخير وسلام، وشعور آخر مناقض لأنني فقدت صديقتي وابنتها" التي تبلغ بضعة أشهر أيضا. وتضيف "كانت ابنتي في غرفة وصديقتي وابنتها في غرفة ثانية".

 

في مكان الحادث، تتواصل عمليات البحث بين الأنقاض، ورجحت مصادر أمنية وجود أربعة اشخاص لا يزالون عالقين. لكن إنقاذ ملاك أثار ارتياحا وفرحة.

 

وقال حسام عبود (50 عاما) الذي كان الخميس في المكان "إنها معجزة إلهية أن يتمكنوا من إخراج طفلة بهذا العمر الصغير وهي على قيد الحياة من بين كل هذه الأنقاض". وقال وسام زيادين (42 عاما) من جهته إنه لم يصدّق الخبر عندما رآه على وسائل الاعلام، مضيفا "أنا أعتبر هذا إنجازا كبيرا. منظر إخراجها وهي على قيد الحياة أفرحني، كم كنت أتمنى أن يخرج الجميع سالمين".

 

ونجح عمال الإنقاذ الأربعاء أيضا في إخراج رجل يبلغ من العمر 45 عاما على قيد الحياة.

 

وإذا كانت عائلة ملاك فرحت بنجاتها، فإن عائلات أخرى تداولت وسائل الإعلام قصصها نُكبت بأحبائها، بينها المأساة التي ضربت الأردنية عبير التي فقدت أطفالها الثلاثة محمد (17 عاما) وملك (9 اعوام) وأميرة (12 عاما) في الحادثة.

 

وكانت الأم التي فقدت زوجها قبل نحو عامين تركت أبناءها الثلاثة لأقل من ساعة لشراء بعض الحاجيات للمنزل. وعندما عادت، رأت أن العمارة سُوّيت بالارض.

 

وقرّر المدعي العام في عمان الأربعاء توقيف ثلاثة أشخاص على ذمة القضية، وهم ابن مالك المبنى والمشرف عليه، ومتعهد الصيانة، وفني الصّيانة بعدما أسندت إليهم تهمة اقتراف "جرائم التسبب بالوفاة والتسبب بالإيذاء".