موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٤ ابريل / نيسان ٢٠٢٢
مسيرات الحج في زمن الصوم: من بيت عنيا إلى جبل الزيتون

حراسة الأراضي المقدسة :

 

انطلقت مسيرة الحج الرابع لزمن الصوم في الأرض المقدسة من بيت عنيا، قرية مارثا ومريم ولعازر، التي تقبع خلف جبل الزيتون، متجهة نحو كنيستي الصعود و"أبانا"، اللتين تقعان أيضاً على قمة الجبل نفسه، في الجانب الآخر من الجدار الفاصل.

 

يوم الخميس 31 آذار، وبعد القداس الإلهي الذي ترأسه الأب اليعازار فرونسكي عند الساعة 6.30 صباحًا في مزار القديس لعازر، أقيم احتفال آخر عند الساعة 7.30 صباحًا شارك فيه طلاب المعهد الاكليريكي الفرنسيسكاني في القدس، والعديد من الحجاج والرهبان. ترأس الذبيحة الإلهية أمين سر الحراسة الأب ماركو كارارا، وقد شارك بالاحتفال معه أيضًا حارس دير المخلص الأب مارسيلو آرييل تشيتشينيللي، وحارس الدير في بيت عنيا الأب ميشيل سرقوه.

 

من ناحيته، علق الأب كارلو أديسو، الواعظ المعين لمسيرات الحج الفرنسيسكانية في زمن الصوم لهذا العام، على الإنجيل المقدس (يوحنا 11، 1-45) الذي يروي أحداث معجزة إقامة يسوع للعازار من بين الأموات، التي تمت في بيت عنيا نفسها، على بعد خطوات قليلة من الكنيسة الفرنسيسكانية. وأردف قائلاً: "يقول أحد الأمثال العبرية: "علِّم من خلال الرموز وأفهِم من خلال الصور". العلامة هي مثل إصبع موجّه، يدل على شيء أكبر بكثير منه وأكثر روعة. وبالفعل، فإن قيامة المسيح هي أعظم بكثير من مجرد إحياء جسد لعازر. تمامًا كما أن الحضور الحقيقي للمسيح في القربان المقدس هو أكثر سموًّا من كسرة الخبز التي يستتر في داخلها المسيح".

 

في قصته التي يرويها من خلال الصور، اقتبس الأب كارلو مقطعًا من الكتاب قبل الأخير من سلسلة الروايات الخيالية التي كتبها "سي إس لويس"، تحت عنوان: "حوليات نارنيا" والتي تروي قصة أسد يدعى أسلان -يمثل المسيح– يقوم بما قام به المسيح في الإنجيل: إذ يشعر بالحزن أمام الموت لكنه سينتصر ويتغلب عليه بقطرة من دمه.

 

وتابع الأب كارلو قالاً: "في كل مرة نشارك بها في القداس الإلهي ونتغذى فيها من جسد ودم المسيح، فإننا نختبر نوعًا ما "قيامةً أولى". إنها قيامة الغفران والتحرر والفداء، والخلاص من الخطيئة والشر. (...). لهذا السبب، بعد رفع الكأس المملوءة بالخمر المتحول إلى دم المسيح، تضع الكنيسة في أفواهنا الكلمات التي تتألق اليوم، هنا في بيت عنيا، بمليء من النور والفرح: "كلما أكلنا هذا الخبز وشربنا هذه الكأس نخبر بموتك ونعلن قيامتك إلى ان تأتي يا رب".

 

توجه الوفد الفرنسيسكاني بعد القداس في مسيرة حج إلى قبر لعازر، حيث أُعلن من أمامه رسميًا الإنجيل الذي يتحدث عن لحظة قيامة لعازر (يوحنا 11، 3-45).

 

حتى بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت بيت عنيا قرية قريبة من القدس، يمكن الوصول إليها بسهولة بالعبور من خلال جبل الزيتون. واليوم، على الرغم من أنها لا تزال قريبة من المدينة، إلا أن الجدار الفاصل بين الأراضي الإسرائيلية والفلسطينية يمنع مرورًا كان من السهل تاريخيًا القيام به في مثل هذا اليوم، بالعبور من خلال مزار بيت فاجي، للوصول من ثم إلى الموقعين الآخرين المدرجين علىبرنامج هذا الحج ألا وهما: مصلى الصعود وكنيسة أبانا للراهبات الكرمليات. تم في النهاية الوصول إلى الموقعين بالمرور عبر أحد نقاط التفتيش التي تفصل بين المناطق المجاورة، على بعد أميال قليلة من كلا المزارين. توجه الفرنسيسكان أولاً إلى المكان الذي منه صعد يسوع إلى السماء، وتمت هناك تلاوة المقطع الانجيلي الذي يروي ذلك الحدث (مرقس 16 ، 15-20).

 

ثم انتقل الفرنسيسكان في تطواف إلى المكان الذي يحيي ذكرى تأسيس الصلاة الربية (أبانا)، حيث اشترك الفرنسيسكان وجميع الحاضرين، بعد قراءة المقطع الإنجيلي (مرقس 5 ، 5-13) بترنيم الصلاة الربية.