موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٣ سبتمبر / أيلول ٢٠٢١
ماذا قالت زوجة المرحوم سليم سماوي في حفل التأبين بالنادي الأرثوذكسي؟
النادي الأرثوذكسي يقيم حفلا تأبينيًا للمرحوم سليم سماوي

النادي الأرثوذكسي يقيم حفلا تأبينيًا للمرحوم سليم سماوي

أبونا :

 

أقامت الهيئة الإدارية في النادي الأرثوذكسي في عمّان، مساء أمس الأحد، حفلاً تأبينيًا للمرحوم سليم حنا جريس سماوي، مدير دائرة النشاط الرياضي السابق في النادي. وحضر الحفل وزير النقل وجيه عزايزة، وعدد من إداريي النادي ومحبي الراحل سليم. وتحدّث فيه رئيس اللجنة الرياضية في النادي سليم منيّر، ونائب رئيس النادي الأرثوذكسي المهندس صفوان قاقيش، والايكونوموس ألكسيوس قاقيش، وزوجة الراحل منى الشعيني (أم فارس) التي ألقت كلمة مؤثرة، وفيما يلي نصها:

 

 

مسا الخير عالحضور الكريم أصحاب المعالي المحترمين

الآباء الافاضل، الاخوة والاخوات، الأهل والأقارب، الزملاء والأصدقاء الأوفياء

شكرًا لحضوركم لمشاركتنا في حفل تأبين زوجي وحبيبي وشريك عمري سليم

 

لما حكوا معي ادارة النادي اللي بشكرهم على اقامة هذا الحفل وهذا التأبين، وطلبوا مني اني احكي كلمة عن سليم.. بالاول ترددت، مش لانه ما بدي او ما بقدر او لانه سليم ما بيستاهل! بالعكس.. ترددت لانه سليم ما في كلام بيوصفه، وقد ما حكيت عنه وعن صفاته الحلوة ما رح تسعفني كلماتي اني أوفيه ما يستحق من ذكر، صفاته الحلوة كتيره، وما بتكفيني دقائق ولا ساعات ولا أيام لذكرها.. بس فكرت وحكيت ليش لأ.. ليش ما اخلي الناس تعرف عنه اكتر... ليش ما احكي للناس قديش هو كان زوج عظيم واب اعظم...

 

ليش ما احكي عن مدى فخري باني كنت زوجته؟ فهو طوال فترة زواجنا من 27 سنة كان مثال الزوج الوفي والحنون. كان الزوج الكريم، كان الزوج المرح والأمين، وكان محب جدا لبيته. قديش كنا نحس بالأمان بمجرد دخلته على البيت.. سليم كان مدللنا ومهنينا وحامينا.. نعم.. سليم وبكل صفاته الحلوة كان الافضل على الاطلاق...

 

انا تعلمت منه كتير اشياء حلوة.. علمني كيف اكون متصالحة مع نفسي زي ما هو كان دايما متصالح مع نفسه ومع الناس.. سليم كان شخص متسامح لأبعد الحدود، لدرجة كانت تدهشني.. ولا اذكر انه في اي يوم اجا عالبيت زعلان لو شو ما كان صاير معه، ولا كان يحكي عن حدا.. او يجيب سيرة حدا مزعله، بالعكس احنا كنا نعرف انه وصل لما نسمع صوته وهو طالع عالبيت بغني واذا ما كان يغني بصفّر.. سليم كان يعشق الغناء وكان صوته كتير حلو، وهذا اول شي لفتني فيه من يوم ما تعرفت عليه بفرقة الفحيص لاحياء التراث، وهاي كانت بداية علاقتنا من سنة التسعين...

 

سليم علمني التسامح وعلمني انه ما في شي بيستاهل نزعل عليه.. حتى اذا انا زعلته، كان يسامح ويتصرف عادي ولا كأنه في شي صار! احيانا كنت اسأله: كيف بتقدر تكون متسامح بهالشكل.. كان يحكيلي: ليش نزعل.. الزعل بقصر العمر والعمر اصلا  قصير.. وكأنك كنت تعرف يا سليم انه عمرك قصير؟ يا لعِظّمة وكبر قلبك وعقلك يا سليم! شكرا!

 

فارس... فارس لحاله قصة... سليم كان اب وصديق عظيم لابننا فارس، وحبه اللامتناهي اله، وذكرياته معه خلت فارس من بعد اللي صار يحكيلي: "ماما انا كتير فخور اني ابن البابا سليم.. انا عندي ذكريات معه كتيرة وحلوة كتير... في ناس صار عمرهم 40 و50 سنة عايشين مع اهاليهم بس ما عندهم ذكريات قدي وانا عمري بس 14.. وانت يا ماما لازم تكوني فخورة لانك مرته". يا سلام على هالفهم والتقدير والحب العظيم الي تركله ياه...

 

لا تقلق يا سليم فارسنا طالعلك.. طالعلك بطيبته وبحنيته وحتى بطريقة تفكيره بالرغم من صغر سنه ولو انه كبر فجأة بعد اللي صار.. مش بقولوا الشدائد تصنع الرجال! كيف ما بده يشبهك وانت ابوه اللي علمته المبادئ، وعلمته الحكمة، وعلمته حب الرياضة، وعلمته حب الموسيقى، وعلمته يكون فارس، وهو باذن الله رح يظل فارس شامخ ورافع راسه فيك... ما اعظم هذا الحب وهذا الأرث العظيم اللي تركتلنا ياه.. شكرا!

 

النادي: شغله بالنادي اللي كان يحبه ويعطيه من كل قلبه خلا اسمه مقرون فيه، فهو كان معروف اما بسليم ابو فارس او بسليم النادي! حتى لما كنت اتعرف على ناس لأول مرة  ويسألوني مين زوجك؟ واحكيلهم سليم سماوي.. على طول يسألوني: سليم النادي؟ كيف لأ وهو قضٌى اكتر من نص عمره بالنادي من حوالي الـ30 سنة.. حبه لشغله ولزملائه ولأصدقائه وحتى لأعضاء النادي كان كبير، لدرجة انه وقت وفاته، حكوا معي كثيرين من الأعضاء عشان يعزوني، واللي في منهم ناس ما بعرفهم، واذكر احدهم حكالي.. يا ام فارس، حجار النادي عم تبكي على سليم! يا لهذا التشبيه شو معبر وشو صحيح. كيف ما تبكيه حجار النادي وهو اله في كل زاوية ذكرى.. في كل ملعب، وفي كل مكتب، وعلى كل طاولة كان اله لمسة وسلام وكلام وضحكة وذكرى.. سليم يعني النادي والنادي يعني سليم.. هذا تعبير آخر من احد المعزين بفاجعتنا..

 

الأخوات: سليم كان الأصغر بعد اخواته الستة واخوه الكبير والغالي وسلفي الرائع جريس الله يرحمه، اللي ما تحمل خبر وفاة اخوه الصغير وغادر حتى يكون معه ويدير باله عليه... سليم كان معروف بنهفانه مع اخواته. ومقالبه فيهم كانت كتيرة.. كيف لأ وهو الصغير والمدلل.. بس عند الجد، كان الأخ اللي يقدم النصيحة وكان السند  والصدر الحنون للجميع...

 

الأصدقاء: يا الله شو كان سليم صاحب صاحبه، وكان يقدس علاقاته بأصدقائنا ويحبهم من كل قلبه.. ولا أذكر انه في يوم زعل حدا أو ضايق حدا.. كان له حضور مميز، كان خفيف الروح والظل، وصاحب واجب مع الكل.. كان دايما يقول.. الاصدقاء كنز.. وهم كذلك.. ورح نظل اصدقائنا الأوفياء وأنا على علاقتنا زي ما كانت، وهذا وعد وعهد منهم ومني!

 

شكرًا سليم.. شكرًا على كل لحظة حلوة عشناها معك... شكرا على ضحكاتنا.. شكرا على سفراتنا.. شكرا على كل شي كنت تعمله لاسعادنا.. شكرا على الفرح اللي كنت تضيفه على اي جلسة بتكون فيها.. شكرا على المساعدات لكتيرة اللي كنت تعملها للناس عالسكت، واحيانا من غير ما ينطلب منك، حتى من غير انا ما اعرف عنها واللي عرفت عنها من الناس بعد مغادرتك.. شكرا لأنك تركت هذا الأرث العظيم من حب الناس.. وفاتك يا سليم شكل "حالة" غير كل الحالات.. كيف لا وانت سليم.. سليم القلب.. سليم الفكر.. سليم  الأصيل.. سليم الجميل وسليم الانسان...

 

وعذرا.. عذرًا يا سليم لاني ما قدرت اكون جنبك وقت مرضك حتى ادير بالي عليك كما تعاهدنا امام الله 'في السراء وفي الضراء'.. وعذرا لاني ما كنت جنبك وقت وداعك ولكنها الكورونا اللعينة اللي حالت ما بيني وبينك.. سامحني...

 

اعانني الله على هذا الفقد اللي اجا كتير بكير، واللي حرمنا من تكملة مشوارنا وتحقيق احلامنا وامنياتنا مع فارسنا، ولكنني بوعدك امام الله وامام الناس، اني اكمل المسيرة على نفس الوتيرة اللي كنا ماشيين عليها سوا، بس هالمرة لحالي...

 

بدي اطلب منك تصلي لي انه الله يساعدني على حمل هالمسؤولية الكبيرة وعلى حمل هذا الصليب.. انا بعرف انك جنبي ومعي، ودايما عندي احساس بأنك عايش معنا وبيناتنا، ولو مش بالجسد ولكن بالروح يا أغلى من الروح.. لتسترح روحك بنور وسلام المسيح.. الله يرحمك برحمته ويصبرنا جميعا على فراقك يا ابو فارس الحبيب.. اشتقنالك كتير...

 

تظل اعماركم جميعا، وما تشوفوا شر بأحبابكم يا رب لانه الفراق صعب لا بل صعب جدا جدا جدا. شكرا.

 

 

للمزيد من الصور