موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٤ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢١
ماجدة الرومي اذ ترنم من أجل الأطفال الفقراء

الاب رفعت بدر :

 

لأول مرّة في تاريخها الفني، تطلّ الماجدة على الأرض الأردنيّة المباركة، لا لتقدم حفلاً غنائيًا كعادتها، في جرش والبحر الميت وغيرها، بل تطل قبيل الميلاد المجيد مرنمّة في أرض المعموديّة الرائعة. فترنم: ولد المسيح.. هللويا.. ولتقول أيضًا: "روح زورن ببيتن، بيتن فقير ما عندن شي". لكنها هذه المرة تقول: روح زورهن بمدارسهن، وبصفوفهن، وشاهد كيف أثقلت الكورونا كواهلهم وظهور والديهم، ومن هؤلاء من غادر هذه الدنيا، فتركوا أبناءهم يتامى، أبناء لشهداء معركة الكورونا.

 

إذًا، الماجدة في أرضنا المجيدة، أرض الأردن المقدسة، لتزور الأطفال الفقراء في مدراس البطريركيّة اللاتينيّة، ولتقول لهم: ولد يسوع، ولتعطّر عيون العيال، وتلبسهم الجديد، ولتدعو الناس إلى العطاء غير المحدود، وهي التي ترنم دائمًا بكلمات الراحل العملاق سعيد عقل: "أعطنا ربي قبل كل عطاء، أن نحط التفافة في سناك، كل ما دون وجهك الجم وهم، أعطنا ربي أعطنا أن نراك".

 

شكرًأ من كنيسة قلب يسوع الجليل للماجدة ابنة حليم الرومي، الذي لحن من حيفا، في أربعينات القرن الماضي، نشيد الجيش العربي الأردني. وها هي أبنته التي تربت في بيت العز والفن الأصيل، بقلبها الحليم، قد فكرت بأطفالنا، وجعلت من يدفع تذكرة الدخول وان كانت غالية الثمن، لتكون حبًا موصولاً وتسجيلاً رسميا لطالب فقير في إحدى المدارس الأربعة والعشرين للبطريركيّة اللاتينيّة في الأردن العزيز.

 

وهي المدارس التي جرت العادة على تسميتها بالرعوية، غير التجارية، والحاضرة من قبل مئوية الأردن مقدمة خدماتها الجليلة لجميع المواطنين بدون أي تمييز. وها هي تحتفل بميلاد الوطن مع الوطن وقائده قبل مئة سنة من العطاء المتجدّدة في أرض الحب والوئام.

 

وشكرًا للماجدة التي لقبها والدها "بصوت السلام والمستقبل"، وهي تترك لبنان جريحًا، وتدعو وندعو له معها، بأن يهبه الله العلي أيام رخاء وتألق وتآلف... وتأتي الينا لتقدّم حفلاً مجانيًا في اليوم التالي للحفل الرسمي، للأطفال المتفوقين. وشكرًا لأنها ستزور أماكننا المقدسة، لتخرج من المغطس حاجة جديدة، معطرة بالنيات الحسنة والصلوات الجميلة، لتطبق أصول سفارتها الأمميّة ذات النيات الحسنة.

 

وشكرًا للأب وسام منصور وكوادر الإدارة العامّة لمدارس البطريركيّة اللاتينيّة الذين فكروا بأبنائهم الطلبة، وتعبوا لتحضير أمسية نجمة الطرب والترنيم الأصيل، لتحيي أمسية ترانيم المئوية تحت شعار: "وعلى الأرض السلام". وهي دعاء صادق للسلام في الشرق والعالم، من مدينة الحب الأخوي فيلادلفيا – عمّان. وهي فعل عطاء من أجل الأطفال الفقراء، لكي لا يشعروا بخجل أمام زملائهم، فالتلميذ في هذه المدارس ابن وليس فقط تابعًا، وهو صديق للمعلم والمدير والبطريركية... ومن لا يتذكر "كن صديقي" التي تغنيها الماجدة، وهي لسان حال كل طالب محتاج، يقول لرواد حفلة الماجدة الترانيمية: "كن صديقي، فأنا محتاج لكف صديق"، وها هي الأكف تصفق معًا في الكنيسة الحاضنة، على أنغام ميلاديّة تقول فيها ماجدة الرومي: "عندما نَفرِشُ القلوبَ بالرجاء... نكونُ في الميلاد".

 

شكرًا لك أيتها السيدة الماجدة سفيرة النوايا الحسنة، وأهلا بك في بلدك الثاني الخيّر الاردن، وبينك وبين أهله الأكارم صداقات والفة وروح مواطنة عروبية صالحة، وما نقوله في هذا الميلاد: أهلاً بكِ في أرض العماد.