موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٨ ابريل / نيسان ٢٠٢٢
رئيس أساقفة نيويورك يزور البلدان المجاورة لأوكرانيا للقاء اللاجئين

فاتيكان نيوز :

 

يستعد رئيس أساقفة نيويورك الكاردينال تيموثي دولان لزيارة اللاجئين الأوكرانيين في البلدان المجاور، بعدما أرغمت الحرب الروسية على أوكرانيا أكثر من خمسة ملايين أوكراني، معظمهم من النساء والأطفال، على مغادرة بلادهم، فيما يعيش ملايين النازحين في الداخل.

 

وقال الكاردينال دولان، في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز، إنّ جولته إلى البلدان المجاورة لأوكرانيا (بولندا، سلوفاكيا والمجر) تأتي بدافع الواجب، خصوصًا وأنه يرأس الجمعية التي أسسها البابا بيوس الحادي عشر والمعنية بمساعدة الكنائس الكاثوليكية التي تتبع الطقس الشرقي، لاسيما في الشرق الأوسط والهند وأوكرانيا وأوروبا الوسطى والشرقية. وأكد أنه يرغب في معانقة هؤلاء المؤمنين ويعبر عن حبّه لهم ويؤكد لهم أنهم ليسوا منسيين من قبل الكنيسة الجامعة التي تريد أن تساعدهم وتشجعهم وتصلي معهم.

 

وأشاد نيافته بالبلدان الثلاثة التي سيزورها على الخدمة السخية التي تقدمها لملايين اللاجئين الأوكرانيين، موضحًا أن هؤلاء اللاجئين يريدون العودة إلى ديارهم لكنهم، ومع استمرار الحرب، يبحثون عن مكان يستقرون فيه حتى نهاية القتال وإعادة إعمار بلادهم. ولفت إلى أنه على الرغم من المآسي والمعاناة فقد تسلح هؤلاء الأشخاص بالأمل والعزم، معربًا عن ثقته بأن الشعب الأوكراني سيتمكن من تخطي هذه المحنة، وهو يدرك أن أحد القيامة يأتي دائمًا بعد الجمعة العظيمة.

 

ولفت إلى أنّ نداءات البابا فرنسيس من أجل السلام في أوكرانيا قد حظيت بتغطية إعلامية كبيرة في الولايات المتحدة، وقد ساعدت العالم على إدراك البعد الخلقي للأزمة، خصوصًا فيما يتعلق بقمع الأشخاص الضعفاء، وسوء استغلال السلطة، واللجوء غير المشروع إلى العنف والقوة العسكرية.

 

وقال الكاردينال دولان: إن الحبر الأعظم يعلم أن الأزمة تحمل بعدًا ثقافيًا أيضًا، لا اقتصاديًا وحسب، مشيرًا إلى أن الشعب الأوكراني يتمتع بثقافة عريقة، يتشاركها مع البلدان المجاورة، بما في ذلك روسيا، وبالتالي لا يُمكن أن تُلغى تلك الثقافة أو أن تُستبدل بأخرى. وأوضح بأنّ إن البابا فرنسيس ساعدنا على أن نفهم القيمة الروحية للصلاة، وأن ندرك أهميّة الإيمان والرجاء وسط الأوضاع الصعبة.

 

وحول التوتر السائد على العلاقات الروسيّة–الأمريكيّة، وإمكانيّة اندلاع حرب بين البلدين، قال رئيس أساقفة نيويورك: إنّ روسيا كانت لديها على الدوام مطامع في البلدان المجاورة، وهذا ما يُظهره التاريخ. ولفت إلى أنه بعد سقوط جدار برلين عام 1989 وتفكك الاتحاد السوفيتي، تنفس العالم الصعداء وعُلقت الآمال على بزوع فجر حقبة من السلام، بيد أن هذه الأهوال التي اختبرناها في الماضي قد عادت إلى الواجهة من جديد، وما النداءات التي يوجهها البابا فرنسيس إلا لمساعدة العالم على إدراك هذا الأمر.

 

وأضاف: يعلم الجميع اليوم أن قوة الشر هي أمر مرفوض، باستثناء الرئيس الروسي وجنرالاته، مشددًا على ضرورة أن يُعاد النظر في أخطاء الماضي، وبينها الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة، من أجل استخلاص العبر منها. وخلص الكاردينال دولان مقابلته مذكرًا بالنداء الذي أطلقه البابا فرنسيس عندما دعا للعودة إلى شريعة الله والكتاب المقدس، وإلى التمييز بين الحق والباطل.