موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الخميس، ٢٩ يوليو / تموز ٢٠٢١
حفل توقيع كتاب سهى حدادين "قمر على وسادتي" في المكتبة الوطنية

عمون، تصوير: أبونا :

 

استضافت دائرة المكتبة الوطنية مساء الأربعاء، برعاية المهندس سمير حباشنة وبحضور مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الأستاذ الدكتور نضال الأحمد العياصرة، الأديبة سهى حدادين للحديث عن كتابها "قمر على وسادتي". وقدّم قراءة نقدية للكتاب الصحفي إبراهيم السواعير والشاعر محمد خضير وادار الحفل الإعلامي أحمد شبيب.

 

واستهلّ راعي الحفل الوزير الأسبق المهندس سمير الحباشنة كلمته بحديث عن إبداع الكتابة والأفكار العريضة التي تناولتها، مؤكدًا ثراء الصورة الشعرية والأسلوب وملامسته أحاسيس القراء وتماهيه في تعبيراتها الأدبية، وقال الحباشنة إنّ الشاعرة حدادين مثال للأديبة التي أخلصت لقيم أصيلة نعتز بها، تراوحت ما بين القيم الوطنية والعربية والقيم الذاتية التي تؤمن بها، عارضاً لمقتطفات من التصوير الشعري والمشاهد التي رسمتها في قصائد متنوعة من الديوان، كما أعرب الحباشنة عن تهنئته بهذا المنجز الذي يعبّر عن فكر ودراية واهتمام بالتفاصيل الإنسانية والوطنية، متحدثاً عن معنى الوطن في قصائدها والمحبة التي جمعت بين عمان وبيسان، وكذلك القدس، مؤكداً الموقف الأردني الداعم لفلسطين، كما تطرق الحباشنة إلى لغة الشاعرة الناضجة وأسلوبها الشعري وثقافتها في بناء القصائد، وقال إنّ الشاعرة تمثل الإبداع الأردني، وخاصة صوت المرأة الأردنية والعربية، متمنياً لها التوفيق في أعمالها القادمة.

 

وتحدث الصحفي الأديب إبراهيم السواعير عن مجموعة الثيم والأفكار الرئيسية التي عالجتها الشاعرة سهى حدادين في مجموعتها الشعرية، لافتاً إلى أنّها تتعلّق بالحريّات والأمنيات السياسية التي تنشدها وتنوب عن الناس في حملها، وأكّد أن الحلم هو مفردة مهمّة اشتغلت عليها الشاعرة، وكذلك مفردات الغيم والنوافذ والأبواب والسنابل والحقول، بانزياحات شعريّة لمعانٍ أشمل وأبعد من المعاني المادية المألوفة؛ فالمطر يرمز للأحاسيس والمشاعر الظامئة التي تنتظر هطوله، وكذلك الرحيل الذهني والغربة، وتمكين المرأة، إضافة إلى المواضيع السياسيّة والوطنيّة والقوميّة والجمع بين الأردن وفلسطين من خلال مدن عمان والقدس وبيسان، وكذلك مفردة الياسمين وغيرها من الأفكار التي استعارت فيها معنى حقول القمح والسنابل وتأكيد المكان بالمعنى المادي والشعري الذاتي. وقال السواعير إنّ لغة الشاعرة جاءت موشّاة بالصور الفنية الجميلة التي تصنع منها قلادة من الأحاسيس الدافئة وفق أفكارها الشعرية بلون أدبي مميز وجاذب يصل لكل القراء النخبويين والهواة الذين هم على ضفاف النصّ الأدبي، كما أشار إلى استثمار الشاعرة فكرة اللون للدلالة على التنوّع والتعدد في حالات خاصّة وعامّة تعطي قيمة لمجموعتها الشعريّة الناضجة من حيث القيمة والمضمون والشكل الأدبي.

 

قال خضير ان انحياز الأديبة "سهى حدّادين" لمفردة "النثيرة" التي جنّست بها مجموعتَها، وزينَت بها غلاف الإصدار الذي حمل العتبة الأنيقة "قمرٌ على وسادتي". وهذه المفردة أي تدلّل على فهم عميق للفارق بين الشعر والنثر، فقد حرصت على أن تحطمَ مرآة الخداع كي نرى أنفسَنا داخلَ ماء نثائرها بصورةٍ غير مواربة، وأقربَ إلى الحقيقة.

 

وأضاف بأن العنوان يشي بمكنونات ما بين الغلافين، وكأن الأديبة في انزياح عتبة النص، تريد القول بأن من أراد التنعّمَ برؤية القمر، فعليه أن يتبعَ أحلامَها المنثوراتِ فوق وسادة النص. هذا الانزياحُ الباذخُ يفضحُ قدرةَ الكاتبةِ على امتطاء النثيرة والتحليق بنا في فضاء مجازات الدهشة التي تعوّض الوزن والموسيقا المؤثثان لقصيدتيّ البيت والتفعيلة.

 

 

للمزيد من الصور