استقبلنا سهيل أبو داوود بابتسامة عريضة ومتفاجئة جدًا، رغم أن الأب جبرائيل رومانيلي، كاهن رعيّة العائلة المقدّسة في غزة، التابعة للبطريركيّة اللاتينيّة، والتي كانت قد تعرّضت قبل يومين للقصف، كان قد أخبر والدته رندة مسبقًا بوصولنا.

قال الشاب مخاطبًا مراسل فاتيكان نيوز: "لقد قلنا مرارًا خلال الأشهر الماضية إننا سنلتقي قريبًا في روما أو في غزة بعد أن يكون السلام قد عمّها أخيرًا. لكن لم أكن أتصور أبدًا أنّنا سنلتقي أخيرًا في هذا المستشفى في أشدود، في إسرائيل".

وكان الطالب الغزي الشاب قد أُصيب بجروح خطيرة في الهجوم على رعية العائلة المقدّسة في مدينة غزة، صباح الخميس 17 تموز 2023، وتم نقله في الليلة نفسها إلى المستشفى الإسرائيلي، بسبب تعذر تقديم العلاج المناسب له داخل القطاع.

وجه الشاب سهيل أبو داوود متألم، لكنه مفعم بالأمل. لقد تحسّنت حالته بعد إزالة جميع الشظايا التي أصابته، والتي طالت أيضًا أعضاءه الداخلية. قال: "السلام سيعود إلى غزة. لأنه كما كتبت في آخر مقال لي نشرتموه: المحبة أقوى من الحرب".

وبصعوبة بعض الشيء، تمكّنا من التكلم معه، إذ حدثنا عن آماله المستقبلية ورغباته والمقالات التي ينوي كتابتها، وخاصة عن مسيرته الإيمانية التي بدأها، والتمييز الروحي الذي يعيشه؛ وهذا ما ستنشره صحيفة أوسرفاتوريه رومانو في عددها الذي سيصدر يوم الاثنين.