موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٠ يوليو / تموز ٢٠٢٥
المطران شوملي: الكنيسة في غاية الأسى بعد القصف في غزة

أبونا :

 

قال المطران وليم شوملي، النائب البطريركي العام للبطريركيّة اللاتينيّة في القدس، إنّ كنيسة الأرض المقدّسة "في غاية الأسى" عقب القصف الذي طال كنيسة العائلة المقدّسة في غزة، داعيًا إلى توفير الأمن للبلدات المسيحيّة بالضفة الغربيّة المحتلة.

 

في 17 تموز الحالي، قصف الجيش الإسرائيلي الرعيّة الكاثوليكيّة الوحيدة في قطاع غزة. وقد أسفر هذا القصف عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين، من ضمنهم كاهن الرعيّة الأب جبرائيل رومانيلي. وفي وقت لاحق، اعتذر الجيش عن القصف، حيث أشار إلى أن "شظايا قذيفة أُطلقت خلال نشاط عملياتي في المنطقة أصابت الكنيسة عن طريق الخطأ".

 

لكنّ الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، قد ألمح إلى أن القصف كان متعمّدًا، حيث صرّح لصحيفة إيطاليّة أن "الجميع [في غزة] يعتقدون أنه لم يكن" خطأً. في اليوم التالي للقصف، زار الكاردينال بيتسابالا برفقة بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث غزة، وقدّموا التضامن والتعزيّة الروحيّة والمعنويّة، وكذلك المساعدات الماديّة التي تشتد الحاجة إليه.

 

إعادة أحد الجرحى

 

وفي مقابلة مع "EWTN News In Depth"، يوم الجمعة، قال المطران شوملي -الذي يشغل منصب النائب العام والنائب البطريركي في القدس وفلسطين- إنّ البطريرك والوفد المرافق تمكنوا من إعادة أحد الجرحى إلى القدس حيث يتلقى الآن العلاج".

 

وبينما دعا الكرسي الرسولي إلى وقف لإطلاق النار فورًا، قال المطران شوملي إنه "لأمر عظيم بحدّ ذاته" أن يتحدّث رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو هاتفيًّا مع البابا لاون الرابع عشر، وذلك بعد برقيّة التعزيّة التي بعثها الأب الأقدس عقب الهجوم.

 

وأضاف المطران شوملي أن الكرسي الرسولي طالب "بشكلٍ متكرّر" بوقف إطلاق النار "في عهد البابا فرنسيس، وحتى الآن مع لاون الرابع عشر". وتطرّق إلى علاقة البابا فرنسيس "الوثيقة جدًا" مع الأب جبرائيل وومانيلي وأهالي غزة.

 

كان البابا فرنسيس "على دراية تامة بحياة الجماعة المسيحيّة في غزة". وأضاف المطران شوملي: "في الحقيقة كانت تجربة فريدة. لكلّ بابا أسلوبه الخاص. أسلوب قداسة البابا لاون مختلف، لكننا نعلم أنه يسأل كثيرًا عن غزة، وقد أظهرت البرقيّة التي أرسلها قُربه من الأب جبرائيل ومن الرعيّة".

الوضع في الضفة الغربيّة

 

وخلال المقابلة، قال المطران شوملي إنّ الوضع في الضفة الغربية لا يزال "حرجًا" لعدة أسباب.

 

وسلط الضوء على "المواجهات اليوميّة بين الفلسطينيين والمستوطنين". وقال "إنّنا نعاني الآن، لأنّ المستوطنين يدخلون بشكل يوميّ تقريبًا إلى اثنتين من قرانا المسيحية، الطيبة وعابود، للاستيلاء على المزيد من الأراضي وتوسيع المستوطنات".

 

وأوضح أنهم طلبوا من الجيش الإسرائيلي "منع المستوطنين من الوصول إلى قرية الطيبة المسيحية" وهم الآن "ينتظرون الرد". وقال: "نأمل أن يتمكنوا من فعل شيء. لكن، يحمل المستوطنون أسلحة، ولا أعتقد أن الجيش يرغب في مواجهة مع المستوطنين الذين يزيد عددهم عن 700 ألف في الضفة الغربية".

 

وقال "من الصعب حقًا إقناعهم بتغيير عقليتهم، وهي عقلية أيديولوجية للغاية لأنهم يعتبرون جميع أراضي الضفة الغربية ملكًا لهم، وهي مسألة وقت حتى يستولوا عليها دون أي شعور بالذنب". وأضاف "لذا فإننا في واقع الأمر أمام صراع أيديولوجي بين روايتين حيث تكون المفاوضات من أجل السلام صعبة للغاية".