موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
المسيرة الفرنسيسكانية في سوريا في عيني الأب جوني جلوف

حراسة الأراضي المقدسة :

 

أقيمت المسيرة الفرنسيسكانية الثامنة في سوريا خلال الفترة الواقعة ما بين 5 و11 أيلول، أي بعد أيام قليلة من اختتام المسيرة الفرنسيسكانية في الأردن، وبعد شهر واحد من اختتام المسيرة الفرنسيسكانية في الجليل.

 

وبفضل الأب جوني جلوف، أحد الذين رافقوا المسيرة الفرنسيسكانية في سوريا، يمكننا أن نتعرف بطريقة أكثر تفصيلاً على التجربة الإيمانية العميقة التي عاشها حوالي مائة شاب وشابة خلال المسيرة التي أُقيمت في سوريا، وأن نشاركهم بذلك ولو في جزء من رحلتهم.

 

يقول: "لقد ساعدتني المسيرة الفرنسيسكانية في تمييزي للدعوة: لهذا السبب يبدو مهمًا بالنسبة لي أن نتيح للشباب الآخرين عيش هذه الخبرة". وكان الموضوع الذي رافق الشباب السوري هذا العام هو: "باسم جديد". أُخذت هذه الكلمات من سفر إشعياء النبي، الذي فيه يوجه الرب كلامه إلى شعبه، بشفتي النبي. "وتدعين بآسم جديد يعينه فم الرب" (إشعياء 62: 2).

 

ما هو هذا الاسم "الجديد"؟

 

هو الذي يعرفه الرب وحده. ينادينا باسم جديد لعهد جديد وانتماء جديد، فكل اسم يحمل فيه نداء، وهو دعوة للحب، الحب السامي. يعلم الله نقاط ضعفنا وصعوباتنا، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، ويعرف كيف نتعامل مع ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. في هذه المغامرة، دُعي الشباب إلى ترك دور القبطان لله، مكلفينه بمهمة إرشاد زورق حياتهم، محاولين الوثوق به، خاصةً عندما يبدو أن للأمواج والعاصفة اليد العليا.

بدأت المسيرة بالاحتفال بالقداس الإلهي وتوزيع الرهبان للصليب الفرنسيسكاني (التاو)، علامة على الانتماء للرب: ثم قُسّم الشباب إلى ثماني مجموعات، كل منها دعيت باسم مختلف، تم اختياره من العناصر الطبيعية مثل السماء والشمس والقمر والنجوم... أسماء مستوحاة من نشيد المخلوقات للقديس فرنسيس الأسيزي.

 

كان المشاركون حوالي 100 شاب وشابة، من مختلف أنحاء سوريا: لم يشارك معظمهم في المسيرة الفرنسيسكانية من قبل، وبالتالي فقد شعروا بفضول كبير لخوض تجربة جديدة تختلف عن المخيمات الصيفية التي اعتادوا عليها. كان على الجميع حمل الحقيبة على الظهر، وقد بدا ذلك مفيدًا للغاية: فحمل هذا الوزن كل يوم، قادهم إلى التفكير في حقيقة أننا نحمل العديد من الأشياء على أكتافنا، رغم أنه غالبًا ما يكون بعضها غير مهم في الحياة. إذن، بالسير، نتعلم أن نميز ما هو ضروري مما هو ليس كذلك، لنكون قادرين على فهم ما نحتاج اليه حقًا، وما يستحق أن نتحمل عبئه. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن خط المسيرة سهلاً بالكامل: فقد مر المشاركون بمناطق يجب الصعود إليها ومن ثم النزول، وعبر طرق معبدة وساخنة، أو أراض وعرة ... تمامًا مثل مسيرة حياتنا الروحية. هناك يجب أن نلتقي بالرب الذي هو مرشدنا والنور الذي يضيء ظلام الرحلة.

تضمنت المسيرة عددة لقاءات: أطلق على اللقاء الأول، اسم: "اسم جديد للماضي"، وطُلِبَ من الشباب فيه أن يتصالحوا مع حياتهم الماضية، ليتمكنوا من رؤية كيف أن رحمة الله قد رافقتهم دائمًا وكانت لهم سندًا. ثم قمنا بدعوتهم لإعطاء "اسم جديد للحاضر"، أي الواقع الذي يعيش فيه كل منهم، إذ يجب عليهم أن يتعلموا عدم الهروب من المواقف وإعطاء الاسم الصحيح لأمور الحياة، مهما كانت مؤلمة؛ فهناك، نختبر العناية التي يخص بها الآب الأزلي أبنائه.

 

في لقاء آخر، دعي الجميع إلى "إعطاء اسم جديد للجماعة"، لتختتم اللقاءات بامتلاك "اسم جديد مع الله": انطلاقة جديدة ومتجددة على الطريق مع يسوع، في محاولة لفهم كيف أن الإخوة الذين وضعهم الرب بجانبنا هم أداة تساعدنا على فهم ذواتنا، والسير معًا على هذا الممر الأرضي نحو الأبدية، وجهتنا النهائية.