موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
دعا أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان (رئيس الوزراء) الكاردينال بييترو بارولين، الجمعة 29 نيسان 2022، إلى "التفاوض دون شروط مسبقة"، ووضع "جميع الخيارات على الطاولة لإيجاد حلول مشتركة، وإلا فستبتلع الحرب أطفال أوكرانيا".
هذا هو النداء الذي أطلقه الكاردينال بارولين أثناء حديثه خلال عرض كتاب "ضد الحرب: الشجاعة لبناء السلام"، وهو مجموعة من كتابات ونداءات البابا فرنسيس، روما، وقال: إنه "أمل، فلا أعرف ما إذا كانت هناك شروط للعودة إلى طاولة المفاوضات. قد أكون سلبيًا ومتشائمًا. كانت هناك محاولات بدأت واقترحت دون متابعة. لكنني أعتقد أنه لا توجد بدائل. يجب أن نواصل التفاوض بدون شروط مسبقة".
وتابع الكاردينال: "أخبروني الليلة الماضية من أوكرانيا أنه لا توجد اجتماعات وجهًا لوجه، بل عن بُعد فقط". وأردف، أنه "بدلاً من ذلك، أصر على أن الأمر يتعلق بوضع جميع الخيارات على الطاولة لإيجاد حلول مشتركة، وإلا ستبتلع الحرب أطفال أوكرانيا". وشدّد على أنّه "بمواجهة المأساة التي نراها في أوكرانيا، في مواجهة الآلاف من القتلى والمدن المدمرة، وملايين اللاجئين من النساء وكبار السن والأطفال، فلا يمكننا الرد بحسب ما قاله البابا فرنسيس ’نمط الحرب‘".
وذكر الكاردينال بارولين بأن "هنالك حاجة اليوم إلى مؤتمر جديد في هلنسكي"، مشيرًا إلى المؤتمر الذي عقد عام 1975 وكان بمثابة خطوة أساسيّة لكبح الحرب الباردة. وكرّر أن "الانجراف قد تم بجمع مختلف الأطراف معًا، ولديّ انطباع بأن هذه الحرب كانت نتيجة لعملية نشأت في العقود الأخيرة"، مشيرًا إلى أنه "عندما بدأ الحديث عن تآكل التعدّدية ومحاولة الجميع حل المشاكل الفئوية فقط، كان من المنطقي السير نحو حرب عالمية ثالثة تجري بشكل مجزأ".
وقال الكاردينال بارولين إن "ما يجري في أوكرانيا هو حرب، حرب رهيبة، في قلب أوروبا، أوروبا المسيحية". وأردف: "لن أتطرق إلى القرارات التي اتخذتها مختلف الدول بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، التي يحق لها كدولة، الدفاع عن نفسها من الغزو الذي تعرضت له".
وشدّد المسؤول الفاتيكاني على أنّ "حصر أنفسنا على الأسلحة يمثّل ردًا ضعيفًا. نعم، الأسلحة هي رد ضعيف، وليست ردًا قويًا!. إنّ الرد القوي يكمن في استجابة تتعهد بمبادرات وفق نمط وعقلية سلام فقط، تحاول إشراك الجميع، أي مبادرات ممكنة لوقف القتال، وللوصول إلى حلّ تفاوضي، وفي التفكير فيما سيكون المستقبل المحتمل للتعايش في قارتنا العجوز".