موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٤ ابريل / نيسان ٢٠١٩
العشية الفصحية في كنيسة الجالية العربية الامريكية في جنوب كاليفورنيا
سامح حنا المدانات - مندوب ابونا في جنوب كاليفورنيا :

"نور المسيح" هذا ما صدح به كاهن الرعية، بعد أن أشعل الشمعة الفصحية من النار الجديدة التي أوقدت خارج الكنيسة، وقد أحاط به لفيف من أبناء الرعية، يجيبون كشعب المسيحِ المُستنيرين بكل فرح "الشكر لله". وأضيئت أنوار الكنيسة، ووقف الجميع بعد أن اشعلوا الشموع التي يحملونها ليستمعوا متأملينَ إلى النشيد الفصحي باللغة اللاتينية (Exultet).

ولدى الانتهاء من ترتيل البشرى الفصحية، جلس الجميع ليستمعوا الى القراءات ومن ثم صدح الجميع بترتيل "المجد لله في العلى" مع صوت قرعِ الأجراس وإنارة شموع الهيكل إعلانًا لبداية الزمن الفصحي وقيامة الرب من بين الأموات.

وبعد ترتيل "هللويا" الفصحية، بدأ الشماس بترتيل الانجيل المقدس. تلى ذلك عظة العيد التي تمحورت حول موضوع "النور والخلق الجديد". وخلالها بيّن كاهن الرعية الأب علاء علامات للمؤمنين أن احتفالنا لهذه الليلة بدأ بليتورجية النار والنور، ثم تبعتها ليتورجية الكلمة التي افتُتِحت برواية الخلق حيث قالَ الله "ليكن نور". وأن أحد أسماء العماد هو "سر التنوير". هذا وأن عيد القيامة هو عيدُ نورٍ جديد، عيدُ خلقٍ جديد.

ولفت النظر، إلى أن كثيرًا من شبابِ اليوم يؤمنون فقط بنور العِلْم، وأنَّ أنوارَ بعضِ المُدنِ اليومَ تحجبُ نورَ السماءِ ونورَ المسيح. بعضُ الأنوارِ ساطعةٌ من الخارج بينما علينا أن نضيء من الداخل، وذلك بأن نُطَهِّرَ قلوبنا بسر المصالحة مع الله ونُشعَّ نورًا من تناول الافخارستية. كما ذكر بأنه خلال ترتيل النشيد الفصحي، نذكر أننا نقدم إلى الله لهيب الشمعة الفصحية، والتي تقدمها الكنيسة من "نتاج النحلة". وأنه كرعية واحدة، علينا أن نتشبه بالنحلة التي تعمل دون ملل، ونعمل باستمرار لنُنيَر ظلمة العالم من حولنا. كما أن الشمعة لا تُنيرُ إلا من خلال التضحية والاحتراق.

وبعد العظة والانتهاء من ترتيل طلبة القديسين، قام كاهن الرعية يرافقه الشماس وخدام الهيكل بالتوجه إلى جرن المعمودية لمباركة الماء ثم التوجه للمؤمنين لتجديد مواعيد العماد. وفي نهاية القداس الإلهي وبعد الطواف بأيقونة القيامة المنحوتة جديدًا لهذه المناسبة داخل الكنيسة، قام كاهن الرعية بتوجيه كلمة شكر لأبناء الرعية وخص بالذكر من ساعدوا بعملهم الدؤوب، سواء كان في العمل في ترميم المركز الجديد للرعية، أو في التحضير للاحتفال بالأسبوع المقدس منذ الأسبوع السابق لأحد الشعانين، بتجميع سعف النخل أو تزيينها وتحضيرها للاحتفال.

كما شكر كاهن الرعية في كلمته من ساعدوا في شتى المجالات الأخرى، مثل فرقة الترتيل ومن قام بالاعتناء بالأطفال الصغار، وانتهى بتكريم بعض الأفراد بشكل خاص؛ حيث قدم لكل منهم وثيقة البركة البابوية، التي أوكل إلى الأب وسام مساعدة إعدادها وإحضارها معه من روما. ثم قام الأب مساعدة بتوجيه كلمة شكر بدأها بالتوجه إلى كاهن الرعية على استضافته للمساعدة في هذا الأسبوع المقدس، ومن ثم لأبناء الرعية على حفاوة الاستقبال التي حضي بها من قبل الجميع، وهنأ الجميع بالعيد المجيد، ووعدهم أن يصلي من أجلهم جميعًا.

وبعد ذلك توجه الجميع إلى قاعة الكنيسة، لتناول وجبة الإفطار الصباحية واحتساء القهوة والحلويات، وتبادل التهاني بالعيد المجيد. وحرص على أن يطلب من الجميع استعمال عبارة "ونحن شهود على ذلك" لدى الرد على التهنئة المعتادة: "المسيح قام.. حقًا قام".