موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٠ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢
البطريركيّة اللاتينيّة تمنح وسام الصليب الذهبي للمرحوم الأستاذ حنا القنصل
تقديرًا لخدمته للكنيسة ولجهوده الثقافيّة والتربويّة
صورة جماعية للحضور، 20 كانون الثاني 2022 (تصوير: وضاح العلامات / أبونا)

صورة جماعية للحضور، 20 كانون الثاني 2022 (تصوير: وضاح العلامات / أبونا)

أبونا :

 

منح غبطة البطريرك ببيرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، وسام الصليب الذهبي للأستاذ والباحث المرحوم حنا القنصل، تقديرًا لخدمته للكنيسة ولجهوده الثقافيّة والتربويّة، وذلك في احتفاليّة أقيمت في قاعة كنيسة استشهاد القديس يوحنا المعمدان للاتين في مدينة مادبا.

 

وشارك في حفل التكريم النائب البطريركي للاتين في الأردن الأب جمال خضر، وكاهن رعيّة اللاتين في مادبا الأب فراس نصراوين، وزوجة المرحوم حنا القنصل وعدد من أفراد العائلة، إلى جانب النائب مجدي اليعقوب، ومدير ثقافة مادبا محمد الفساطله، ومدير سياحة مادبا وائل جعنيني، ومدير عام مدارس البطريركيّة اللاتينيّة في الأردن الأب وسام منصور، وعدد من الكهنة والراهبات ومجلس الرعيّة.
 

ورحّب كاهن الرعيّة الأب فراس نصراوين بغبطة البطريرك وبالنائب البطريركي والحضور، وأشار إلى أنّ حدث اليوم يأتي لتكريم المرحوم القنصل بعد مسيرة حافلة من الخدمة والعطاء على الأصعدة التربويّة والثقافيّة والسياحيّة، ليس في مدينة مادبا فحسب، إنما في أنحاء الوطن العزيز.

 

وأكد على أنّ التاريخ والتراث كان محط اهتمام الراحل القنصل، حيث كان من أبرز الشخصيات المادبيّة التي جعلت من هذا الإرث ممتدًا للأجيال الجديدة بصورة سلسة وشيّقة، وواحد من أهم الأسماء في ذاكرة أهلها. ولفت إلى أنّ الاحتفال، ورغم بساطته تبعًا للأوضاع الصحيّة الحاليّة في المملكة، إلا أنّه سيكون منطلقًا لاحتفاليّات أكبر تفي حق الراحل وقيمته ومحبته من قبل الكنيسة والمدينة.

وألقى الأمين العام للنيابة البطريركيّة اللاتينيّة في الأردن الأب عماد علامات كلمة قال فيها بأنّ البطريركيّة اللاتينيّة تتشرّف بمنح المرحوم الأستاذ حنا القنصل الوسام الذهبي "تقديرًا لجهوده في الشأن الثقافي على مستوى الأردن بشكل عام، وعلى صعيد الحراك الثقافي والتربوي والسياحي في مدينة مادبا. وقد انطلق برسالته الثريّة على مستوى الوطن من خلال عمله الدؤوب والصبور والأمين كمربٍ للأجيال".

 

وأوضح "بأنّ دور البطريركيّة اللاتينيّة كان رائدًا منذ تأسيس مدينة مادبا، حيث رافق الكاهن اللاتيني جماعته في الخروج من الكرك، وأُسّست المدرسة والرعيّة عام 1880، وبُنيت الكنيسة عام 1920. وكانت منذ ذلك الحين القضية التربويّة والتعليميّة والشأن الثقافي والاجتماعيّ من أولويات رسالة البطريركيّة، وتسير بالتوزاري مع رسالتها الروحيّة"، مؤكدًا بأنّ "البطريركيّة اللاتينيّة تفتخر لكل من أثرى ويثري المجتمع المحليّ بالثقافة والانفتاح والحوار، وقد كان المرحوم حنا القنصل، المادبيّ الأصيل، امتدادًا لتلك الرسالة المجتمعيّة والثقافيّة المهمّة".

 

وخلص الأب علامات في كلمته إلى القول: "إن دور المؤسسات يكمن في حمل الرسالة والاستمرار في تعزيز الثقافة والتعليم وقيم الإخاء والتكافل بروحٍ جديدة. وكلّنا اليوم مدعوون للمضيّ قدمًا في ترسيخ الموروث الأصيل ونقله للأجيال الجديدة. نصلّي لراحة نفس المربي الفاضل الأستاذ حنا القنصل، ونسأل الله كلّ بركة لهذه المدينة ولهذه الوطن ولقيادته الهاشمية ولشعبه العزيز".

هذا وقدّم البطريرك بيتسابالا وسام الصليب الذهبي لزوجة المرحوم السيدة لميس اليعقوب.

 

من بعدها ألقت اليعقوب كلمة شكرت فيها البطريركيّة اللاتينيّة على لفة التقدير هذه، رافعة دعاء الشكر للرّب على نعمة المسيرة والحياة طوال السنين، كما وعلى نعمة الموت. وعبّرت عن امتنانها لكلّ من واسى العائلة بدءًا من جلالة الملك عبدالله الثاني، ووزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار، ولرؤساء الدوائر المدنيّة في محافظة وبلدية مادبا، ولجميع أبناء المدينة من مسلمين ومسيحيين.

 

وألقى البطريرك بيتسابالا كلمة أشار فيها إلى مدينة مادبا تجسّد الإيمان المتجذّر مع الإرث، واصفًا المرحوم القنصل بأنّه "رسول لأهميّة هذه المدينة وتاريخها وحاضرها". وأكد غبطته بأنّ البطريركيّة اللاتينيّة تمثّل جزءًا لا يتجزأ من هذا التاريخ العريق، بالتالي فإنّه من الواجب، والامتياز أيضًا، أن تعبّر عن محبتها وتقديرها للراحل القنصل، وهو اليوم في السماء يُصلّي من أجل مدينته الحبيبّة مادباـ ويتشفّع لكلّ أبنائها.

من جهته، عبّر مدير ثقافة مادبا عن تقديره للفتة الكريمة الطيبة لمواساة أهل مادبا، واصفًا القنصل بالصديق والمثقف الكبير والتربوي الفاضل الذي شارك في جميع الفعاليات الثقافيّة والتربويّة، وكان لديه بصمة بين جميع أبناء المحافظة من مسلمين ومسيحيين. كما أشار إلى المساهمات الكبيرة التي قدّمها الراحل منذ بدايات مديرية الثقافة في المدينة، مرورًا بتسمية مادبا مدينة للثقافة الأردنيّة عام 2012، لافتًا إلى أنّ المديريّة ستقوم الأسبوع المقبل بحفل تأبيني للمرحوم القنصل في مبنى نقابة المهندسين.

 

يُشار إلى أنّ المرحوم حنا القنصل من مواليد مدينة مادبا عام 1948. نشأ وترعرع فيها، وعمل معلمًا في مدارسها حيث قضى خمسين عامًا في حقل التربيّة والتعليم. كما كان مؤرخًا لتاريخها الشفوي والمادي، وباحث في الآثار. لديه العشرات من الدراسات والبحوث العلميّة والأدبيّة، كما كتب عن مادبا منذ الحقبة المؤابية انتهاءً بإمارة شرق الأردن. يعرف تفاصيل مادبا جغرافيًا واجتماعيًا، ويصفه البعض بـ"جوجل" مادبا لما تتسع ذاكرته من معلومات اجتماعيّة وجغرافيّة.

 

 

للمزيد من الصور