موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢ فبراير / شباط ٢٠٢٣
البابا يلتقي ضحايا العنف في شرق الكونغو: لا للعنف والاستسلام، نعم للمصالحة والرجاء

أ ف ب :

 

وجّه البابا فرنسيس في كينشاسا، الأربعاء 1 شباط 2023، نداء مؤثرا امام الفظاعات التي تُرتكب في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، مؤكدًا للضحايا أنّ "دموعكم دموعي" وذلك بعد ترؤسه قداسًا في العاصمة شارك فيه مليون شخص.

 

وفي اليوم الثاني من زيارته لاكبر بلد كاثوليكي في افريقيا، قال البابا "إنّي أوجّه مناشدة شديدة إلى كلّ الأشخاص، وإلى جميع الهيئات، الداخليّة والخارجيّة، التي في يدها خيوط الحرب في جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة، لينهبوها ويعذِّبوها ويزعزعوا استقرارها".

 

وأضاف الحبر الأعظم "أنتم تغتنون باستغلال غير مشروع لخيرات هذا البلد غناكم من دماء الضّحايا البريئة. أصغوا إلى صراخ دمائهم وأصغوا إلى صوت الله الذي يدعوكم إلى التّوبة، وإلى صوت ضميركم: أسكتوا أسلحتكم، وأوقفوا الحرب".

 

وكان مقرّرًا أن يتوجه البابا فرنسيس إلى غوما، في شمال كيفو، المتاخمة لرواندا، والتي شهدت العديد من عمليات القتل وعودة ظهور جماعة إم 23 المسلحة التي احتلت مساحات شاسعة من الأراضي في الأشهر الأخيرة. لكن هذه المحطة التي كانت مدرجة في الرحلة التي كانت مقررة في تموز 2022 ثم تم تأجيلها، ألغيت بسبب المخاطر على سلامته.

 

والأربعاء استمع البابا البالغ من العمر 86 عاما الى "المعاناة الفظيعة" لأربعة ضحايا في شهادات حية تصف "أشخاصا مقطعين ونساء اخرجت احشائهم ورجالا قطعت رؤوسهم"، بينما عرضت نساء أذرعهن المشوهة أمام الحبر الأعظم الذي بدا في غاية التأثر.

 

وروت إميلدا مكارهونغولو "سوء المعاملة" التي تعرضت لها لمدة ثلاثة أشهر ك"جارية". واضافت "أحيانا كانوا يخلطون رؤوس أشخاص مع لحوم الحيوانات. كان طعامنا اليومي". وقال البابا "أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، شكرًا لكم. شكرًا لكم على هذه الشّهادات. يَصدُمُنا العنف اللاإنساني الذي رأيتموه بعيونكم وعانيتم منه في أجسادكم. لا توجد كلمات نقولها. إلّا البكاء، والتزام الصّمت".

 

 

قداس ضخم

 

وتناقضت هذه الشهادات مع الأجواء الاحتفالية والمليئة بالحماسة صباحا خلال قداس ضخم في كينشاسا التي يبلغ عدد سكانها حوالى 15 مليون نسمة.

 

وتجمع أكثر من مليون شخص بحسب السلطات الأربعاء في كينشاسا وسط التراتيل والرقص للمشاركة في قداس ضخم أقامه البابا فرنسيس في الهواء الطلق على مدرج مطار ندولو في شرق العاصمة. وصل الكثير من المؤمنين منذ مساء الثلاثاء حيث أمضوا ليلتهم.

 

ووصل الحبر الأعظم في السيارة البابوية وحيا الحشود التي استقبلته ملوحة بالاعلام ومؤدية أناشيد تقليدية في أجواء حماسية للغاية تحت شمس ساطعة ووسط انتشار أمني كبير.

 

وقال أدريان لوكا الذي وصل قبيل الفجر لوكالة فرانس برس "عندما زار البابا يوحنا بولس الثاني مرة أولى كنت في الخامسة عشرة والان وقد أصبحت في الخامسة والخمسين من المهم جدا بالنسبة لي أن أحضر القداس". وأضاف "وهو يرتدي قميصا ملونا يحمل شعار زيارة البابا "نسعى إلى المصالحة في بلدنا الذي يعاني مشاكل كثيرة وسيوجه البابا رسالة لكي تتركنا الدول المحيطة بنا لشأننا".

 

ومساء الأربعاء، ألقى البابا خطابه الثالث والأخير أمام ممثلي الجمعيات الخيرية في السفارة البابوية.

 

في خطابه الأول الذي القاه الثلاثاء ندد البابا بـ"الاستعمار الاقتصادي" المستشري خصوصًا في جمهورية الكونغو الديموقراطية التي يزخر باطنها بثروات كبيرة وبأرض خصبة فيما يعيش ثلثا سكانها البالغ عددهم نحو مئة مليون نسمة، يعيشون باقل من 2,15 دولارا يوميًا.

 

منذ وصوله يلقى البابا استقبالا شعبيا حارا مع تجمع عشرات آلاف الأشخاص على طول شوارع المدينة. وهي الزيارة الخارجية الأربعون للبابا فرنسيس منذ وصوله إلى السدة البابوية العام 2013 والخامسة له في إفريقيا. بعد كينشاسا، ينتقل الجمعة إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان الفتية وأحد أكثر بلدان العالم فقرا.