موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٩ مايو / أيار ٢٠٢٢
البابا فرنسيس: الجامعة هي المكان الملائم للتنشئة على الحوار وثقافة اللقاء

فاتيكان نيوز وأبونا :

 

قال البابا فرنسيس أن الجامعة هي "مكان انفتاح ذهني على المعرفة والحياة والعالم والتاريخ، كما أنّها مكان من أجل معرفة متكاملة للعالم وللإنسان؛ فكل طالب وطالبة هو عالم في حد ذاته. وهكذا يلتقي في الجامعة عالمان، عالم المعرفة وعالم الإنسان، أي الشخص بتاريخه وشخصيته وأحلامه وكفاءاته الفكرية والأخلاقيّة والروحيّة"، لافتًا إلى أن تحدي الجامعات يكمن في تعزيز لقاء هاذين الأفقين، أفق العالم وأفق الإنسان، كي يتمكنا من الحوار وكي ينشأ عن هذا الحوار نمو للإنسانيّة.

 

وخلال استقباله أساتذة وطلاب جامعة ماتشيراتا الإيطاليّة، تحدّث البابا فرنسيس عن نمو للشخص في المقام الأول، أي للطالب الذي يتكون وينضج في المعرفة وفي الحرية والقدرة على التفكير والعمل، والمشاركة بشكل نقدي ومبدع في الحياة الاجتماعيّة والمدنيّة بكفاءته الخاصة الثقافية والمهنية. وذكّر في هذا السياق بتأملات القديس جون هنري نيومان حول الجامعة، والتي ذكّر فيها أن الشاب يشكِّل في الوسط الجامعي ثوبًا ذهنيًا يستمر طوال الحياة، يتألف من الحرية والعدالة، الهدوء والاعتدال والحكمة.

 

كما أشار قداسته إلى ما لفت إليه القديس واللاهوتي الإنجليزي عن كون هذا الثمرة الخاصة لما تقدّمه الجامعة من تعليم مقارنة بمؤسسات التعليم الأخرى، ووصف هذا بالهدف الأساسي للجامعات في اهتمامها بالطلاب. وأكد البابا فرنسيس أن هذا النمو الإنساني للشخص لا يمكنه إلا أن يؤثر بشكل إيجابي على المجتمع، ومن هذا المنطلق فإن التركيز على التنشئة، على المدارس والجامعات، هو الاستثمار الأفضل من أجل مستقبل سلام.

 

وحول لقاء الثقافات المختلفة، أوضح البابا بأنّ هذا ليس شيئًا يحدث بشكل تلقائي، فلا يكفي الجمع بين أساتذة وطلاب من انتماءات مختلفة، بل يجب إنماء ثقافة اللقاء بينهم. وقدّم في هذا السياق شخصيّة الكاهن والمرسل الإيطالي ماتيو ريتشي اليسوعي (1552-1610) الذي عزّز الحضور الكاثوليكي في الصين، فبعد الجهود الأوليّة التي بذلها القديس فرنسيس كزافييه، استطاع هذا "البطل العظيم لثقافة الحوار" كما وصفه البابا، تعزيز عمل الإرساليات اليسوعيّة في الصين ليس فقط من خلال كتاباته وأعماله، إنما لأنّه كان "رجل لقاء تجاوز عن كونه أجنبيًا وأصبح مواطنًا في العالم".