موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٥ مايو / أيار ٢٠١٩
الأونروا والتصدي للمؤامرة الأميركية

محمد سويدان :

منذ أن أوقفت الإدارة الأميركية المبالغ المالية التي كانت تقدمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اتضحت معالم الخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية (صفقة القرن).

فالخطة التصفوية الأميركية، تقضي بالغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم الذين هجروا وشردوا منه عنوة لإقامة كيان الاحتلال. حق العودة للاجئين الفلسطينيين حق تعترف وتقر به الأمم المتحدة والقوانين الدولية ودول العالم قاطبة باستثناء الولايات المتحدة وكيان الاحتلال.

إن حق العودة، والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية والدولة الفلسطينية المستقلة، هي عناوين لأي حل عادل للقضية الفلسطينية وفق القرارات الأممية، فيما يعتبر التنازل عن هذه العناوين خيانة بكل ما في الكلمة من معنى.

لذلك، وعن تخطيط مسبق، لتصفية القضية الفلسطينية، اتخذت واشنطن سلسلة من القرارات والمسارات، على رأسها وقف المساعدات المالية لـ”الأونروا”، والاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، ونقل السفارة الأميركية اليها، والاعتراف بشرعية المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

خطوات الإدارة الأميركية السابق ذكرها، جزء رئيسي في “صفقة القرن” التي أعلنت واشنطن، عن بعض ملامحها، ومنها ما اتخذته سابقا.. أما جديدها، فهو المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في البحرين نهاية الشهر المقبل “بهدف مناقشة الجانب الاقتصادي لخطتها للسلام في المنطقة” بحسب ما أعلن المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات.

وبالتزامن مع المؤتمر الاقتصادي، تنشط واشنطن بمسار حل والغاء “الأونروا”، فوجود هذه المنظمة الأممية، يعني بقاء الاعتراف الدولي بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم.. وحلها يعني إنهاء هذا الحق.

وهذا الأمر، جوهر “صفقة القرن”، فغرينبلات دعا الاربعاء الماضي لحل “الأونروا”، حيث قال “إن الوقت قد حان لكي تتسلم الدول المستضيفة للاجئين والمنظمات غير الحكومية الخدمات التي تقدمها الوكالة الدولية”.

غياب “الأونروا” يعني، من وجهة نظر الإدارة الأميركية وكيان الاحتلال، تصفية قضية عودة اللاجئين، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية.. فجوهر “صفقة القرن” هو تحويل الفلسطيني من مطالب بالعودة والاقامة بوطنه واقامة دولته المستقلة، إلى إنسان يعيش على أرض ليست له، ولكن في ظروف اقتصادية ومعيشية مناسبة. أي مقايضة الوطن بوضع اقتصادي ومعيشي جيد.

اعتقد، أن الحفاظ على “الأونروا” أولوية وطنية فلسطينية وعربية بالدرجة الاولى وعالمية بالعموم.. يجب كسر المخططات الأميركية على هذا الصعيد، من خلال تقديم الدعم المالي المناسب حتى تحافظ “الأونروا” على وجودها وخدماتها للاجئين الفلسطينيين. إن الحفاظ على “الأونروا” هو انتصار كبير على الإدارة الأميركية والاحتلال وعلى “صفقة القرن”

(الغد الأردنية)