موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٨ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
الأب ماسيمو فوساريلي: بداية معرفة أفضل ومرافقة أشد للأرض المقدسة
تقرير حول زيارة الرئيس العام لرهبنة الأخوة الأصاغر (الفرنسيسكان) إلى الأرض المقدسة

حراسة الأراضي المقدسة :

 

انتهت يوم الأحد، الموافق 24 تشرين الأول، الزيارة المكثفة التي قام بها الرئيس العام لرهبنة الإخوة الأصاغر، الأب ماسيمو فوساريلي، إلى حراسة الأرض المقدسة. وقد صرّح الأب فوساريلي في ختام زيارته: "في هذه الأيام، تلقيت تأكيدًا على ضرورة القيام بجميع الأعمال التي يقوم بها الإخوة الأصاغر هنا وعلى أهمية هذه المهمة. وهذه ليست سوى بداية معرفة أعمق ومرافقة أفضل لهذا الواقع، الجميل والهش في الوقت نفسه، الذي يحتاج إلى كل مساعدتنا بصفتنا رهبنة الإخوة الأصاغر".
 

الأب فوساريلي يقبّل الحجر الذي دهن جسد يسوع بالطيب

كان أول عمل رسمي خلال هذه الزيارة هو الدخول الرسمي إلى بازيليك القيامة، ظهر الأربعاء 20 تشرين الأول.

 

انطلق الموكب الطويل من باب الخليل، في بلدة القدس القديمة، بحضور ممثلين عن الكنائس، وعن المجلس الاستشاري لحراسة الأرض المقدسة، إضافة إلى نائب حارس الأرض المقدسة، يتقدمهم القواسة التابعون لمختلف الكنائس والعديد من الرهبان الفرنسيسكان الذين حضروا خصيصًا لأجل هذه المناسبة. ولدى وصولهم إلى أمام باب الكنيسة وقبل الدخول إليها، حيا كل من الرئيس العام والنائب العام ونائب الحارس وحارس دير المخلص، رسميًا سائر ممثلي الكنائس الثلاثة المقيمة في كنيسة القيامة.

 

ووفقاً لما تمليه التقاليد، انحنى الرئيس العام لتقبيل الحجر الذي عليه دُهن جسد يسوع بالطيب. وهناك أيضًا التقى الرئيس العام بحارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، الذي قال: "مرحبًا بك في الأرض المقدسة، ومرحبًا بك في مدينة أورشليم المقدسة. مرحبًا بك في أقدس مكان في العالم المسيحي، بازيليك القبر المقدس، المكان الذي تمّت فيه إرادة الآب".

 

انتقل الموكب بعد ذلك في تطواف نحو القبر المقدس، الذي يقع في وسط قبة كنيسة القيامة، وبعد صلاة قصيرة داخل القبر المقدس وإعلان الأب الحارس للإنجيل المقدس، ألقى الأب فوساريلي كلمة قصيرة. وفي نهاية هذه اللحظة، شارك الرهبان الفرنسيسكان كلهم في المسيرة الاحتفالية التي تُقام يوميًا في الأماكن المقدسة الواقعة داخل كنيسة القيامة.

الأب فوساريلي يحتفل بالقداس أمام القبر المقدس بكنيسة القيامة

في اليوم التالي، ترأس الأب فوساريلي القداس اليومي أمام القبر المقدس.

 

ومما جاء في عظته خلال القداس: "إنه لمن دواعي سروري هذا الصباح أن أجمع كافة أعضاء رهبانيتنا، رهبانية الإخوة الأصاغر، حول القربان الأقدس، لشكر ربنا على العديد من علامات الحياة التي تسكنها والصلاة من أجل أن تكون أكثر وفاءً لحماس فجر القيامة، والإيمان الذي تلقيناه من الآباء، والمستقبل الذي يفتحه لنا القائم من بين الأموات. لقد قام الرب حقًا، هللويا! يمكننا أن نعلن ذلك لبعضنا البعض، لنكون جماعة القائمين من بين الأموات التي تعلن الرب القائم من بين الأموات وتسمح له بأن يكون حاضرًا في هذا الزمان، على هذه الأرض، في هذه الكنيسة وفي هذه الأخوية".

لقاء الأب فوساريلي بالرهبان الفرنسيسكان في دير المخلص بالقدس

تواصل برنامج فترة ما بعد الظهر بزيارة مبنى مدرسة ترسنطا في القدس، ولقاء الإخوة الأصاغر في سنوات التنشئة في دير المخلص. وبعد اللقاء مع جميع إخوة الحراسة، صباح الجمعة 22 تشرين الأول، ومشاركة الرئيس العام في رياضة درب الصليب التي يقيمها الرهبان الفرنسيسكان أسبوعيًّا في شوارع مدينة القدس، جرى الدخول الرسمي إلى بازيليك المهد في بيت لحم، يوم السبت 23 تشرين الأول.

الدخول الرسمي لكنيسة المهد في بيت لحم

تم هذا الدخول الإحتفالي وفقًا للعادة. وكانت المحطة الأولى أمام دير مار الياس اليوناني الأرثوذكسي، حيث حيا الرئيس العام والمجلس الاستشاري الخاص بحراسة الأرض المقدسة، الممثلين عن رعية بيت جالا. أما المحطة الثانية فكانت عند قبر راحيل، حيث تمكن الوفد من مقابلة أبناء رعية اللاتين في بيت لحم. وسبقت هذه اللحظات المحطةَ الأخيرة داخل المدينة، حيث انطلق الموكب في تطواف طويل عبر شارع النجمة، بقيادة الشرطة والفرق الكشفية المحلية. استقبل طلاب مدرسة ترسانطا في بيت لحم الرئيس العام والوفد الفرنسيسكاني بأكمله، مرافقينهم نحو كنيسة المهد.

 

لدى وصوله إلى ساحة المهد، مقابل مدخل الكنيسة، تلقى الرئيس العام ترحيبًا حارًا من قبل مجموعة كبيرة من الممثلين عن المجتمع المدني والمسيحي في بيت لحم. وفي نهاية الاحتفال الليتورجي المخصص للدخلات الاحتفالية بشكل عام، استقبل حارس الأرض المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، الرئيس العام مرافقًا إياه في زيارته داخل كنيسة المهد. وبعد أن رحب بممثلي الكنائس الثلاثة التي تعيش معًا داخل بازيليك بيت لحم، قاد الأب الحارس الرئيس العام إلى كنيسة القديسة كاترينا، التابعة للقسم الفرنسيسكاني من كنيسة المهد.

الأب فوساريلي في كنيسة القديسة كاترينا، المحاذية لكنيسة المهد

في كنيسة القديسة كاترينا، وجه الأب الحارس بضع كلمات ترحيب بالرئيس العام، مقدمًا له مدينة بيت لحم، والعمل الرعوي المحلي، إضافة إلى المدرسة والرعية، كما وتطرق إلى الصعوبات التي واجهها هذا المكان في الزمن القريب والماضي البعيد. وقال: "إن العامين الماضيين، وبسبب الوباء، كانا عامين صعبين للغاية، ولا تزال المدينة تعاني من الوباء ومن نقص الحجاج. نأمل أن يتمكن الحجاج قريبًا من العودة وزيارة هذا المكان، وزيارة الأماكن المقدسة ومساعدة المسيحيين المحليين. أنت اليوم علامة أمل".

 

من ناحيته، أجاب الأب فوساريلي على هذه الرسالة أولاً بتوجيه الشكر إلى الحاضرين على قدومهم وترحيبهم به. "أشعر بعلاقة خاصة بين اقليمي الفرنسيسكاني الأصلي، إقليم لاتسيو أبروتسو، ومدينة بيت لحم. وهناك أيضًا، في غريتشو، أراد القديس فرنسيس إحياء عيد الميلاد ورؤية الطفل يسوع بعيون جسده، وكما كان الأمر في ذلك اليوم، كذلك فإنه عيد الميلاد هنا أيضًا، وهو يوم أمل وفرح. أتمنى أن تحافظوا على الأمل في مستقبل أفضل. أعدكم بصلواتي من أجلكم".

 

بعد ظهر يوم السبت، زار الرئيس العام مركز بيتشيريلّو للحرف اليدوية، وهو مشروع نفذته مؤسسة يوحنا بولس الثاني عام 2014 بالتعاون مع حراسة الأرض المقدسة. تم إنشاء هذا المشروع لتلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية لسكان المدينة، وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة. وفي مساء اليوم نفسه، عُقد لقاء في القدس مع رهبان العائلة الفرنسيسكانية، سبقته حفلة موسيقية في معهد مانيفيكات الموسيقي، قدمها مديرها الأب ألبيرتو باري. خلال الاجتماع، ركز الرئيس العام على الكلمات الرئيسية الثلاثة المختارة للسينودس الذي سيعقد ما بين عامي 2021-2023: الشركة والمشاركة والرسالة.

الأب فوساريلي يصلي في كنيسة البشارة السفلى

تم تكريس اليوم الأخير، يوم الأحد 24 تشرين الأول، لزيارة مدينة الناصرة. ولدى وصوله الاحتفالي إلى مزار البشارة، حيث تقدمته مجموعة من الكشافة المحليين الذين استقبلوه ورافقوه إلى مدخل الكنيسة، استقبله حارس الأرض المقدسة الأب باتون، ثم قاده في زيارة إلى مغارة البشارة، حيث توقف الرئيس العام لفترة وجيزة من الصلاة، قبل أن يرافقه الأب الحارس إلى المذبح الرئيسي في البازيليكا السفلى.

 

وبعد قراءة الإنجيل باللغة العربية من قبل كاهن الرعية، الأب مروان دعدس، ألقى حارس الأرض المقدسة، بضع كلمات تمهيدية في شأن هذا المكان قائلاً: "مرحبا بك في الناصرة، في هذا المكان الخاص الذي بدأ فيه عمل فدائنا. وإننا نعهد برسالتك وبك شخصيًا إلى حماية العذراء مريم: فلتكن على أهبة لكي تجيب ’هاءنذا‘ بطريقة شخصية على دعوة الله لك".

 

بعد ترنيمة قصيرة، أجاب الأب فوساريلي بدوره على هذا الخطاب، قائلاً: "في نهاية المجمع العام، توجهت أنا والنائب العام إلى مزار البورتسيونكولا كي نعهد إلى العذراء مريم بأمر خدمتنا: اليوم، في الناصرة، نريد أن نفعل الأمر نفسه، فنعهد إليها بجميع الإخوة والأخوات في رهبانيتنا، حتى نكون إخوة وأصاغر في هذه اللحظة من حياتنا". وأعقب رتبة الدخول الاحتفالي، الاحتفال بالقداس الإلهي في البازيليكا العليا ومن ثم تلاوة صلاة التبشير الملائكي، وقد ترأس كلا الرتبتين الرئيس العام نفسه.

الأب فوساريلي في كنيسة البشارة بمدينة الناصرة

من ثم توجّه الرئيس العام إلى مزار كفرناحوم، على ضفاف بحيرة طبريا.

 

وقال الأب ماسيمو فوساريلي في ختام زيارته: "في أسرع وقت ممكن، سأذهب إلى سوريا ولبنان. لقد أرادنا فرنسيس أن نكون أدوات ورجال مصالحة وسلام، جنبًا إلى جنب مع الناس، مقدمين لهم الدعم، دون تركهم وحدهم أبدًا. استمروا في تأمين العيش والتعليم والتربية المشتركة بين مختلف الشعوب والأديان التي تعيش هنا، حتى نقدم لهم مستقبل السلام: أعتقد أن هذه هي دعوتنا بالتحديد".