موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١١ يوليو / تموز ٢٠٢٢
الأب برنارد بوجي يترأس أول قداس باللغة العربية في شيكاغو للجماعة الكاثوليكية

أبونا :

 

ترأس الأب برنارد بوجي، رئيس المعهد الإكليريكي البطريركي في بيت جالا، أمس الأحد 10 تموز 2022، القداس الإلهي، ولأوّل مرة باللغة العربيّة، في كنيسة السيّدة العذراء، في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة، بمشاركة لفيف من العائلات التي تتبع الطقس اللاتيني، وبالأخص من الأردن وفلسطين.

 

وألقى الأب بوجي عظة تطرّق فيها إلى نصوص القراءات التي تقدّمها الكنيسة في هذا الأحد.

 

وقال: يخبرنا السيد يسوع المسيح في نص إنجيل اليوم عن الرجل الذي نزل من أورشليم إلى أريحا، وهي المدينة التي تمثّل الخطيئة في الكتاب المقدّس. ورغم تعرّضه للسرقة والضرب من قبل جماعة لصوص، لم يلتفت إليه الكاهن، الذي يخدم الهيكل، ولا اللاوي، الذي من المفترض أنّه حافظ للشريعة، بالرغم من أنهما من نفس جسد ودم هذا الرجل. وأشار إلى أنّ هذا الأمر يتكرّر معنا في الحياة اليوميّة، ففي لحظات الضعف والحاجة والعوز لا نجد المساعدة والتي من المفترض أن تأتي من القريب.
 

أضاف: يحدث لنا هذا الأمر أيضًا عندما لا نكون متحدين كجماعة. نشعر أحيانًا أن أفراد جماعتنا، الذين هم من لحمنا ودمنا، لا يهتمون لأمرنا، ولا يريدون لنا الخير. لكن نص إنجيل اليوم يأتي ليذكرنا بمن هو القريب ومن هو الأخ والأخت. نحن نترك أطفالنا في أرض الخطيئة، ونتركهم يعيشون حياة بعيدة عن الله. وعندما يتعرضون للضرب والمصاعب الناجمة عن رغباتهم الفرديّة وسلوكهم الطرق الخاطئة، إلا أننا ندير وجوهنا عنهم، ونتركهم للموت من دون أمل.

 

تابع: هذا هو سبب أهميّة المجتمعات. ففي هذه المجتمعات نقلت إلينا وديعة الإيمان وثقافة ما هو خير وصالح. ونحن نريد هذا الأمر لأطفالنا أيضًا. نريد لهم أن يعيشوا حياة إيمانيّة مخلصة. وهذا هو السبب في أننا يجب أن نكون جماعة واحدة متحدة. وهذا هو السبب أيضًا بأنّ العناية الراعويّة للجماعات في المهجر هي جزء من المهمّة التي يمكن للبطريركيّة اللاتينيّة أن تقدمها لكم أيها المسيحيون العرب الأمريكون في شيكاغو. يمكننا أنّ نقدّم لكم إيمان الآباء، وإيمان التلاميذ، كما الثقافة التي ينمو فيها هذا الإيمان ويزدهر.

20 عامًا من الحلم

 

وعلى مائدة الغداء الذي أقيم في قاعة الرعيّة، ألقى السيد مجدي خليل بدر كلمة قال فيها، باسم العائلات المشاركة:

 

أيها الأصدقاء، بكلّ سرور وامتنان إلى الرب نجتمع اليوم أسرة واحدة، تحت مظلة الرب الآب الرحيم، وفي هذه الكنيسة التي تحمل اسم الأم السماويّة مريم.

 

كلّنا امتنان لأبرشية جوليت، وأبرشيّة شيكاغو لإتاحة الفرصة لنا أن نحتفل بهذا الأحد المقدس، وهو يوم الرب ويوم الشعب المسيحي. وكلنا امتنان أيضًا، عبر المحيطات والبحار، للبطريركيّة اللاتينيّة، أمنا العزيزة في الأرض المقدّسة. ونحيي اليوم الأب برنارد بوجي، رئيس المعهد الإكليريكي في بيت جالا، على مجيئه معنا، ومن خلاله نُحيي غبطة البطريرك وأسرة البطريركيّة اللاتينيّة العزيزة.

 

في هذه الذبيحة الإلهيّة، جئنا للصلاة معًا. نحن أبناء كنيسة الأرض المقدّسة، وبالأخص من الأردن وفلسطين. وقد جمعنا الرب هنا في هذه البلاد التي نكنُّ لها كلّ تقدير واحترام. لكننا نريد أن نكون أمناء لجذورنا الإيمانيّة ومحبتنا لتراث الآباء والأجداد. ومن أجل الحفاظ على لغتنا العربيّة التي تحدثنا فيها وصلينا فيها الأبانا والسلام والمجد لأوّل مرّة.

لم نؤسس الرعيّة بشكل رسميّ بعد، لكننا سنواصل التفكير والصلاة معًا، بالتعاون من نيافة الكاردينال في شيكاغو، ومع البطريركيّة اللاتينيّة، من خلال أبونا برنارد الذي أوكل إليه غبطة البطريرك هذه المهمة للتنسيق والمتابعة. ونرجو منكم إبلاغ الإخوة والأخوات الغائبين بأننا نريد أن نكون الأسرة الجديدة: أسرة الناطقين بالعربيّة للكنيسة الكاثوليكيّة في مدينة شيكاغو.

 

لقد حلمنا بهذا الأمر لأكثر من عشرين عامًا، وصلينا وفكرنا، وجاءنا بطريرك تلو الآخر، وها نحن نقف على مشارف تحقيق هذا الحلم بأن نكون الجماعة المسيحيّة العربيّة الكاثوليكيّة. وحين نقول كاثوليكيّة فإننا لا نستثني أحدًا من الانضمام. فكنيسة المسيح مفتوحة للجميع، وهي لا تنشأ اليوم لتنافس أحدًا، أو لتنغلق على نفسها، ولا لتستثني أحدًا من حبها. إنّ كنيسة المسيح الواحدة الجامعة الرسوليّة، هي للجميع، وأهلاً وسهلاً بالجميع.

 

لقد أنشأنا صفحة على الفيسبوك لتكون محطة لتبادل الخبرات والصور والأخبار المتعلقة بنشاطاتنا، وسننشىء إن شاء الله موقع واتساب لإخباركم بكل جديد. أهلاً وسهلاً بكم جميعًا. شكرًا مجددًا للأب برنارد ولكل من ساهم بإنجاح هذا القداس، من الخدام والقراء والمرنمين والعازفين.

 

الله يزيد ويبارك، وإلى الأمام يا كنيستنا.