موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
اختتام المرحلة الأبرشية لمسيرة تطويب أول كاهن ينال السيامة وهو مصاب بالشلل الرباعي
جعل من خبرته الشخصيّة كمصاب بالشلل رسالة خدمة لأولئك الذين يعانون من إعاقات...
خادم الله الأب بيل أتكينسون، الكاهن والراهب الاغناطي (1946-2006)

خادم الله الأب بيل أتكينسون، الكاهن والراهب الاغناطي (1946-2006)

أبونا :

 

بدأت مسيرة "خادم الله" الأب بيل أتكينسون، الكاهن والراهب الاغناطي الذي توفي عام 2006، خطوتها الأولى من عملية التطويب والقداسة. ففي احتفال أقيم يوم الثلاثاء الموافق 19 تشرين الأول 2021، أغلقت أبرشية فيلادلفيا بالولايات المتحدة، رسميًّا، المرحلة الأبرشيّة لطلب التطويب.

 

هذا ومن المنتظر أن تقوم الأبرشيّة بتسليم جميع الوثائق إلى روما لمزيد من الدراسة والتمحيص.

 

ويُعد الأب بيل أول شخص ينال الرسامة الكهنوتيّة وهو مصاب بالشلل الرباعي. فقد أصيب بهذا الشلل الممتد من أسفل الرقبة في حادث تزلج حدث له خلال سنته الأولى من الابتداء في رهبنة القديس أغسطينوس، المعروفة أيضًا باسم "الأغسطينيين".

 

وغالبًا ما كان يزور المستشفيات ويتحدّث مع قدامى المحاربين الذين أصيبوا بالمعارك، مستخدمًا تجربته الشخصيّة كمصاب بالشلل لخدمة أولئك الذين يعانون من إعاقات. ورغم قيامه بالخدمة وممارسة كهنوته في سياق قيود جسدية كبيرة، إلا أنها لم تؤثر على قدرته العقلية أو على إرادته ورغبته في الخدمة.
 

❖ من هو الأب بيل؟

 

ولد الأب بيل في فيلادلفيا عام 1946، ودخل مرحلة الابتداء بعد عام من عمله في الأكاديمية الأغناطية في ستاتن آيلاند، بنيويورك. وبعد الحادث، لم يكن من الواضح إن كان الأب بيل سينجو، لهذا أُتيحت له الفرصة لإعلان نذوره الأولى وهو على سرير المستشفى. ليبدأ من بعدها مسيرة طويلة من إعادة التأهيل، والتي استمرت طيلة سنوات الابتداء.

 

وبعد مرور حوالي تسع سنوات من الحادث، أكمل الأب بيل دراسته. ووجّه رسالة خطيّة إلى البابا بولس السادس يطلب منه بأن يُسام كاهنًا. وقد منحه البابا القديس الإذن بالقول: "نعم، هذا ممكن". وفي 2 شباط من العام 1974 نال الأب بيل السيامة الكهنوتيّة.

 

توفي الأب بيل في 15 أيلول 2006 في دير القديس توما في جامعة فيلانوفا. بعد عدّة سنوات، قرّرت الرهبنة الأغسطينيّة دراسة إمكانيّة تقديم دعوى للبدء في مسيرة إعلان تطويبه ومن ثمّ قداسته. وبالفعل تم عقد لقاءات مع أقارب الأب بيل، بالإضافة إلى الرهبان والأصدقاء والمسؤولين عن رعايته.

❖ مسيرة التطويب

 

وبعد تجميع المواد والوثائق على مدار أشهر، عقد لقاء مع رئيس أساقفة أبرشيّة فيلادلفيا تشارلز شابوت، الذي نقل الطلب إلى طاولة مجلس الأساقفة الكاثوليك بالولايات المتحدة الأميركيّة. وكان جوابهم إيجابيًا. وفي عام 2015، عيّن رئيس الأساقفة شابوت محكمة ولجنة من المؤرخين لدراسة الدعوى، وقد كُلفت أيضًا بمهمة إجراء مقابلات مع أشخاص عرفوا الأب بيل عن قُرب.

 

وكان الاحتفال في كنيسة القديس توماس في فيلانوفا، في 19 تشرين الأول الحالي، بمثابة النهاية الرسميّة الأولى من هذه المسيرة. وتم خلالها ختم الوثائق استعدادًا لإرسالها روما، حيث سيُنظر فيها قبل أن تُرسل إلى مجمع دعاوى القديسين بالفاتيكان للتأكد من اكتمال العملية بشكل صحيح. واليوم، فإن هذه الدعوى بحاجة إلى معجزة تحدث بشفاعة الأب بيل. وإن حدثت، فيمكن عندها تسريع قضيّة التطويب.