موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٨ أغسطس / آب ٢٠٢٢
أساقفة أمريكا اللاتينية يعبرون عن قربهم من الكنيسة في نيكاراغوا

أبونا :

 

مع استمرار احتجازه رهن الإقامة الجبريّة داخل مقرّ إقامته، أعرب مجلس الأساقفة الكاثوليك في بلدان أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي عن قربهم "الأخوي" و"الصداقة والشراكة الأسقفيّة" مع المطران رولاندو خوسيه ألفاريز، أسقف مدينة ماتاغالبا، شمال شرق البلاد.

 

وقد مُنع الأسقف ألفاريز من مغادرة دار المطرانيّة منذ 4 آب الحالي، عندما منعته الشرطة من الذهاب إلى الكاتدرائيّة المحليّة للاحتفال بالقداس، بعدما أعرب عن انتقاده لإغلاق الحكومة لخمس محطات إذاعية كاثوليكيّة في وقت سابق من الأسبوع الماضي.

 

وتم التقاط الصورة في مقطع فيديو تم نشره على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شوهد المطران راكعًا ورافعًا يديه، يشرح أن السلطات لم تمنحه الإذن بالذهاب إلى الكاتدرائيّة. ويظهر مقطع فيديو ثانٍ الأسقف ألفاريز وهو يحمل القربان الأقدس في الشارع، ويقوم شرطي بمنعه.
 

إغلاق خمسة محطات إذاعيّة كاثوليكيّة

 

ونسّق المطران ألفاريز شبكة إعلاميّة مكوّنة من خمس محطات إذاعيّة كاثوليكيّة، كانت حكومة نيكاراغوا قد أغلقتها في وقت سابق من هذا الأسبوع، وذلك بسبب ما وصفته بوجهات نظرها الانتقاديّة لإدارة الرئيس دانييل أورتيغا وزوجته، ولنائبة الرئيس روزاريو موريلو، والتي بدورها هاجمت، بشكل غير مباشر، الأسقف ألفاريز على أنّه "يناور مستخدمًا الرموز الدينية".

 

وبحسب معهد نيكاراغوا للاتصالات السلكيّة واللاسلكيّة، فقد افتقرت وسائل الإعلام، بما في ذلك راديو هيرمانوس "الإخوة" في ماتاغالبا، إلى الترخيص اللازم، على الرغم من أنّ الأبرشيّة تقول أن الوثائق المطلوبة للترخيص قد تم تقديمها إلى السلطات المختصّة من قبل المطران ألفاريز نفسه عام 2016.

صرخة دوليّة

 

ولقي الإغلاق إدانة شديدة من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ولجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان.

 

في غضون ذلك، أصدر مجلس الأساقفة الكاثوليك في بلدان أمريكا اللاتينيّة والبحر الكاريبي بيانًا، الجمعة، للتعبير عن تضامنه مع الكنيسة المعذّبة وشعب نيكاراغوا، وقال بأنّه "حزين للغاية" للأحداث الأخيرة، بما في ذلك "مضايقة الكهنة والأساقفة، وطرد الجمعيات الرهبانيّة، وتدنيس الكنائس وإغلاق الإذاعات".

 

وجاء في البيان: "إننا نرافق إخواننا الذين يسعون بطرق مختلفة إعطاء صوت لمن لا صوت لهم، من أجل بناء حوار يؤدي إلى الوحدة والسلام". ودعا أساقفة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي جميع المؤمنين إلى "الانضمام في الصلاة من أجل شعب نيكاراغوا وقادته وسلطاته والكنيسة... لأنّه إذا تألم عضو تألّمت معه سائر الأعضاء" (1 كور 12: 26).

علاقات متوترة بين الحكومة والكنيسة

 

هذا وتوترت العلاقات بين حكومة "جبهة الساندينية للتحرير الوطنيّ" والكنيسة الكاثوليكيّة المحليّة منذ عام 2018، عندما قامت سلطات نيكاراغوا بقمع الاحتجاجات ضد سلسلة من الإصلاحات المثيرة للجدل في نظام الضمان الاجتماعي.

 

وعلى الرغم من محاولات الوساطة في الأزمة، تمّ في نهاية المطاف منع الأساقفة من المشاركة في الحوار. وتفاقمت العلاقات بعد انتخابات 2021 المثيرة للجدل، والتي أعلنت فوز الرئيس أورتيغا، وسط مزاعم بالتزوير والاضطهاد السياسي لمرشح رئاسي منافس.

 

منذ اندلاع الأزمة، كانت الكنيسة هدفًا لما يقرب من 200 اعتداء وتدنيس، بالإضافة إلى مضايقة وترهيب الأساقفة والكهنة. في عام 2019، أُجبر النائب الأسقفيّ لأبرشيّة العاصمة ماناجوا، سيلفيو خوسيه بايز، على مغادرة الأبرشيّة بناءً على طلب البابا فرانسيس بعد تلقيه عدة تهديدات بالقتل.

طرد السفير الفاتيكاني وراهبات الأم تريزا

 

في أوائل شهر تموز الفائت، طردت الحكومة رهبانيّة مرسلات المحبّة، بعدما إغلقت مؤسسة خيريّة تديرها الراهبات، إلى جانب 100 منظمة غير حكوميّة، بما في ذلك العديد من من المؤسسات الكاثوليكيّة، وذلك لما وصفته بأنهم فشلوا في الامتثال لالتزامات القانون.

 

وفي آذار من هذا العام، أعلنت ماناجوا السفير الفاتيكاني المطران فالديمار ستانيسلاف سومرتاغ، "شخصًا غير مرغوب فيه"، وتمّ طرده. وقد أعرب الفاتيكان عن دهشته وأسفه، وأوضح بأنّ هذا الإجراء "غير مفهوم، فخلال مهمته عمل رئيس الأساقفة سومرتاغ بتفانٍ عميق من أجل خير الكنيسة والشعب في نيكاراغوا، وسعى دائمًا إلى تعزيز العلاقات الطيبة بين الكرسي الرسولي وسلطات نيكاراغوا".