موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٩ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٣

سِيرَةٌ حياتيّةٌ موجزةٌ للبابا بِنِديكْتُس السَّادس عشر (2)

بقلم :
د. أشرف ناجح عبد الملاك - كولومبيا
ليكن فرحك كاملًا في سماع صوته نهائيًا وإلى الأبد!

ليكن فرحك كاملًا في سماع صوته نهائيًا وإلى الأبد!

 

5. تعاليمُه الحبريّة

 

بعد نياحة البابا بِنِديكْتُس السَّادس عشر، وفي أوّل لقاءاته العامّة للعام 2023 (الـ4 من يناير/كانون الثّاني)، وصف البابا فرنسيس سَلَفَه بهذه الكلمات المعبِّرة: «كان معلّمًا كبيرًا في التّعليم المسيحيّ. لم يكن تفكيره الثّاقب والدّمث مرجعيّة لذاته، بل كان تفكيره مرجعيّة كنسيّة، لأنّه أراد دائمًا أن يرافقنا إلى اللقاء مع يسوع. يسوع، المصلوب والقائم من بين الأموات، الحيّ والرّبّ، كان هدفًا قادنا إليه البابا بنديكتس، وأخذنا بيدنا إليه. ليساعدنا على أن نكتشف من جديد في المسيح فرح الإيمان ورجاء الحياة».

 

لقد شكَّل التّعليمُ المسيحيّ الذي قدّمه البابا بِنِديكْتُس السَّادس عشر كلّ يوم أربعاء لجماعة المؤمنين، في ساحة القدّيس بطرس أو في قاعة البابا بولس السّادس، خُطوةً هامّة في التّنشئة المسيحيّة لآلاف المستمعين المعاصرين. وعلاوةً على الموضوعات والرّسائل الموجَّهة إلى الدّبلوماسيّين، والشّباب، والعائلات، والحركات والجماعات الكنسيّة، وشعب المؤمنين، والكوريا الرّومانيّة، وكيانات أخرى في العالم، قد اتّضحت السّلطةُ التّعليميّة للبابا بِنِديكْتُس السَّادس عشر بشكل رسميّ، وبنوع خاصّ، في تعاليمه الموجودة في رسائله العامّة: "الله محبّة" (Deus Caritas est) و"بالرَّجاء مخلَّصون" (Spe Salvi) و"المحبّة في الحقّ" (Caritas in Veritate). وينبغي الآخذ في الاعتبار أيضًا الرّسالة العامّة "نور الإيمان" (Lumen Fidei)، التي أصدرها البابا فرنسيس في بداية حبريّته مؤكِّدًا على دور البابا بِنِديكْتُس السَّادس عشر في كِتابة وصياغة المُسَوَّدَة الأولى لهذه الرّسالة العامّة:

 

«تعتزم هذه الموضوعات حول الإيمان– في استمرارية مع كل ما نطقت به السلطة الكنسية حول الفضائل اللاهوتية– أن تنضم لما كتبه بيندكتس السادس عشر في الرسالتين العامتين حول المحبة وحول الرجاء. وقد كان قد أوشك على إنهاء المسودة الأولى للرسالة العامة حول الإيمان. وأنا شاكر له بعمق، وفي إخوة المسيح، أتولى عمله الثمين هذا، مضيفا للنص بعض المساهمات الإضافية. فخليفة القديس بطرس، بالأمس، واليوم، وغدا، هو دائما مدعو "لتثبيت الإخوة" في كنز الإيمان الذي لا حد له، والذي أعطاه الله كنور لدرب كل إنسان» (الرّسالة العامّة "نور الإيمان"، بند 7).

 

 

6. ثلاثيّتُه الكريستولوجيّة

 

حقّقت ثلاثيّةُ البابا راتسينغر-بِنِديكْتُس السَّادس عشر تحت عنوان "يسوع النّاصريّ"، والتي صدر مجلّدُها الأوّل في أبريل/نيسان للعام 2007، والثّاني في مارس/آذار للعام 2011، والثّالث في نوفمبر/تشرين الثّاني للعام 2012، نجاحًا حقيقيًّا للنشر في جميع أنحاء العالم. فمن العام 2007 إلى اليوم، وُزِعت منها أكثر من 7 ملايين نسخة، في 163 دولة؛ وقد بلغ عددُ ترجماتها إلى حوالي 54 لغة. وكما يعتقد كثيرٌ من الدّارسين، تُعدُّ هذه الثّلاثيّة بمثابة "الإِرْث" الذي تركه راتسينغر كإنسان، ومسيحيّ، وعَالِم لاهوت، وأسقف، وكاردينال، وبابا، للكنيسة والبشريّة جمعاء، إذ قد وضع فيها خبرته الإنسانيّة والإيمانيّة والعلميّة والتّعلميّة والقياديّة والرّوحيّة.

 

تكمن الأطروحة الجوهريّة لهذه الثّلاثيّة برمّتها، والتي تشير بدورها إلى ثقة المؤلِّف التّامّة في ما تقوله الأناجيل عن يسوع، في ما يلي– وفقًا لكلماته عينها: «[...] لقد أردتُ أن أحاول تقديم يسوع الأناجيل كيسوع الحقيقيّ و"كيسوع التّاريخيّ" بما تحمله هذه الكلمة مِن معنى. إنّني مقتنعٌ، وأرجو أن يلاحظ القارئ أيضًا هذا، أنَّ هذه الشّخصيّة هي أكثر منطقيّة، ومِن المنظور التّاريخيّ أيضًا هي أكثر فهمًا مِن محاولات إعادة هَيْكَلَتها التي وجب علينا مواجهتها في العشر سنوات الأخيرة. وأنا أعتقد أنّ يسوع هذا بالتحديد– أعني يسوع الأناجيل– هو شخصيّة معقولة ومُقْنِعة تاريخيًّا» (Gesù di Nazaret, parte prima, p. 18).

 

 

7. أعمالُه الكاملة

 

بين كِتابات راتسينغر العديدة، يحتلّ كتابه الأوّل "مدخل إلى المسيحيّة"، الذي نَشَره في عام 1968، مكانةً خاصّة، فقد كَتَبَه كأستاذ شاب، ويحتوي على الإرهاصات الأولى لفكره أيضًا؛ وهو بدوره عبارة عن تجميع لمحاضراته الجامعيّة حول قانون الإيمان الرّسوليّ. وفي العام 1973، نَشَر مجلّدًا بعنوان "العقيدة والوعظ"، وهو يجمع مقالاته وتأمّلاته ومواعظه المكرَّسة للحياة الرّعويّة. وفي العام 1977، بمناسبة عيد ميلاده الخمسين والعام الأوّل لخدمته كرئيس أساقفة "ميونيخ وفريسينج"، نَشَر سِيرةً ذاتيّة تحت عنوان "حياتي". وبمناسبة عيد ميلاده السّبعين، نُشِر كتاب "في مدرسة الحقيقة"، حيث أظهر بعضُ المؤلِّفين أبعادًا متنوّعة حول شخصيّته وفكره.

 

وكانت كِتابات البابا راتسينغر-بِنِديكْتُس السَّادس عشر، على مدار أعوام كثيرة، متعدّدة ومتنوّعة، وما زالت حتّى الآن بمثابة مراجع لاهوتيّة لإشخاص عدّة من جميع أنحاء العالم. ومن ضمن حواراته الشّخصيّة، نذكر ما يلي: في العام 1985، نُشِر له كتاب-حوار بعنوان "تقرير حول الإيمان"، وفي العام 1996 آخر بعنوان "ملح الأرض"، وفي العام 2005 آخر بعنوان "الله والعالم"، وفي العام 2010 آخر بعنوان "نور العالم"، وفي العام 2016 آخر بعنوان "الحوارات الأخيرة".

 

وفي المجمل، نُشِرت كِتابات البابا راتسينغر-بِنِديكْتُس السَّادس عشر كلّها في 16 مجلّدًا: 1) شعب وبيت الله في إكليزيولوجيا القدّيس أَوْغسطينُس؛ 2) فهم الوحي ولاهوت التّاريخ عند القدّيس بونافنتورا؛ 3) إله الإيمان وإله الفلاسفة؛ 4) مدخل إلى المسيحيّة؛ 5) أصل ومصير الإنسان؛ 6) يسوع النّاصريّ؛ 7) لاهوت المجمع؛ 8) علامة بين الشّعوب؛ 9) الوحي - الكتاب المقدّس - التّقليد؛ 10) القيامة والحياة الأبديّة؛ 11) لاهوت اللّيتورجيا؛ 12) مبشرو الكلمة وخُدّام فرحكم؛ 13) في حوار مع عصره؛ 14) عظات وخُطَب للسنة اللّيتورجيّة؛ 15) حياتي؛ 16) بيبليوغرافيا وفهارس.

 

 

8. نياحتُه ونَصُّ وصيّته الرّوحيّة

 

في السّاعة 9:34 (بتوقيت روما) من صباح يوم السّبت الموافق الـ31 من ديسمبر/كانون الأول للعام 2022، بدَيْر "ماتِر إكّليسيى" ("أمّ الكنيسة") الواقع في الفاتيكان، تنيّح البابا راتسينغر-بِنِديكْتُس السَّادس عشر، عن عمر يناهز الـ96 عامًا. وقد دُفِن في إحدى المقابر الموجودة أسفل كاتدرائيّة القدّيس بطرس بالفاتيكان، والمخصَّصة للباباوات، في الـ5 من يناير/كانون الثّاني للعام 2023. وفي وصيّته الرّوحيّة، التي كتبها في الـ29 من أغسطس/آب للعام 2006 (العام الثّاني من حبريّته)، بعد مراجعة وجيزة ومركَّزة لمسيرة حياته، وتقديم الشّكر لله والعائلة والآخرين، أَحَثَّ المؤمنين على الثّبات في الإيمان رغم التّحوُّلات والتّقلُّبات المصاحبة لعصرنا:

 

«ابقوا راسخين في الإيمان! لا تسمحوا لأحد بأن يربكم! غالبًا ما يبدو أنَّ العلم– العلوم الطّبيعيّة من جهة والبحث التّاريخيّ (ولا سيّما تفسير الكتاب المقدّس) من جهة أخرى– قادرًا على تقديم نتائج غير قابلة للجدل ضدّ الإيمان الكاثوليكيّ. لقد عشتُ تحوُّلات العلوم الطّبيعيّة منذ زمن بعيد، وتمكّنتُ أن أتحقّق، على العكس، كيف تلاشت بعض القناعات الظّاهريّة ضدّ الإيمان، متّضِحة أنّها ليست علمًا، وإنّما مجرّد تفسيرات فلسفيّة تتعلّق ظاهريًّا فقط بالعلم؛ وكذلك كيف، من جهة أخرى، تعلّم الإيمانُ أيضًا في إطار الحوار مع العلوم الطّبيعيّة أن يفهم على نحو أفضل حدود نطاق تصريحاته، وبالتالي تخصّصه. منذ ستين عامًا وأنا أرافق مسيرةَ علم اللّاهوت، ولا سيّما العلوم البيبليّة، ومع تعاقب الأجيال المختلفة رأيتُ انْهِيَار أطروحات قد بدت وكأنّها غير مُتَزَعزِعة، واتّضح أنّها مجرّد فرضيّات فقط: أعني الجيل اللّيبراليّ (هارناك، جيوليشر، وغيرهما)، الجيل الوجوديّ (بُولْتمانّ وغيره)، الجيل الماركسيّ. لقد رأيتُ ولا أزال أرى كيف ظهرت وتظهر مجدَّدًا معقوليّةُ الإيمان عبر تشابك الفرضيّات. إنَّ يسوعَ المسيح هو حقًّا الطَّريق والحَقّ والحَياة– والكنيسة، على الرّغم من نقائصها، هي حقًّا جسده» (https://www.vatican.va/content/benedict-xvi/it/elezione/documents/testamento-spirituale-bxvi.html).

 

 

9. دروسٌ مستقاة من شخصيّته وحياته وتعاليمه

 

وفي نهاية المطاف، نودّ الإشارة إلى بضعة أمور بارزة متعلّقة بمسيرة البابا المنتقل راتسينغر-بِنِديكْتُس السَّادس عشر كمسيحيّ وعَالِم لاهوت وقائد دينيّ وبابا، وهي بمثابة دروس مستقاة من شخصيّته وحياته وتعاليمه– على الأقلّ في وجهة نظرنا. الدّرس الأوّل هو ارتباطه بالحقيقة ارتباطًا وثيقًا، على مدار حياته بأسرها وفي كلّ الظّروف وأصعبها؛ فكحَاجّ للحقيقة قد أدرك طوال مسيرته الحافلة بالأشخاص والمواقف والأحداث أنّ ارتباطه بالحقيقة يعني ارتباطه بشخص المسيح، "الطَّريق والحَقّ والحَياة" (يو 14/ 6). وكذلك نادى أيضًا بامتزاج الحقيقة والمحبّة في حياة المسيحيّين، ولا سيّما في حياة خُدّام وخادمات الإنجيل؛ ممّا يجعله ينال لقب "بابا الحقيقة والمحبّة" بامتياز. لقد أعلن باستمرار: «في المسيح، تتزامن الحقيقةُ والمحبّةُ. فبمقدار اقترابنا من المسيح تمتزج الحقيقةُ والمحبّةُ في حياتنا أيضًا. إنَّ المحبّة بدون الحقيقة ستكون عمياء؛ والحقيقة بدون المحبّة ستكون مثل "صَنْج يَرِنّ" (1 كو 13 /1)».

 

أجل، «في المسيح، تتخذُ المحبةُ في الحقيقةِ وجهَ شخصٍ، وتغدو دعوةً موجهةً لنا لنحبَّ إخوتِنا في حقيقةِ خطّتِه. فهو الحقيقةُ نفسُها» (الرّسالة العامّة "المحبّة في الحقّ"، بند 1). «بدون الحقِ تتحولُ المحبةُ إلى مجردِ نزعةٍ عاطفيةٍ. ويغدو الحبُّ قوقعةً فارغةً يُسعى إلى ملئها بشكلٍ اعتباطي. هذا هو خطرُ المحبةِ المحتومِ في ثقافةٍ تفتقدُ إلى الحقِ. فهي فريسةُ إنفعالاتِ الأشخاصِ وآرائِهم المتغيرة، وكلمةٌ قد استُغِلَّت وحُرِّفَت، حتى صارت تعني ما هو نقيضُها. الحقُّ هو الذي يُحرِّرُ المحبةَ من أسرِ النزعاتِ العاطفية التي تحرمُها المضمونَ العلائقي والإجتماعي، وهو يُحرّرُها أيضاً من نزعتِها الإيمانيةِ المُعارضةِ للعقلِ، التي تحرمُها البُعدَ الإنساني والشمولي. من خلال الحقِ تعكسُ المحبةُ البُعدَ الشخصيّ والعامَ للإيمانِ بإله الكتابِ المقدسِ، الذي هو في آنٍ واحد "أغابي" و"لوغوس": محبةٌ وحقٌ، حبٌّ وكلمة» (الرّسالة العامّة "المحبّة في الحقّ"، بند 3).

 

إنَّ الدّرسَ الثّاني هو العلاقة والحوار بين الإيمان والعقل، فهو "بابا الإيمان والعقل": «لن يخلص العقلُ بدون الإيمان، ولكنّ الإيمانَ بدون العقل لن يكون إنسانيًّا». فبالنسبة له، يتعلّق الأمر بإيمان عاقل وعقل مستنير بالإيمان. ومن أقواله الأخرى عن الإيمان: «ما يملأني بالدّهشة ليس الكفر، وإنّما الإيمان. وما يفاجئني ليس الملحد، وإنّما المسيحيّ»؛ «علينا أنْ نحرِّر أنفسنا من الفكرة الخاطئة القائلة بأنّ الإيمان لم يعد لديه ما يقوله لأُناس اليوم». وفي هذا المضمار أيضًا، علينا أن نقرّ بأنّ الإيمان الذي اعترف به البابا راتسينغر-بِنِديكْتُس السَّادس عشر، وأعلنه أمام الجميع، هو عينه الإيمان الذي عاشه طوال مسيرته؛ فثمّة توافق وانسجام بين "الإيمان المُعتَرف به" و"الإيمان المعاش" في حياته وشخصيّته.

 

والدّرسُ الثّالث هو الوَحدة بين المسيح والكنيسة؛ فلا يمكن للمرء أن يكون "مسيحيًّا" بدون أن يكون "كنيسة"، وفقط "في الكنيسة" يمكن أن يكون مسيحيًّا وليس "على هامش الكنيسة": «إنَّ يسوعَ المسيح هو حقًّا الطَّريق والحَقّ والحَياة– والكنيسة، على الرّغم من نقائصها، هي حقًّا جسده».

 

أمّا عن الدّورس الأخرى، فيمكن ذكر ما يلي، دون الاستفاضة في الشّرح، فربمّا نكرّس لهذا الأمر مقالًا على حِدَة: محبّة الكنيسة والتّفاني في خدمتها بشتّى الطّرق؛ المِصداقيّة في الأقوال والأفعال واتِّساقهما معًا؛ السّباحة ضدّ التّيار والتّقليعات الجديدة؛ التّألُّم في صمت وصلاة؛ الاجتهاد والجديّة في البحث الثّيولوجيّ.

 

 

خاتمة

 

لا شكّ أنَّ البابا راتسينغر-بِنِديكْتُس السَّادس عشر هو واحد من أكبر وأهمّ علماء اللّاهوت في عصرنا الحالي– سواء اختلفنا أو اتّفقنا حول فكره وشخصيّته، وقد شكّل ولا يزال يشكّل أجيالًا من علّماء اللّاهوت والمسيحيّين من جميع الأعمار. ويمكن الرّجوع إلى كِتابات هذا المعلِّم القدير باللّغة الألمانيّة، أو عبر التّرجمات المختلفة. إنّنا بحقٍّ أمام بابا نهاية حقبة سالفة وبداية حقبة قادمة. وثمّة رغبةٌ تختلج صدور كثير من المؤمنين الكاثوليك، وربّما نرأها تتحقّق في يوم من الأيّام، وهي إعلان قداسته "مِلفانًا" أو "معلِّمًا" في الكنيسة الجامعة.

 

وأخيرًا، لا يسع "شعب الله الأمين" إلّا أن يوكل إلى الله المنتقلَ البابا راتسينغر-بِنِديكْتُس السَّادس عشر، ويتوجّه إلى البابا الرّاحل بكلمات البابا فرنسيس عينها التي نطق بها في قدّاس جنازة سَلَفَه (الـ5 من يناير/كانون الثّاني للعام 2023): «بندكتس، صديق العريس المخلِص، ليكن فرحك كاملًا في سماع صوته نهائيًا وإلى الأبد!».