موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢١

المواكبة والتطور

لارا علي العتوم

لارا علي العتوم

لارا علي العتوم :

 

تطور مفهوم الادارة الاستراتيجية في العقد الاخير لمفهوم التخطيط التقليدي ليواكب التطورات التي اصابت جميع ما يلامس الحياة، حيث انه في مفهومه الحديث او المتطور يركز على الوعي بأهمية التغيير واكثر ميولاً للعمل الفعلي وعملية التنفيذ ويتسم بالانتقائية والتحديد في التوجه الى قضايا استراتيجية تتجنب التوقعات الآلية للمستقبل الغير مرئي ويتمركز في العمل الجماعي والمشاركة لسد الفجوة بين ما نريد تحقيقه في الحاضر و هدفنا المستقبلي اي المأمول والواقع فهو القناة الآمنة للتغيير او التطوير.

 

التعرف بدقة على الواقع وحسم المشكلة من اهم مزايا نجاح الادارة الحديثة او الادارة الاستراتيجية التي اعطت العمل التطوعي المساحة الكبيرة في ساحتها وجعلته اهم سمات تطورها واعتبرته الوجه الآخر البشري لتنمية الموارد، غير ان مشاركة المتطوعين في العمل في العالم العربي محدودة نسبياً مقارنة بدول العالم ولعله في بعض الاحيان وبعض البلدان لا يحمل الصفة الجادة او عدم توفير التوجيه والتدريب الكافي الذي يكفل لهم دورهم في العمل كالاردن مثلا، رغم شيوع ثقافة التطوع وتوفير المناخ الذي يشجع على المشاركة إلا أن ضعف الحوافز المجتمعية والمادية للمتطوعين كرصد الجوائز او مبلغ مالي والاهتمام الاعلامي احدى الاشكاليات الهامة في العمل التطوعي في الاردن والتي تعتبر عقبات تنموية، قد تأخذ الاهتمام اكثر بها بتخصيص التمويل اللازم لها او ان يتم تضمينها ببند ما يحفظ حق المتطوع في العمل.

 

المتطوعين لا يناسبون كل موقع كما انهم ليسوا استراتيجية بديلة لمواجهة عجز التمويل بل القائمون من اجل تقوية وتفعيل الخدمات التي تقدمها منظمات المجتمع الاهلي او اي قطاع ولديهم ميزات تتمثل في الحماس والاهتمام والالتزام بنوعية العمل ولا بد أن نأخذ في اعتبارنا دائما انهم لا يشكلون البديل للموظف او العامل بأجر ولا يجب احتسابهم كذلك بل هم متطوعين يعملون ضمن مكافآت ويحظون بالثقة ويعملون تطوعا وإرادياً مما ادى الى ان يكتسبوا مهارة تخطي العوائق والبيروقراطيات بشكل مباشر اكثر من الموظف ويمكنهم تجربة كل ما هو جديد بشكل اكثر حرية من الموظف الروتيني.

 

بأهمية العمل التطوعي علينا ان نأخذ بالاعتبار ليس فقط رصد التمويل المناسب والملائم له بل نوعية العمل التطوعي الذي نريده حتى لا نجد أنفسنا في قنوات البطالة المقنعة، ومن الضروري الاخذ بعين الاعتبار الاتجاهات والاعراف والتقاليد السائدة عند تصميم العمل بعيدا عن الروتين بطريقة تضمن الابتعاد التام عن اي سوء تفاهم قد يحدث بين المتطوع او الموظف ويكون العمل تشاركي لسد الفجوة وتحقيق الافضل و ليس تنافسي ينتج عنه المزيد من المشاحنات والتوترات.

 

حمى الله الاردن

 

(الدستور الأردنية)