موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٩ مايو / أيار ٢٠٢١

أنا الكرمة وأنتم الأغصان

بقلم :
الأخت كلارا معشر - الأردن
أنا الكرمة وأنتم الأغصان

أنا الكرمة وأنتم الأغصان

 

لوحة جديدة يُظهرها يوحنّا الإنجيليّ تصوّر عمق ومتانة العلاقة الّتي تجمع بين الرّبّ يسوع وجماعة المؤمنين.

 

اختار الرّبّ يسوع أجمل الصّور من الطّبيعة وأكثرها وداعة ليفهمنا العلاقة الّتي تجمعه مع كلّ مَن يؤمن به ، فهو الرّاعي الصّالح كما قرأنا في إنجيل الأحد الرّابع للفصح ، وفي إنجيل هذا الأحد الخامس هو الكرمة الّتي تحمل الغصن وتغذّيه وتُحييه وتُنميه، فإذا أراد الغصن الحياة والثّمر  عليه أن يبقى متّصلًا مع الكرمة، ولكن متى انفصل عنها فإنّه سيذوي وييبس ويعرّض نفسه للهلاك والموت.

 

الكرمة والأغصان هي صورة عن علاقتنا بالرّبّ يسوع المسيح ، فإذا ثبتنا فيه كما يثبت الغصن في الكرمة فستكون لنا الحياة، لأنّنا نتغذّى بجسده ودمه، ونثمر صحّة روحيّة وسعادة وأعمالًا صالحة، لأنّنا معه نستطيع كلّ شيء، وبدونه لسنا بشيء.

 

وثباتنا في الكرمة يجعلنا أيضًا متشابكين في الأخوّة والوحدة والمحبّة مع جماعة المؤمنين.

 

فالرّبّ يسوع هو الرأس ونحن جسده السّري، وقداسة أيّ مؤمن ترفع المؤمنين جميعهم، وخطيئة أيّ مؤمن تؤثّر في بقيّة المؤمنين. وانفصالنا عن الرّبّ يسوع يكون في الوقت نفسه انفصال عن جماعة المؤمنين.

 

كثير من المؤمنين يفضّلون الصّلاة الفرديّة في بيوتهم بحجّة أنّ الصّلاة تجوز في كلّ مكان، فلا داعي لأن يذهبوا إلى الكنيسة!

 

الكرمة والأغصان هي الجواب لكلّ من يفكّر بهذه الطّريقة، فالغصنُ مرتبط بالكرمة وفي الوقت نفسه مرتبط مع بقيّة الأغصان، وإذا فصل نفسه عن الأغصان، فإنّه لا محالة سيفصل نفسه عن الكرمة.

 

فالصّلاة الشّخصيّة الفرديّة جائزة في كلّ مكان وزمان، أمّا التّغذّي من جسد الرّبّ ودمه للثّبات في الكرمة والأغصان فلا تتحقّق إلّا بالاشتراك في الاحتفال بذبيحة القداس مع جماعة المؤمنين في الكنيسة.

 

أحدًا مُباركًا أتمناه لكم أحبّتي.