موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١

أحد آباء المجمع المسكوني السابع 2021

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
أحد آباء المجمع المسكوني السابع

أحد آباء المجمع المسكوني السابع

 

الرِّسَالة

 

مباركٌ أنت يا ربُّ إله أبائنا،

لأنَّك عدلٌ في كلّ ما صنعتَ بنا 

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى تيطس (تيطس 3: 8-15)

 

يا ولدي تيطُسُ صادقةٌ هي الكَلِمةُ وإيَّاها أُريدُ أن تقرِّرَ حتَّى يهتمَّ الذين آمنوا باللهِ في القيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمالُ الحسنةُ والنافعة. أما المُباحَثات الهذَيانيَّةُ والأنسابُ والخُصوُمَاتُ والمماحكاتُ الناموسيَّة فاجتنِبْها. فإنَّها غَيرُ نافعةٍ وباطلةٌ. ورجُلِ البدعَةِ بعدَ الإنذار مرَّةً وأُخرى أعرِض عنهُ، عالِماً أنَّ مَن هو كذلك قدِ اعتَسفَ وهُوَ في الخطيئةِ يَقضي بنفسهِ على نَفسِه. ومتَى أرسلتُ إليكَ أرتمِاسَ أوتِيخيكوسَ فبادِرْ أن تأتيني إلى نيكوبولِس لأنّي قد عزمتُ أن أُشتّيَ هناك. أمّا زيناسُ معلِّم الناموس وأبُلُّوسُ فاجتَهد في تشييعهما متأهّبين لئلّا يُعوزَهما شيءٌ، وليتعلَّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالِحةِ للحاجاتِ الضَّروريَّة حتَّى لا يكونوا غيرَ مثمرين. يسلّمُ عليكَ جميعُ الذين معي، سَلِّمْ على الذين يُحبُّوننا في الإيمان. النّعمةُ معكم أجمعين.

 

الإنجيل

 

فصل من بشارة القديس متى (متى 5: 14-19)

 

قال الربُّ لتلاميذه: أنتم نورُ العالَم. لا يمكنُ أن تَخفْى مدينةٌ واقعةٌ على جبلٍ، ولا يُوقَد سِراجٌ ويُوضَعُ تحتَ المكيال لكِنْ على المنارة ليُضيءَ لجميع الذين في البيت. هكذا فليُضئ نورُكم قدَّام الناس ليَروا أعمالكم الصالحةَ ويُمَجدوا أباكم الذي في السماوات. لا تَظُنّوا أنّي أتيتُ لأحُلَّ الناموسَ والأنبياءَ، إنّي لم آتِ لأحُلَّ لكن لأُتممّ. الحقَّ أقول لكم إنَّهُ إلى أن تَزولَ السماءُ والأرضُ لا يزولُ حَرْفٌ واحدٌ أو نُقطةٌ واحِدةٌ من الناموس حتى يَتمَّ الكلُّ. فكلُّ مَن يَحُلُّ واحدةً من هذه الوصايا الصغار ويُعَلّمُ الناسَ هكذا، فإنَّهُ يُدعَى صغيراً في ملكوتِ السماوات. وأمَّا الذي يعمَلُ ويُعلّم فهذا يُدعى عظيماً في ملكوت السماوات.

 

 

بسم الأب بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.

 

المدينة على جبل هي الّتي يراها جميع الناس، والنور في البيت هو الّذي يراه الّذين في البيت. المؤمنون الّذين اعتمدوا بماء الكلمة الروحيّة هم مدينة على جبل الرب، ظاهرين لجميع الناس ولا يمكن إخفاءهم، لأنّ إيمانهم يظهر بأعمال فَعلها وعلّمها الرب يسوع، ولا يمكن لإنسان أن يخفيها لأنّها أعمال صالحة، فالّذي يقاوم كلمة الرب في المؤمنين العاملين بها لا يستطيع أن يُجبرهم على فعل الشرّ ليخفي إيمانهم بالرب يسوع. النور الحقيقى هو المسيح، جاء ليضىء للعالم، وجعل تلاميذه يعكسون نوره كما يعكس القمر نور الشمس، فيكونوا كمصباح يضىء للعالم.والنور يعنى أن يرشد الآخرين فى حياتهم ويكشف الشر، وهذا هو عمل أولاد الله.

 

المؤمن بالرب يسوع هو سراج النور لأنّ فيه كلمة الرب يسوع نور العالم للحياة الروحيّة. لذلك نوره الروحي يظهر للجميع لأنّه يعمل بالكلمة ويخدمها. أمّا الّذي يؤمن بالكلمة لكن لا يعمل بها فهو سراج بلا نور فيه ظلمة روحيّة ولا يدخل الحياة الأبديّة. السراج يوقدونه بالزيت وفتيلة تحترق. وهكذا أولاد الله يوقدون بزيت النعمة ويحترقون أى يقدموا أجسادهم ذبائح حية والروح القدس يشعلهم ويجعلهم نوراً، هو يعكس نور المسيح الذى فيهم. والنور الذى فينا يختبىء بالخطية، لذلك نسمع قول بولس الرسول " لا تطفئوا الروح. ويطفىء النور أيضاً الماديات والمقاييس المادية. فكثيراً ما تقف حساباتنا البشرية عائقاً أمام الإيمان، الأمر الذى يفقد صلواتنا حيويتها وفاعليتها، لذلك حينما أرسل السيد تلاميذه للكرازة سحب منهم كل إمكانيات مادية فلا يكون لهم ذهب ولا فضة.... ولا عصا لكى ينزع عنهم كل تفكير مادى، ويكون هو غناهم وقوتهم.

 

المنارة مكان مرتفع يوضع عليه سراج النور ليصل نوره لجميع الّذين في البيت. سراج الروح هو الرب يسوع يضيء فقط للّذين في بيت الرب، المؤمنون الّذين قبلوا كلمة الله ودخلوا ملكوت السماوات، هؤلاء هم الّذين آمنوا واعتمدوا. لذلك كل من لا يقبل الرب يسوع المسيح مخلّص لحياته الأبديّة لا يرى نور الكلمة السماويّة لأنّه خارج البيت.

 

والمكيال أيضاً يشير لحجب النور باللذات الجسدية فيُحرم الإنسان من الإشتياقات الأبدية. يتحول الجسد إلى عائق للروح عوضاً عن أن يكون معيناً لها خلال ممارسته العبادة وتقديس كل عضو فيه لحساب المسيا الملك والمصباح يجب أن يوضع على منارة ليصل نوره لكل مكان. والمنارة هى الكنيسة (أي ليرتبط المؤمن بكنيسته).

 

لماذا المكيال: المكيال هو وعاء يُكال به. يُستعمل لكيل السوائل والمواد الجافّة، كالزيت، القمح وغيرها. كلمة الرب يسوع لا تعطى بمكيال. لا يُحذف منها حرف ولا يُزاد عليها حرف، فالّذي يطلب الحياة الأبديّة يقبل الكلمة الروحيّة ويعمل بها دون زيادة أو نقصان لحرف واحد.

 

يمجّدوا الله لأنّه سبب هذه المحبة العظيمة الّتي يعمل بها المؤمن، فيغفر للمُذنبين إليه. وهو مصدر النور الروحي الظاهر في خدمة الكلمة الّتي يعمل بها كل مؤمن باسم الرب يسوع ابن الإنسان. المؤمن هو الملح الجيد بأعمال المحبّة حسب تعليم الرب يسوع للمحبّة الحقيقيّة، وهو نور العالم في خدمته للحياة الروحيّة فقط حسب المكتوب.

 

فليضئ نور إيمانكم بالكلمة الروحيّة عاملين بها قدّام الناس، لا بالكلام بل بالإيمان الظاهر في المحبّة والخدمة الروحيّة، ويروا أعمالكم الحسنة لأنّكم نور العالم للحياة الروحيّة، وملح الأرض بأعمال المحبّة دون مقابل.

 

الناموس هو قانون الحقّ السماوي، والأنبياء هي نبوّات العهد القديم المكتوبة بيد الأنبياء. لم يأت الرب يسوع ليُبطل الحقّ السماوي أو النبوّات الّتي تتكلّم عن مجيئه وخلاص الإنسان بالإيمان.

 

الحقّ السماوي لا يتغيّر لذلك لم يأت الرب يسوع ليُبطل الناموس بل ليُكمّله، أي ليعمل به كاملاً دون زيادة أو نقصان. لذلك أتى الرب يسوع إلى العالم ليعيش فيه كإنسان يُعلّم الإنسان بأعمال البرّ الّتي في الناموس، ويكمل الناموس ليقدر أن يضمن ببرّ أعماله حسب الحقّ السماوي، حياة أبديّة لكل مؤمن يسقط في الخطيّة ولا يستطيع أن يعمل بكل الناموس، لذلك الرب يسوع هو الضامن الوحيد للحياة الأبديّة لأنّه البارّ الوحيد الّذي أكمل الناموس بأعماله.

 

يقول الرب يسوع أنّ السماء والأرض تزولان. لكنّه أيضاً يقول أنّه لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس إلى ذلك اليوم الّذي تزول فيه السماء والأرض، لأنّ الحياة بعد زوالهما هي حياة روحيّة سماويّة لا حاجة فيها إلى ناموس، لأنّها حياة يسكنها البرّ مع الرب يسوع إلى الأبد.

 

يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ: لماذا يُدعى أصغر في ملكوت السماوات ولا يُطرح خارجاً للدينونة لأنّه لم يعمل بالوصيّة؟ لأنّ المؤمن الّذي يدخل ملكوت السماوات بدم الرب يسوع وبرّه لا يخرج منه بسبب ضعفه في أعمال الجسد، لأنّ الخلاص بالإيمان وليس بالأعمال. الرب يسوع هو خبز الحياة الأبديّة الّذي يضمن عدم موت المؤمن الّذي يسقط في الخطيّة.

 

 

الطروباريات

 

طروباريَّة القيامة باللَّحن الأوَّل

إنَّ الحجرَ لمَّا خُتِمَ من اليهود، وجسدَكَ الطَّاهِرَ حُفِظَ من الجُنْد، قُمْتَ في اليوم الثَّالِثِ أيُّهَا المُخَلِّص، مانِحًا العالمَ الحياة. لذلك، قُوَّاتُ السَّمَاوَات هَتَفُوا إليكَ يا واهِبَ الحياة: المجدُ لقيامَتِكَ أيُّها المسيح، المجدُ لمُلْكِكَ، المجدُ لِتَدْبِيرِكَ يا مُحِبَّ البشرِ وحدَك.

 

طروباريّة الآباء باللّحن الثامن

أنتَ أيها المسيح إلهنا الفائق التسبيح، يا من أسستَ آباءَنا القديسين على الأرض كواكب لامعة، وبهم هدَيتنا جميعاً إلى الإيمان الحقيقي، يا جزيل الرحمة المجد لك.

 

القنداق باللَّحن الثاني

يا شفيعةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تَعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائماً بمكرِّميك.