اجعل سيفك لا ممدودا ... بل مغمودا

في عيد اهتداء شاول اليوم، وانقلابه ارضًا، وولادته الجديدة: مار بولس. هو الرّب الذي يعرف ان يقلب الموازين بين ليلة وضحاها، ويجعل الشاب المتحمّس للذهاب الى دمشق ليقتل "كل من يسير على اسم يسوع"، يعود منها انسانا جديدا، وراغبا بنشر اسم يسوع...

هو الرب الذي قال لبطرس قبل ايام: اغمد السيف، فمن أخذ بالسيف، بالسيف يؤخذ. هو ذاته الذي رمى بسيف بولس على الارض، لكي لا يعود يستخدمه، وليقول بعدها: من يفصلني عن محبة المسيح... لا شيء... ولا حتى سيف... لأنّ الحياة لي هي المسيح.

هو الرب الذي ألهم قادة الكنيسة في القرن العشرين، على اختيار هذا اليوم الخامس والعشرين من كانون ثاني، من كل عام، ليكون يوم اختتام الاسبوع المخصص للصلاة من أجل وحدة الجسد الذي قسّمه سيف الانقسام، والاختلافات العقائدية من جهة والادارية من جهة أخرى...

هو الرب القادر على أن يقلب الموازين من جديد، ويجعل سيف الأخ، لا ممدودا، وانّما مغمودا، من الأخ تجاه أخيه... هو الرب وحده القادر على تغيير العالم بلحظة، وعلى اعادة لحمة جسده الارضي - الكنيسة، لتكون كما يريدها "علامة على الوحدة في العالم، وأداة سلام بين الشعوب"...

يا قديس بولس، صلّ لأجلنا، لنكون على مثالك مستعدين للاهتداء.