موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر السبت، ٢٠ مايو / أيار ٢٠١٧
’اريكسون‘ تنشر بحثًا علميًا حول التربية التحررية للدكتور سامي باشا

بيت لحم - أبونا :

نشرت مجلة إريكسون الدولية في عددها الأول للعام 2017 (Vol 64, n1 2017 / pp 53-69) مادة علمية هامة أطلقت فيها موضوع علم التربية التحررية (Pedagogy of Liberation) من منظور فلسطيني ألفه وكتبه الدكتور سامي باشا، أستاذ العلوم التربوية ونائب رئيس جامعة فلسطين الأهلية في بيت لحم.

يستكشف الدكتور سامي باشا في هذه المقالة العلمية، تأملاته شخصية حول "علم أصول التحرير"، حيث يثير مقاله التربوي أفكارًا حول كيفية فهم حاسم وعميق للهوية والتاريخ والمخاوف والشكوك والآمال والحرية ومستقبل الأفراد الذين يعيشون تحت ظلم الاحتلال وفي منطقة يتم حرمان الفرد من ممارسة حقوقه المشروعة وعلى رأسها التنقل بحرية وكرامة.

ومن خلال الفهم الناقد للواقع المعاش، فإن التربية التحررية توفر وسيلة لفهم أفضل للأدوار والعلاقة بين المضطهد ومن يمارس الإضطهاد، وبين الكراهية والمحبة وذلك للتمكن من وضع مزيد من القواعد المتينة ورسم الطرق التي من خلالها يمكننا أن نشارك بعضنا البعض من أجل الخروج من مأزق الحروب والصراعات. ويستمد الدكتور باشا كتاباته من خلال تجربته الشخصية والعلمية كتربوي ومحاضر جامعي وبناء على خبراته الدولية الكثيرة.

إن الموضوع جديد وبحاجة إلى توسيع مفاهيمه وفاعليته من خلال منظور تربوي عملي واقعي مرتبط بأحداث وتاريخ ومستقبل الصراع القائم. ويريد الدكتور باشا أن يسلط الضوء على قدرة الأفراد على توليد سلوك منتج وفاعل للحفاظ على الكرامة بالرغم من صعوبة الموقف الذي أصبح بمستوى الغير مقبول واللامعقول ولا يمكن تبريره.

ويجدر بالذكر بأن السلوك الإنتاجي هو مفهوم أساسي في التربية الفلسطينية للتحرر، فهو يساعد على إحراز تقدم نحو إنهاء الأعمال اللاإنسانية وفي مقدمتها الاحتلال، ويؤدي إلى بناء مستقبل السلام والمصالحة في هذه الأرض التي نهتم بها جميعًا. إنها دعوة للمشاركة من قبل الجميع في المجتمع وقضاياه من خلال التفكير الناقد وأخذ الأدوار المناسبة لكل فرد بحسب قدراته وميوله واهتماماته نحو التغيير الحتمي الواعد والذي توجب أن نشارك به جميعًا.

يأمل الدكتور باشا في تطوير هذا المنهج التربوي الذي سيوفر أساليب إيجابية لمعالجة المشاعر الصعبة الناجمة عن الاحتلال والمعاناة (الغضب والحزن والقهر والاكتئاب... الخ). وإتباع منهجية تساعد على التخلص من جميع الجوانب السلبية وتراكمات الماضي. وفي هذا الإطار تقدم هذه النظرية فرصة لدمج التعليم في الحياة، مع الأخذ بجدية القيم الإنسانية في تجاربنا اليومية الحية للتمكن من الرجوع الى الحياة الطبيعية وتعزيز معنى الحرية والأمل، وخلق أفق جديد للتقدم نحو تحقيق الأحلام. ومن خلال التجربة الحية، يمكن للفرد أن يطور فهمًا أفضل للدور المناط به وفهم العلاقة والوظيفة القائمة بين الكراهية والمحبة وبين الانتقام والغفران.

وتكرس المقالة جزءًا كبيرًا منها في تحليل صورة "امرأة الناصرة" وهي صورة التقطت عام 1948 في الناصرة / فلسطين. تظهر هذه الصورة (أسوشيتد برس، 1948) امرأة من الناصرة تجادل جندي إنجليزي فيما يتعلق بالعيش تحت حظر التجوال المفروض على المدينة. وهي تطالب بشجاعة بحقوقها المدنية، في حين يتعلم كل من المرأة والجندي أدوار ووظائف جديدة من خلال هذا اللقاء.