موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٤ مارس / آذار ٢٠١٧
هل سيحث البابا مجددًا القادة الأوروبيين على الحفاظ على وحدة أوروبا؟

الفاتيكان - أ ف ب :

يستقبل البابا فرنسيس، أول حبر أعظم متحدر من أميركا اللاتينية، الجمعة، القادة الأوروبيين عشية الاحتفال بالذكرى الستين لتوقيع معاهدة روما المؤسسة للاتحاد الاوروبي وذلك بينما يمر التكتل بأزمة وجودية. وغالبًا ما يتطرق البابا إلى خطر تصاعد الأحزاب الشعبوية المناهضة للهجرة.

وسيستقبل الجمعة الرئيس الفرنسي الاشتراكي فرانسوا هولاند، الذي أُضعف موقعه، والمستشارة الألمانية المسيحية-الديمقراطية المهددة في الانتخابات بسبب سياستها لاستقبال المهاجرين. وسيكون مقعد رئيسة الوزراء البريطانية شاغرًا بعد أن صوتت بلادها لصالح الخروج من الاتحاد (بريكست). وأمام السفراء الأجانب لدى الكرسي الرسولي، شدد البابا في كانون الثاني على أن الاتحاد الأوروبي لا يزال "فرصة فريدة للاستقرار والسلام والتضامن بين الشعوب".

وكان الاتحاد الاوروبي منح في أيار 2016 البابا جائزة شارلمان التي تكرم الشخصيات المميزة الداعمة للوحدة الأوروبية. ولهذه المناسبة كان البابا حث القادة الأوروبيين الذين اجتمعوا في الفاتيكان على العودة إلى جذور المشروع الاوروبي. وقال في حينها "لم تصبح مشاريع الآباء المؤسسين من الماضي فهي اليوم مصدر وحي أكثر من أي وقت مضى لبناء جسور واسقاط الجدران". وأضاف "أحلم بأوروبا لا تعتبر فيها الهجرة جريمة".

ومذاك خفف البابا من تصريحاته الداعية لفتح أبواب اوروبا للمهاجرين وانتقدها كاثوليك أوروبيون بشدة. ولدى عودته الخريف الماضي من زيارة للسويد المعروفة لاستقبالها المهاجرين، أقر بأنه من حق الحكومات أن تدرس بدقة قدراتها على الاستقبال لدمج هؤلاء الأجانب بصورة جيدة. وبات يذكر أيضًا بواجب المهاجرين على "احترام قوانين وثقافة وتقاليد" الدول المضيفة.

لكن بالنسبة للبابا، وهو ابن مهاجرين، فإن "الهوية الاوروبية كانت ولا تزال هوية دينامية متعددة الثقافات" قادرة على استيعاب "أكثر الثقافات تنوعًا". فالعام الماضي، دعا البابا القادة الاوروبيين إلى أن "يتجرأوا" لإحداث تغيير جذري للنموذج الاقتصادي بحيث لا يكون مخصصًا لـ"عدد محدود" من الأشخاص، معربًا عن قلقه خصوصًا لهجرة الشباب الى الخارج.

وفي تشرين الثاني 2014 خلال زيارة لستراسبورغ، مقر البرلمان والمجلس الأوروبيين، أكد البابا أنه "يبدو أن الأفكار الكبرى التي أوحت أوروبا في الماضي لم تعد تثير اهتمامًا وحلت مكانها التقينات البيروقراطية للمؤسسات". فهل سيحث البابا الجمعة مجددًا القادة الأوروبيين على الحفاظ على وحدة أوروبا؟.

لطالما شجع الفاتيكان والبابوات المثال الأوروبي لكنهم انتقدوا في المقابل العلمانية التي تنسي في رأيهم "الجذور المسيحية" لأوروبا. وخلال مقابلته العامة الأولى في ساحة القديس بطرس في نيسان 2005، شدد البابا بندكتس السادس عشر على الجذور المسيحية لأوروبا "التي لا يمكن التخلي عنها". وعام 2004 في عهد البابا يوحنا بولس الثاني "أسف" الفاتيكان لعدم ذكر "الجذور المسيحية" التاريخية للاتحاد الاوروبي في الدستور الأوروبي الجديد. وكانت سبع دول من الاتحاد الاوروبي طلبت عبثًا إدراج فقرة عن الجذور المسيحية لأوروبا في المسودة.

وسيلتقي القادة السبت في القاعة نفسها في روما التي وقعت فيها معاهدة روما في 1957. وهذا الأسبوع قال المسؤول الثاني في الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في حديث لصحيفة "لا ستامبا" أنه في حينها "كانت الدول الست الموقعة عليها ترى في الإرث المسيحي المشترك أحد العناصر الرئيسية لبناء المجموعة الأوروبية الاقتصادية".