موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الأحد، ٢٩ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٥
نعيّد أم لا نعيّد؟ وتضاء شجرة العيد أم لا تضاء؟.. البطريرك صبّاح يجيب

البطريرك ميشيل صبّاح :

نعم نعيِّد وشجرة العيد تضاء وتبثّ البهجة في قلوب الجميع.

بدأنا يوم الأحد 28 تشرين الثاني، في نظام صلاتنا، سنة صلاة جديدة تبدأ بالاستعداد لعيد الميلاد. يقول الكتاب المقدس: "افرَحُوا فِي الرَّبِّ دَائِمًا. أُكَرِّرُ القَولَ: افرَحُوا. لِيُعرَفْ حِلمُكُم عِندَ جَمِيعِ النَّاس. لَا تَكُونُوا فِي هَمٍّ مِن شَيءٍ. وَكُلَّمَا عَرَضَتْ لَكُم حَاجَةٌ ارفَعُوهَا إلَى الله فِي الصّلَاةِ وَالابتِهَالِ وَالحَمدِ" (من رسالة القديس بولس إلى أهل فيليبي 4: 4-7). ولنا في هذه الأياّم حاجة. نحن في صعاب. في صعاب مستمرّة، في صعاب احتلال مستمرّ، ومُذِلّ، وقتّال. ويقول لنا حكّامه بكلّ صراحة: لهذا الاحتلال لن تكون نهاية.

ونحن نسمع كلامهم ونسمع كلام الكتاب، فنرفع شدَّتنا إلى الله. ونبتهل ونتضرَّع ونحمده تعالى لكلّ نعمة يهبنا إيّاها. هم يقولون لنا: لن تكون لشدَّتكم نهاية. ونحن نقول: بل ستكون نهاية، لأنّها في يد الله الصالح والقدير والرحيم. فهو سيِّد التاريخ وهو الذي يبدّل كلّ شيء.

في كلّ هذه الصعاب تتوالى علينا أعيادنا. وفي هذا الشهر، شهر كانون الأول، بدأ نور الميلاد يضيء علينا. وبدأ عيد الميلاد بكلّ بهجته الروحيّة والإنسانية الشاملة يملأ أجواء نفوسنا وأجواء مجتمعاتنا.

تساءل البعض: هل نعيّد؟ وهل نفرح ونحن في هذه الصعاب؟

نعم نعيّد ونفرح.

كل عيد هبة منه تعالى فنقبلها قبولًا تامًّا، بها ننقّي أرواحنا وبها نسمو إليه تعالى فوق شرّ الناس وظلمهم. نعيّد ونفرح. فنحن، لأنّنا في حالة ظلم وشرّ يراد بنا، نحن بحاجة أكبر إلى العيد، إلى صلاته وفرحه في الكنيسة وفي كلّ المدينة والمجتمع. بها نقوى وبها نبقى.

أضيئوا شجرة العيد في القلوب أوّلًا، وفي الكنيسة وفي الساحات العامّة، لنعيش في النور ونخرج من الظلام الذي يراد لنا. "افرَحُوا فِي الرَّبِّ دَائِمًا. أُكَرِّرُ القَولَ: افرَحُوا. لِيُعرَفْ حِلمُكُم عِندَ جَمِيعِ النَّاس. لَا تَكُونُوا فِي هَمٍّ مِن شَيءٍ. وَكُلَّمَا عَرَضَتْ لَكُم حَاجَةٌ ارفَعُوهَا إلَى الله فِي الصّلَاةِ وَالابتِهَالِ وَالحَمدِ" (ومن رسالة القديس بولس إلى أهل فيليبي 4: 4-7).