موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٦
مشاعر فرح ممزوجة بالحذر لمسيحيي العراق بعد خروج "داعش" من قراهم

أربيل - أ ف ب :

تمكنت القوات المنخرطة في معركة استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش حتى الآن من طرد عناصره من عدد من القرى المسيحية، إلا أن عودة هؤلاء إلى مناطقهم لا تبدو وشيكة بسبب حجم الدمار والخوف من المستقبل.

وأعرب البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو عن تفاؤله لدى الخروج من صلاة أقيمت في كنيسة العذراء أم المعونة الدائمة في أربيل، من أجل السلام والمصالحة وحدة العراق. وقال: "جئت لتوجيه رسالة أمل: نعم هناك مستقبل لمسيحيي العراق، وعلينا إعادة إعمار البلاد معًا".

ويتابع المسيحيون باهتمام عبر شاشات التلفزيون تطور المعارك منذ 17 تشرين الأول، تاريخ الإعلان عن بدء الهجوم الكبير لاستعادة الموصل وضواحيها من أيدي داعش. ونزل المسيحيون مرارًا إلى الشارع للاحتفال بعمليات تحرير مناطق، مثل برطلة، والتعبير عن سعادتهم للعودة قريبًا إلى ديارهم بعد فترة انتظار دامت أكثر من عامين. وهم يرتقبون الاحتفال المقبل الذي قد يحصل لدى استعادة قرقوش، أكبر مدينة مسيحية في البلاد، وكان عدد سكانها خمسين ألفًا قبل أن يسيطر عليها تنظيم داعش عام 2014.

وقال شامو بولس باهي (70 عامًا) "مهما حصل، أريد أن أعود للعيش في منزلي في قرقوش حتى إن لم يبق منه سوى أساساته". وعلى قطعة أرض في ضواحي أربيل تعود للكنيسة الكلدانية، يشرف المهندس منذر يوسف على أعمال بناء 400 مسكن جديد لمهجرين مسيحيين. وقال "حتى إن تمت استعادة القرى، نحتاج إلى ستة أشهر أو حتى سنة للعودة إليها والعيش فيها. المنازل تضررت ولم تعد المياه أو الكهرباء مؤمنة والألغام مزروعة في كل مكان".

أما منذر المنحدر من بلدة برطلة التي هجر منها أيضًا، فقال: "أنظروا... تلقيت اليوم صورة عن منزلي. الواجهة لم تتضرر كثيرًا، لكنني قلق للجهة الخلفية لأن منزل جيراني دمر تمامًا جراء المعارك". وأضاف "يبقى مستقبل المسيحيين في العراق غامضًا. إن لم نشعر بالأمان، فلن نعود إلى ديارنا. سيتوقف الأمر أيضًا على ما سيفعله السكان الآخرون في قريتي. إذا عادوا سأعود، لكنني لن أعود بمفردي".

وتثير الظروف الأمنية القلق أكثر من عملية إعادة الإعمار.

وتستذكر ايفيت حنا (19 عامًا) الظروف المأساوية التي هربت فيها من بلدتها في ضواحي الموصل "استيقظنا ليلاً وأرغمنا على ترك كل ما نملكه والفرار حفاظًا على سلامتنا... أريد العودة، لكن ما الذي يضمن لنا بأننا سنكون في أمان وأن ما حصل لن يتكرر؟". ورهان العودة حيوي لمستقبل المسيحيين في العراق، المكوّن الموجود في هذا البلد منذ ألفي سنة، ولم يعد يتجاوز عدده اليوم 350 ألفًا.

وقال جان، وهو متطوع فرنسي جاء إلى أربيل لخدمة الكنيسة المحلية، "منذ صيف 2014، يعيش المسيحيون حالة ترقب وانتظار. يتم إرجاء زيجات وولادات بانتظار عودة النازحين إلى ديارهم". ويخشى البعض أن تكون المساعدة الكبيرة التي قدمتها الأسرة الدولية للمسيحيين ساهمت في تنمية "ثقافة تلقي الدعم" سيصعب التخلص منها. بينما لم يعد الوزن الاقتصادي لهذه الجماعة قائمًا بعد تهجير نخبها. وتبقى مسألة المساواة في الحقوق لجميع العراقيين مهما كانت طائفتهم مقلقة.

وقال الإكليريكي وائل عبد الأحد "نصلي من أجل الوحدة والمصالحة. في غيابهما، ستغرق بلادنا مجددًا في الحرب الأهلية ونحن المسيحيين أكبر الخاسرين". وأضاف "لكنني أشعر بالثقة. لقد درست في الموصل، وعندما ستتم سيامتي العام المقبل أود أن أخدم الكنيسة في الموصل".