موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣٠ يونيو / حزيران ٢٠١٥
مراسم جنازة بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر

بيروت - أبونا والوكالة الوطنية :

أقيم في كاتدرائية القديس غريغور المنور، في العاصمة اللبنانية بيروت، أمس الثلاثاء، مراسم جنازة كاثوليكوس كيليكا للأرمن الكاثوليك البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر، الذي انتقل إلى الديار السماوية في السادس والعشرين من حزيران الماضي، إثر أزمة قلبية.

وترأس مراسم الجنازة القائم بأعمال البطريرك بالإنابة المطران غريغوار غابرويان، وأساقفة سينودس الأرمن الكاثوليك، بمشاركة رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، البطريرك الماروني بشارة الراعي، بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريس الثالث لحّام، بطريرك الأقباط الكاثوليك إبراهيم اسحق، بطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس الثالث يونان، بطريرك الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان، بطريرك السريان الأرثوذكس إغناطيوس أفرام الثاني، وحشد من الأساقفة والكهنة وممثلين عن مختلف الكنائس، ولفيف من الشخصيات العامة.

وبعد الصلاة الجنائزية، ألقى غابرويان عظة قال فيها: إن "الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية بغياب حبرها خسرت راعياً غيوراً، مرشداً حكيماً وخادماً أمينا للمعلم الإلهي بمثله ومثاله الصالح لإخوته الأساقفة ومساعديه الكهنة. كان مقتنعاً بأن خير أبنائنا المؤمنين يتطلب من رعاتهم التعاون في ما بينهم، لذلك كان يبذل جهداً للتوافق والتشاور مع إخوته البطاركة والأساقفة، هذا كان رجل صلاة، وكان مقتنعاً بأن الكاهن هو رجل الله، وأن الحياة الروحية لرجال الدين ضرورية لإنجاح أعمالهم الرسولية".

وتابع "كان راعياً صالحاً، مواجهاً بإيمان ورجاء ومحبة كل الصعاب، رغم تحذير الأطباء له، تحمّل بصبر وشجاعة وجاهد من دون يأس إلى أن أسلم روحه بثقة بين أيدي المخلص والخالق. لقد رحل عنا رجل الله والصلاة، رجل الخدمة الراعي الصالح ليتشفع من عليائه بالوطن العزيز لبنان الذي أحبه ودافع عن سيادته واستقلاله وفرادته في محيطه العربي. أرقد أخي بسلام، أرقد بسلام أيها الراعي الصالح في مصاف القديسين".

كما ألقى الكاردينال ساندري رسالة البابا فرنسيس، جاء فيها: "تلقيت بحزن كبير خبر انتقال اخينا المحبوب بالمسيح البطريرك نرسيس بدروس الى المنازل السماوية. احفظ في قلبي ذكرى لقائي به برفقة اساقفة السينودس المقدس ومؤمني هذه الكنيسة في مناسبة اعلان القديس غريغوريوس الأرمني المنور لقب معلم في الكنيسة".

أضاف "كان المثلث الرحمات البطريرك بدروس متجذراً بالمسيح، وكان يعرف بأن الكنز الذي على الأسقف أن يقدمه هو الإيمان والكرازة. وهو قدم نفسه بدون حساب لدعوته وخصوصاً لتنشئة الكهنة، وعمل من أجل أن تتحول الآلام التي عاناها الشعب الأرمني خلال تاريخه، تقدمة شكر لله مع الأخذ بعين الإعتبار مثل الشهداء والمعترفين".

وتابع "لقد سر البطريرك نرسيس مع كل الشعب الأرمني بإعطاء القديس غريغوريوس الأرمين لقب معلم للكنيسة. وهو رغب بأن يتحول اشعاع هذا القديس الكبير مثلاً للراعي وللرعية، وبذلك يمكن للجميع معرفة العظائم التي يمكن للرب أن يحققها في القلوب التي تنفتح عليه. ونظراً للأرث الذي تركه البطريرك نرسيس نطلب من الروح القدس بأن يستمر في تجديد وجه الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، بفضل التزام الرعاة والمؤمنين".

كما ألقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: "باسم إخواني أصحاب الغبطة البطاركة والسادة الأساقفة وسائر أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، أعرب لكنيسة الأرمن الكاثوليك الشقيقة وعائلته عن أخلص مشاعر التعازي والأسى بوفاة المثلث الرحمة نرسيس بدروس التاسع عشر، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا، رأس الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية وراعيها".

أضاف "لقد شارك بروح المسؤولية في دورات مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، وأسهم في صياغة الرسائل الراعوية المشتركة التي أصدرها البطاركة بعد انتخابه، وهي خمس من أصل عشر. وإننا نفتقده أيضاً على صعيد روحه السمحاء وعاطفته المخلصة وطيب معشره. لقد شدته إلينا جميعاً محبة أخوية صادرة من القلب، عبّر عنها بابتسامته الناطقة، ونظرته الرقيقة. يستشير في أصغر الأمور وأكبرها، بفضل ما تميز به من دقة وحرص على ما هو حق وعدل وصواب".

وختم: "إننا، إذ نودعه بكثير من الأسى، نرافقه بصلاة الرجاء، وقد نقله الله إليه لكي ينعم صحبة الرسل الأطهار، بإكليل الرعاة الصالحين الذين يختارهم المسيح الإله راعي الرعاة، ليقودوا شعبه إلى ينابيع الخلاص. وفيما نشارك الشقيقة كنيسة الأرمن الكاثوليك لبيت كيليكيا حزنها على وفاة رأسها وراعيها، نصلي معها لكي يرسل الله لها، بشفاعة أمنا مريم العذراء سلطانة الرسل وسيدة بزمار، راعياً مثل قلبه، لمجده تعالى وبنيان الكنيسة".