موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ١٧ يناير / كانون الثاني ٢٠١٨
للمسيح مسجد في الأردن!

صالح قشطة - ارفع صوتك :

في مدينة مادبا، وسط الأردن، على بعد 33 كيلومترًا جنوب العاصمة عمّان، يقبع مسجد "المسيح عيسى بن مريم". وينظر إلى المسجد كمثال للعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في المدينة التي كان 78% من سكانها مسيحيين حتى مطلع القرن العشرين.

وتقارب نسبة المسيحيين اليوم في الأردن 4% من تعداد السكان.

يتحدث حازم الفقهاء، مدرب تنمية بشرية ومهتم بتوثيق تاريخ مدينة مادبا، قصة تأسيس مسجد "المسيح بن مريم". يقول: إن عشائر مسيحية تبرعت بأرض في منتصف المدينة لتأسيس مسجد الحسين بن طلال. لاحقًا، رد المسلمون بإطلاق اسم "المسيح بن مريم" على مسجد جديد أسسوه، إكرامًا للعشائر المسيحية، ولأخوة الأرض والدم التي تربطهم بالمسلمين.

أما يقول الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي، فيقول إن هذه الخطوة تعبر عن العلاقة التاريخية المشتركة بين المسيحيين والمسلمين. وفي رأيه يحقق جامع أو مسجد المسيح بن مريم معنى الجامع، لأنه يجمع بين المسيحيين والمسلمين. ويتابع "نحن لا نتكلم اليوم عن خلق حالة من الوئام بين الأردنيين، بل نتكلم عن كيف نسهم في تعزيز هذه الحالة الموجودة".

ويعتبر الشيخ مصطفى أبو رمان، الباحث في شؤون الأديان، بناء مسجد المسيح بن مريم ردًا مناسبًا من المجتمع الأردني على دعاة الطائفية والتطرف. ويقول "ثقافة المسيحيين في الأردن إسلامية"، في إشارة منه إلى انصهار الفوارق. ويلفت إلى إضاءة شجرة الميلاد في مادبا وخلال الأعياد المسيحية. "تجد مسلمين قائمين على هذه النشاطات مع المسيحيين من دعاة الألفة والوحدة في داخل الأردن"، يقول.

يقول حازم الفقهاء إن أجراس الكنائس، في سنة 1992، دقت حدادًا على وفاة أحمد قطيش، الأمين العام الأول لجبهة العمل الإسلامي في الأردن، الذي كان يعد من الوجوه البارزة في مادبا، في حين يلفت الأب رفعت بدر بأن الكاهن وليم اليعقوب، الذي فارق الحياة عام 1989، قد تبرع بأعضائه لمرضى مسلمين، وقد بعث الملك الحسين برسالة شكر لوالدته.