موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٢٤ أغسطس / آب ٢٠١٦
قادة ورجال دين من العالم الإسلامي يدعون لمحاربة التطرف والكراهية

بقلم: أندريا تورنيلي ، ترجمة: سامح مدانات :

دعا ملك المغرب المسلمين، المسيحين واليهود لمحاربة "التطرف والكراهية" معًا. وكانت كلمات العاهل المغربي محمد السادس، الموجهة إلى بلده وخصوصًا إلى الخمسة ملايين مغربي الذين يعيشون في الخارج، ذات أهمية. وحثَّ الملك الجميع قائلاً: "مع ازدياد انتشار الرجعية باسم الدين، فعلى كل المسلمين، المسيحيين واليهود، أن ينشئوا جبهة موحدة لمجابهة التعصب الأعمى والكراهية الرجعية بكافة أشكالها".

وقد دعا الملك محمد السادس مواطنيه للتحلي بالصبر، والدفاع عن السلام والعيش بتناغم وانسجام مع الآخرين. كما طلب منهم أن يواصلوا المحافظة على قيم دينهم وعاداتهم القديمة قائلاً إن هذه هي أفضل طريقة للرد على ظاهرة "الجهاد الدخيلة عليهم".

وأضاف الملك قائلاً: "نحن نشجب بشدة قتل الناس الأبرياء"، مشيرًا إلى مقتل الكاهن الفرنسي المسنّ، الذي استشهد بداخل كنيسته. ووصف العاهل المغربي اغتيال "كاهن في كنيسة" بأنه جنون لا يغتفر. وأضاف: "من يحرِّض على القتل والاعتداء متذرعًا بالقرآن لعمل ذلك، ليس مسلمًا". "الإرهابيون الذي يتصرفون باسم الإسلام هم أشخاص ضالون ومصيرهم جهنم الأبدية".

وفي ختام كلمته لفت الملك النظر إلى أن الجهاديين يستغلون بعض المسلمين الشباب، وخصوصًا في أوروبا، مستغلين جهلهم باللغة العربية والإسلام الحقيقي، ويبثون لهم رسائل خاطئة ومغلوطة ووعودًا كاذبة. وتحدث العاهل المغربي عن مسؤولية الكثير من الجماعات والمؤسسات الإسلامية والذين يدَّعون أنهم يمثلون "الإسلام الحقيقي" بينما هم على العكس يشجعون على انتشار ايديولوجيات متطرفة.

ويأتي خطاب الملك في الوقت الذي تم فيه نشر فحوى الرسالة التي أرسلها آية الله مكارم شيرازي في مدينة قم إلى قداسة البابا فرنسيس. وفي رسالته شكر المرجع الديني الشيعي البابا على كلماته حول الإرهاب التي صرح بها خلال زيارته الأخيرة إلى بولندا. فقد رفض البابا رفض العنف الأصولي بالإسلام. وشدد على ضرورة فصل الإسلام عن الإرهاب.

وبشكل يثير الانتباه، يعطي شيرازي أهمية للمواقف التي يتخذها الرؤساء الدينيون في سائر أنحاء العالم ضد كل انتهاك للكرامة الإنسانية، وبالأخص عندما تُقترف باسم الدين. ويستذكر شجبه لمقتل الأب هاميل، واصفًا ذلك بأنه هجوم ارهابي بدون رحمة، مستعملاً كلمة "تكفير" والتي تشير في الإسلام إلى أقصى درجات الوحشية.

وآية الله واقعيٌ عندما يذكر بأنه لم يتم القضاء على الجهاديين بعد، لأنهم مدعومون من "القوات المتغطرسة". وكانت هذه إشارة إلى الدور الذي لعبه من قام بدور البنوك ومولوا مجموعات الإرهابيين من أجل مصالح سياسية واقتصادية تهمهم، وليستخدموهم كحلفاء مفيدين لهم في الحروب، ليكتشفوا فيما بعد أنهم بالحقيقة خلقوا وحوشًا لا يمكن السيطرة عليها.

وفي اجتماع مدينة ريميني الإيطالية، قال المفتي كرواتيا الأكبر عزيز حسنوفيتش أن من يقتل أناسًا أبرياء -خصوصًا يهودًا أو مسيحيين- حيث أنهم من بين أتباع الديانات التوحيدية العظمى الثلاث، ليس مسلمًا، لأن القرآن يخبرنا بأن نفعل العكس.

وحسب حسنوفيك، والذي التقى البابا فرنسيس، فإن المشكلة الحقيقة هي الجهل والتعميم، وشرح قائلاً: لأن الإرهاب هو نتيجة الجهل، واستغلال تعليم القرآن من قبل العلمانيين الغير مؤهلين فقهيًا. فالقرآن يقول إن قتل شخص برأيي مثل قتل العالم كله".

يضاف هذان الموقفان إلى ما أعلنه الأزهر ومبادرة المسلمين في فرنسا وايطاليا، والذين أظهروا تعاضدهم مع المسيحيين بعد الاغتيال الوحشي للاب هاميل.