موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٥ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٦
شبابنا المستقبل سيضيء بكم

د. اسمهان ماجد الطاهر :

من خلال قراءتي لإحد المقالات التي تتحدث عن اليابان وتطورها الهائل الذي وصلت اليه طرح الكاتب تجربة اليابان بعد استقلالها في عام1951 حيث كانت تعاني من وضع صعب ويحتاج الى تعاضد القوى لإحداث التغيير والإصلاح فتم تحديد لجنة مكونة من مجموعة من القوى السياسية ومجموعة من الاقتصاديين والمصنعين ومجموعة من الاكاديميين وخبراء التعليم على طاولة واحدة لوضع هدف واحد فقط للإصلاح ولقد إقترحت اللجنة التركيز على صناعة الفولاذ وتكثيف القوى نحو هذا الهدف في مختلف القطاعات وبعد عشر سنوات تم تحديد هدف صناعة السيارات وبعدها تم الانتقال نحو تصنيع الالكترونيات واخيراً تصنيع التكنولوجيا. والان تعتبر اليابان احدى اهم الدول الصناعية وقوة اقتصادية ضخمة. هدف واحد جهود موحدة ومتكاملة تنسيق وتكامل بين مختلف القطاعات يساوي تطورا وتقدما وازدهارا.

نموذج جميل لا استطيع أن امر عليه دون إستخلاص بعض الدروس المتعلمة أولها اجتماع القوى الاقتصادية والمصنعين مع الاكاديميين والخبراء محاطين بقوة سياسية داعمة يحقق النجاح. وجود هدف واحد محدد والتركيز علية وتكثيف الجهود نحو تحقيقيه درس وعبرة مهمة. التركيز على صناعة ما وتكثيف جهود القوى الاقتصادية والمصنعة والتنسيق بينها وبين قطاعات التعليم ودعمها بالقرار السياسي يضمن نجاحها. كل ذلك بالتأكيد نموذج جدير بالاعجاب.

الفكرة المطروحة هنا ليست لمقارنة اليابان بالاردن أو بإي بلد عربي صناعياً أو اقتصادياً لكن لأخذ عبرة من نموذج حقق نجاحا نتيجة لتنسيق الجهود وتكامل وتوحيد القوى.

في الاردن مثلاً خطط وتوصيات عديدة يتم اعدادها للإسراع في عملية الاصلاح الاقتصادي والتعليمي. الخبراء الاقتصاديون يقدمون وقائع ويؤكدون أن الاصلاح الاقتصادي يحتاج الى أكثر من وصفات صندوق النقد الدولي. خبراء اصلاح التعليم يجتهدون، ثم يتم تقديم استراتيجية وطنية لتنمية الموارد البشرية. المستقبل سيظهر نتائجها.

لجان عدة على مختلف مستويات السلطة بمسميات عدة تقدم التوصيات كلاً من منبره وموقعه. ورغم أن الهدف واحد وهو الاصلاح الا أن الجهود موزعة مما يجعل توصياتها لا تتعدى الاقوال.

عقليات تقليدية ومخططون تعدوا السبعين عاماً وأكثر يخططون للمستقبل وفي احيان كثيرة تكون الخطط مبنية على علم تقادم نفس العبارات تكرر برتابه. محاربة الفساد، القضاء على البطالة،القضاء على الفقر، اصلاح التعليم والوضع الاقتصادي، تمكين المرأة. كل ذلك نطمح اليه. وهناك شخصيات موجودة في عدة لجان وما أكثر اللجان والاهداف.

اثار اهتمامي تعليق لإحد الشباب عندما قال عن مخطط هرم للخطة المستقبلية هل ستاتي معنا الى المستقبل! حقيقة شر البلية ما يضحك.

في بداية ثورة الربيع العربي انتشرت عبارة هرمنا رددها بوعزيزي مشعل شرارة الربيع العربي في تونس. واليوم يخطر لي انه كان عليه أن يستبدلها بعبارة هرموا.

يكفي تقليدية علينا البدء بالتفكير خارج الصندوق علينا اشراك الفكر الشبابي وتمكين المرأة بشكل حقيقي فعال، علينا التنسيق والتعاون والتكامل بين مختلف القطاعات.

نقص الموارد الاقتصادية لم يعد مبررا لإعاقة التطور والتنمية فالموارد منذ زمن آدم سميث ذات ندرة وقابلة للنضوب، لدينا مورد انساني وعقول بشرية علينا تنميتها والتركيز على الاستثمار برأس المال الفكري الذي تملكه. المواهب البشرية والفكر البشري والاستثمار بالمعرفة بوابات متاحة علينا التركيز عليها. لقد حقق الاردن مثلاً في بدايه انتشار تصميم البرمجيات بصمة مميزة وكان لابد من الاستمرار والبقاء في المنافسه اقليمياً وعالمياً قدر الممكن وفي حدود المتاح وذلك لن يكون دون تكامل الثلاث قوى التى استخدمها النموذج الياباني.

واخيراً يُبقى المواطن مشرعاً نوافذ الامل منتظراً تنمية وتطوراً تُحسن مستواه المعيشي وتضمن له إبعاد شبح الفقر والبطالة. وكخبراء واكاديميين لن نكل في السعي والبحث عن افضل الطرق التي تحقق تطورا حقيقيا في مستوى التعليم والحياة الكريمة وللإضاءة على الفرص المتاحة من اجل ابنائنا وشبابنا فهم المستقبل وندعوا الله أن يضيء بهم.