موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٧
رسالة حب من عمان الى لبنان الشقيق في عيد استقلاله
كتب المحرر :

لبنان يتصدر المشهد من جديد، ويعود ليكون في صدارة الصلوات من مسيحيي الشرق والعالم:

من جهة كان غياب رئيس الوزراء وانسحابه من الساحة السياسية مفاجئًا، الأمر الذي كاد أن يترك البلد "الصغير" بارتباك وفراغ سياسي كبير. ومن جهة أخرى، كانت زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى السعودية بارقة أمل في انفراج العلاقات المسيحية مع العربية المسيحية التي لم يكن منظر الصليب على صدر البطريرك طبيعيًا ولا اعتياديًا.

خوف من "الانفجار" من ناحية، وأمل في "الانفراج" من ناحية اخرى.

وقد أتت بيانات من الكنائس في الشرق (مثل بيان الكنيسة السريانية الكاثوليكية)، تعرب عن تأييدها للتوازن في الرأي والحكمة في القول والتصرف لدى الرئيس اللبناني. وكان الهمّ الشاغل هو "الحفاظ على وحدة لبنان "، وعلى "العيش المشترك"، مستذكرين قول البابا يوحنا بولس الثاني: ’لبنان ليس وطنًا فقط، إنما هو رسالة‘. ونحن نعرف أن العيش المشترك ليس فقط بين أقطاب دينية، بل أطياف السياسية التي عاشت فترات صعبة في الماضي.

ومن ناحية ثانية، جاء خطاب الكرسي الرسولي على لسان أمين سر الدولة للعلاقات بين الدول المونسنيور بول ريتشارد غالاغر، مطمئنًا حين قال: ’لا خوف على لبنان، ما دابت ثوابت التوافق والانفتاح واحترام خصوصيات كل فريق الروحية والزمنية، مكرسة قانونيًا في الدستور اللبناني الذي ارتضاه الجميع‘.

إذًا: هل نخاف على لبنان؟

أكيد هنالك مخاوف، ولكن هنالك آمال، وقد غرّد كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، لا خوف على لبنان فهو ’بلد القديسين‘، وها يحتفل باستقلاله غداة عيد فيروز الكبيرة الباثة للأمل والمحبة، وكذلك في يوم احتفال الألوف المؤلفة (22 من كل شهر) بذكرى القديس شربل المعطرة.

سيناريوهات كثيرة إذًا، ولكن الأمل يقول بأن استقبال بطريرك لبنان في السعودية يبشّر بأن المفاجآت القادمة ستكون سارّة كثيرًا. لنسهر –في زمن المجي القريب السابق للميلاد- ولنصلِّ واثقين.

ولا يسعنا هنا إلا أن نردد مع البابا فرنسيس، في صلاة التبشير الملائكي، الأحد الماضي: ’أوجّه فكرًا خاصًا الى الشعب اللبناني الحبيب، وأصلّي من أجل استقرار البلد، بحيث يمكن أن يستمرّ في أن يكون رسالة الاحترام والتعايش في جميع أنحاء المنطقة والعالم بأسره‘.

كل عام ولبنان بخير،
كل عام وصداقته مع الأردن بألف خير.