موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
رسالة المطران بطرس مراياتي إلى أبناء أبرشيته عقب استشهاد الأب بيدويان

حلب - أبونا :

حضرة المونسنيور انترانيك ايفازيان الجزيل الاحترام

بمزيد اللوعة والأسى وصلني نبأ استشهاد الخوري هوفسيب بيدويان كاهن رعية كنيسة الأرمن الكاثوليك بالقامشلي على يد مجموعة إجرامية وهو في طريقه إلى دير الزور برفقة والده الذي استشهد معه للقيام بمهمة إنسانية رسولية تخدم أبناء البلد، فأصبح بذلك شهيد الواجب والكنيسة والوطن.

لقد خدم الخوري الراحل هوفسيب لمدة طويلة في مدينة القامشلي وسائر الرعايا التابعة للأبرشية، كمكرس ثم كشماس وأخيراً ككاهن منذ خمس سنوات وقد عرف بغيرته الرسولية واندفاعه لخدمة المؤمنين وتضحياته في نجدة المنكوب.

لم تتسن لي الظروف أن أرسمه كاهنا ولكنني عرفته في القامشلي وفي حلب حيث كان يأتي بانتظام ليتابع دراسته اللاهوتية بجد ورصانة في مركز الدراسات اللاهوتية المعمقة، فمنحته إفادة التخرج ونال درجة الشماس الإنجيلي.

ولكن ما يحز في صدري أنه كان قبل أسبوع في حلب مرافقاً وعراباً للشماس نوبار ملكونيان الذي نال على يدي درجة الشماس الإنجيلي في كنيسة الثالوث الأقدس، وكأنه جاء مودعاً الكنيسة التي أحبها وخدمها طيلة إقامته في حلب ومودعاً الإكليروس والراهبات والأصدقاء الذين عرفوه فأحبوه.

لا أجد تعزية أخرى سوى ما قاله أيوب الصابر: الله أعطى، الله أخذ، فليكن مباركاً اسم الرب.

باسمي وباسم كهنة الأبرشية أتقدم بآيات التعازي للمونسنيور انترانيك ايفازيان وللكهنة والشمامسة ولعائلة الفقيدين وذويهما ولجميع أبناء الأبرشية، طالباً من الله تعالى أن يسكنهما في ملكوته السماوي وأن ينعم على الجميع بتعزية الروح القدس متذكرين قول الرب يسوع: طوبى للمضطهدين على البر فإن لهم ملكوت السماوات.

أشارككم الألم والصلاة في هذه الأيام العصيبة التي تعيشها مدينة القامشلي وأطلب من الآب القادر على كل شيء أن يبعد عنكم شبح الحرب والموت والدمار وأن يحفظكم سالمين صامدين متغلبين على قوى الشر لبناء مجتمع يسوده الخير والأمل والسلام.

ولتكن نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس معكم أجمعين

+ المطران بطرس مراياتي،
رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك والمدبر الرسولي على أبرشية الجزيرة والفرات