احتفل في المركز المجتمعي المسكوني أول أمس السبت بإشهار رواية "قافلة الموت" للكاتبة ربيكا ملكيان، والصادرة حديثاً عن دار "الآن ناشرون". وتعاين ملكيان خلال الرواية أسئلة الهوية والإنسان والوطن وقضايا الوجود والموت وحياة شعبٍ، مستنطقة المعمرات الأرمنيات والمتاحف وشهود العيان، في بحثها عن إجابات أغمضت عليها عيون أهلها وأقاربها وأسرتها وأحفاد، وتحديداً النساء اللاتي طرد أجدادهنّ من أرمينيا الغربية مطلع القرن الماضي.

ويتزامن إطلاق أول كتاب عن "إبادة الارمن"، مؤلفاً على طريقة الرواية باللغة العربية، مع الذكرى المئوية الأولى لهذه المجازر التي ما زالت تهزّ الضمير العالمي.

واستندت الرواية إلى ركام الورق والأشرطة وحكايا الشتات في مواجهتها الموت بالكتابة، لتمزج في توليفة ذكيّة بين الواقع والمتخيّل واستدعاء الآلام في متن الرواية وتفاصيلها، واقفةً عند الذاكرة التي لا تموت. ولعب تيار الوعي والحوارات والتداعيات مساحات كبيرة في الرواية التي تستعيد فيها حياة الكثيرين من ضحايا القهر والظلم، متنقلة على امتداد زمني وأماكن كثيرة وأحداث مختلفة، منها الثورة العربية الكبرى، وثورة الكرك، وإعدامات جمال باشا السفاح الزعماء العرب في دمشق، ورسالة الشريف الحسين بن علي لأبنائه الأمراء لحماية الأرمن، لتسوق المعلومة محلّ الروي في تشارك مع القارئ الذي يقف على بوح رومانسي وسط كلّ هذه الذكريات.

وفي الندوة التي أدارها الأستاذ حسين النشوان، تحدثت الكاتبة قائلة: "إن كل الشعوب تعيش في أوطانها، إلا الأرمن فالوطن يعيش في قلوبهم". كما تحدث كذلك كل من القسيس سامر عازر والأب رفعت بدر والنائب عاطف قعوار والشاعر إبراهيم سواعير والكاتب موفق محادين، وأدت الطالبة نتالي أغنية في ذكرى الإبادة مترافقة مع عزفها على الجيتار. وأضيئت الشموع إحياءً للذكرى المئوية، فيما قدمت الكاتبة ملكيان أول نسخة لوالدتها الحاضرة ونسخاً أخرى لأبناء عائلتها.

(للمزيد من الصور يمكنكم زيارة صفحة الموقع على الفيسبوك abouna.org)